وضعت الزيارة الأخيرة للجنة الدولية للألعاب المتوسطية حدا لكل المخاوف والشكوك التي حامت في الأشهر الأخيرة حول ألعاب البحر الأبيض المتوسط التي تستعد لتنظيمها وهران، من خلال تأكيد النائب الأول لرئيس اللجنة الدولية بيرنار أمسالام بصريح العبارة أن الطبعة ال19 ستجرى من 25 جوان إلى 5 جويلية بوهران، لتكون بذلك الدولة الجزائرية قد حققت نجاحا آخر من خلال التزامها بتسليم المشاريع في الوقت المناسب وقبل موعد الألعاب ببضعة أشهر، وهو التحدي الراهن للمنظمين من لجنة تنظيمية وسلطات محلية ووطنية. وللتذكير بالأحداث التي تسارعت منذ بداية الدخول الاجتماعي الأخير، فقد سجلت مجموعة من مشاريع المنشآت الرياضية تأخرا في الإنجاز، حيث تأجل تاريخ تسليمها عدة مرات وخاصة المشاريع الجديدة في صورة منشآت المركب الأولمبي الجديد والقرية المتوسطية، ما جعل السلطات الجزائرية تتدارك الوضع بتوفير غلاف مالي إضافي وبالعمل على تذليل كل العقبات التي تسببت في التأخر المسجل، لتعطي بذلك دفعا قويا لوتيرة الأشغال، حيث شهدت مختلف المشاريع قفزة نوعية من حيث سرعة الإنجاز. وبالرغم من ذلك، إلا أن اللجنة الدولية للألعاب المتوسطية، التي بقيت إلى ذلك الحين تراقب من بعيد سير التحضيرات عن طريق ما يصلها من تقارير وصور وفيديوهات، لم تخف قلقها حول تأخر المشاريع وتخوفها من عدم جاهزيتها في الموعد المناسب، وهو ما جعلها تصدر بيانا عبر موقعها الرسمي تعبر من خلاله عن عدم رضاها عن وتيرة الأشغال، هذا البيان كان بمثابة أول تهديد حقيقي ورسمي لمستقبل الألعاب التي فازت بشرف تنظيمها وهران منذ سنة 2015 بعد منافسة مع مدينة صفاقس التونسية وعملت على تجسيدها والتحضير لها الجزائر منذ ذلك الحين رغم بعض العقبات كالأزمات المالية والأزمة الصحية لفيروس كورونا وغيرها. الجزائر وبعد بيان اللجنة الدولية لم تبق مكتوفة الأيدي حيث سارع وزير الشباب والرياضة سبقاق عبد الرزاق بعد أيام قليلة من ذلك إلى القيام بزيارة ميدانية واسعة مست جل المشاريع المبرمجة لألعاب البحر الأبيض المتوسط سواء الجديدة أو حتى تلك القديمة التي تعرف عمليات ترميم وتهيئة وتجديد، ليقف المسؤول الأول عن القطاع الرياضي في الجزائر على حقيقة سير التحضيرات ويبعث برسالة مشفرة إلى اللجنة الدولية عبر وسائل الإعلام مفادها أن المعاينة الحقيقية لتحضيرات الألعاب تكون على الميدان وليس عبر الصور والفيديوهات، واعدا في الوقت نفسه بتسليم غالبية المنشآت في شهر جانفي. الوقوف على سير التحضيرات في الميدان ... خير برهان وجاءت ندوة رؤساء بعثات اللجان الأولمبية للدول المتوسطية والمندوبين التقنيين للاتحادات الرياضية المعنية، التي انعقدت بوهران تحت إشراف اللجنة الدولية للألعاب المتوسطية يومي 11 و12 ديسمبر الجاري تحضيرا للطبعة ال19، في الوقت المناسب بما أنها كانت فرصة لضيوف وهران وعلى رأسهم ممثلي اللجنة الدولية للوقوف على حقيقة سير التحضيرات، من خلال معاينتهم الميدانية للمشاريع المعنية بألعاب 2022 وهي المركب الرياضي الجديد الذي يضم الملعب الأولمبي وملعب ألعاب القوى الملحق والمركز المائي، الذي يتضمن 3 مسابح، والقاعة متعددة الرياضات، إلى جانب القرية المتوسطية، ومركز الرماية، وقصر الرياضات حمو بوتليليس، ومركب الفروسية «عنتر بن شداد»، ومركب التنس بحي السلام، ومركز المؤتمرات محمد بن أحمد. كما مكنت هذه الندوة، التي انعقدت بفندق وهران باي (الشيراطون سابقا)، ضيوف وهران من الإستماع إلى تقارير اللجان المتخصصة التابعة للجنة التنظيمية لألعاب البحر الأبيض المتوسط 2022 حول مدى تقدم تحضيرات كل لجنة على حدى، على غرار لجنة التنظيم الرياضي، ولجنة المنشآت، ولجنة الاعتمادات والتسجيلات الرياضية، ولجنة العلاقات والخدمات، ولجنة البروتوكول، إضافة إلى لجنة النقل، ولجنة الإطعام والإيواء، ولجنة المراسيم، ولجنة الاتصال والإعلام وهوية الألعاب، ولجنة المتطوعين، ولجنة الأمن. الجزائر تؤكد التزاماتها على أعلى مستوى ولتأكيد حرصها على تنظيم الدورة وعلى الالتزام بالانتهاء من التحضيرات في الوقت المحدد وقبل موعد الألعاب، سجلت الدولة الجزائرية حضورا قويا في افتتاح الندوة التي عقدتها اللجنة الدولية بوهران، من خلال حضور مستشار رئيس الجمهورية السيد عبد الحفيظ علاهم ووزير الشباب والرياضة السيد عبد الرزاق سبقاق ووالي وهران النائب الأول لرئيس اللجنة التنظيمية السيد سعيد سعيود. وكان محمد عزيز درواز، رئيس ومحافظ اللجنة التنظيمية لألعاب وهران، قد طمأن اللجنة الدولية من خلال تأكيده على المجهودات التي بذلتها السلطات الجزائرية "كرجل واحد" لإنجاح هذا الحدث الرياضي ولضمان منافسة من المستوى العالي، مضيفا أن هذه ألعاب وهران 2022 يتم التحضير لها في أحسن الظروف، عكس ما تم الترويج له في بعض المواقع والصفحات خلال الاسابيع الماضية. كما كان النجم السابق لكرة اليد الجزائرية واضحا، من خلال طي صفحة مسألة تنظيم الألعاب بوهران من عدمها، والمرور إلى المرحلة القادمة، عندما أكد خلال الندوة أن المهمة الراهنة هي إنجاح الألعاب المتوسطية، مشددا على المنافسات التجريبية التي ستجرى بداية من السنة الجديدة، على غرار بطولة أفريقيا للفروسية للشباب، وبطولة إفريقيا للجيدو، والبطولة العربية لكرة اليد للأندية الحائزة على الكؤوس، والبطولة الوطنية الشتوية لألعاب القوى.