- عدم تركيب مولد الأوكسجين بالنجمة وانعدام أجهزة الإنعاش بالكرمة يصعب المهمة أطلقت الأطقم الطبية المشرفة على علاج مرضى «كوفيد 19» بكل من مستشفيي «النجمة» و«الكرمة» جرس الإنذار من جراء الارتفاع الكبير لعدد الإصابات بالفيروس التاجي، وتشبع المرفقين الصحيين، بالمصابين بالعدوى من مختلف الأعمار، وحذرت الأطقم الطبية، من تكرار سيناريو الموجة الثالثة، إذا لم يلتزم المواطنون بالقواعد الصحية المتفق عليها، على غرار ارتداء الكمامات الوقائية واحترام التباعد الجسدي والتعقيم وغيرها من التدابير والإجراءات الواجب اتخاذها لتفادي الإصابة بالعدوى. وحسب الأطباء والممرضين، الذين التقت بهم «الجمهورية» خلال الزيارة التي قامت بها أمس بالمستشفيين المذكورين آنفا، فإن الوضعية الوبائية بالولاية لا تبشر بالخير في ظل التراخي والاستهتار الملاحظ في عدد من القطاعات الحيوية، على غرار : وسائل النقل كحافلات النقل الحضري وشبه الحضري وعربات الترام، وفي عدد كبير من الأنشطة التجارية منها بالخصوص الأسواق والمحلات والمطاعم والمقاهي، حيث ضرب العديد من المواطنين عرض الحائط، كل التدابير الصحية المتعارف عليها، لتفادي الإصابة بالعدوى، ويرى الأطباء في حديثهم معنا، أنه لا مفر من التلقيح للحفاظ على الصحة العمومية، مؤكدين على أن التطعيم حاليا يعد الوسيلة الوحيدة للحماية الفردية والجماعية، وهذا للحد من انتقال الوباء إلى من يحيطون بالمريض على غرار أفرا الأسرة والأصدقاء والجيران، وبالتالي الحد من تفشي العدوى ومنع تمددها وسط المواطنين. استهلاك 5 آلاف لتر من الأكسجين يوميا كانت الساعة تشير إلى الواحدة زوالا، عندما وصلنا إلى مستشفى «النجمة»، وقبل دخولنا إلى مصالح علاج «الفيروس» كان لابد لنا المرور على مكتب الاستقبال، الذي حوّل إلى فضاء خاص لتشخيص حالة الوافدين إلى هذا المرفق الصحي، تحت إشراف طاقم طبي برئاسة الدكتورة بوكلي حسان اسمهان، التي أكدت لنا على أنه وقبل تحويل أي مريض إلى داخل المستشفى، أو اتخاذ أي اجراء آخر، فإننا مكلفون بفحص الوافد على المسشتفى، في حين أن الحالات الحرجة، التي تحوّل إلينا سواء من قبل المؤسسة الاستشفائية أول نوفمبر بإيسطو، أو مصالح الحماية المدنية فالأمر مختلف إذ أنه يتم تحويلهم على جناح السرعة، إلى أحد مصالح المستشفى المذكور أعلاه، مع الحرص على تواجد طاقم طبي لتشخيص الحالة، وتقديم العلاج اللازم، وحسبها فإنه يوميا وفي ظل ارتفاع عدد الإصابات، فإن المكتب يتوافد عليه أكثر من 100 شخص في غالبية الأحيان يكون هذا الأخير مرفوقا بأحد أفراد عائلاته، مؤكدة أنه ما يلاحظ على جميع الوافدين أنهم لم يتلقوا التطعيم، الأمر الذي زاد من تعقد وضعيتهم الصحية، لاسيما المصابين بالأمراض المزمنة على غرار : الربو والحساسية والقلب والضغط الدموي وغيرها من الأمراض المعروفة لدى كبار السن، ومن جهتها أكدت الدكتورة بن يسعد صبرينة، رئيسة مصلحة علاج «كوفيد 19»، فإن حالات الإصابة بالفيروس تزداد يوما بعد يوم، الامر الذي أثّر سلبا على نفسية الأطباء، خاصة وأننا عدنا إلى النقطة الصفر، وذهبت كل مجهوداتنا هباء منثورا، وهذا بعد التراخي والاستهتار الذي لوحظ على جميع الأصعدة، مؤكدة أن ما يلفت الانتباه داخل مستشفى «النجمة»، أن جميع المرضى الوافدين في حالات خطيرة لم يستفيدوا من التلقيح، الأمر الذي زاد من تأزم وضعيتهم الصحية، وعليه لابد على الجميع التحلي بروح المسؤولية، لأن الوضع حرج، وعليهم يجب الذهاب إلى المؤسسات الصحية الجوارية، الذي هو متوفر وبكثرة، وفي ذات السياق أكد مدير مستشفى «النجمة» الدكتور كريم لعروسي، أن مؤسسته الصحية قد بلغت طاقتها الاستيعابية ب 120 سريرا، وأنه لا يمكن استقبال المزيد من المرضى، لاسيما وأن الأسرة المتوفرة حاليا باتت كلها مشغولة، بعد دخول الولاية الموجة الرابعة، التي شهدت تزايد عدد حالات الإصابة بالوباء، وحسبه فإن أغلب الوافدين في حالات خطيرة، ويتراوح أعمارهم بين 30 إلى 70 سنة، وجميعهم يحتاج لتزويدهم بالأوكسجين، وقد تبين لنا أنهم لم يستفيدوا من اللقاح، ما قد يصعب من مهمة الطبيب المعالج، موضحا أن المستشفى يستهلك يوميا 5 آلاف لتر من مادة الاوكسجين الطبي، لتبقى حصة مماثلة مقدرة ب 5 آلاف لتر مخزنة نستعملها في حالة الطوارئ. مشيرا إلى أن مولد الأوكسجين، الذي جلب منذ عدة أشهر من قبل بعض المحسنين وهران لم يدخل الخدمة الأمر الذي يدعو إلى ضرورة تسريع تشغيل هذا الجهاز الهام، لاسيما في ظل امتلاء المستشفى، وفي هذا الصدد دعا محدثنا إلى ايجاد فضاء صحي لاستقبال المرضى وتخفيف الضغط على «النجمة» مشيرا إلى أنه ما لوحظ في الآونة الأخيرة، هو عدم الالتزام بالبروتوكول الصحي خصوصا ارتداء الكمامات، لاسيما في الأماكن المزدحمة ووسائل المواصلات وغيرها، حيث يظن الكثير من المواطنين، أنهم بمنأى عن الإصابة بالوباء وقد تأسف محدثنا على أن البعض اعتقد أننا قضينا على العدوى وهو الامر الذي لم يحدث بعد. لاسيما بعد تسجيل انخفاض في عدد الإصابات للموجة الثالثة. خلية أزمة لمتابعة الوضع ومن جهتها أوضحت مديرة المؤسسة الاستشفائية أول نوفمبر بالنيابة السيدة باهي أمينة والمشرفة على مستشفى النجمة، فإنه تبعا للوضعية الوبائية الصحية الحالية تم تشكيل خلية أزمة تتكفل بمتابعة الوضع الصحي على مستوى الهيكل الصحي، مؤكدة بدورها على ضرورة التلقيح لتعزيز المناعة الجماعية، لتفادي تعقيدات الإصابة بالعدوى، مشيرة إلى أهمية الالتزام بالبروتوكول الصحي، وتحديدا ارتداء الكمامات الوقائية واحترام التباعد الجسدي وغيرها من التدابير المتعارف عليها، وبعد اطلاعنا على مختلف أجنحة مستشفى النجمة، وقفنا على معاناة المرضى الذين كانوا في حالة صحية حرجة، فمنهم من كان يتنفس بالقناع ومنهم من تم تزويده بالأكسجين الطبي، في حين كان المرافقون للمرضى في حالة هستيرية من الخوف والفزع على فقدان مرضاهم، ورغم ذلك كانوا يأملون خيرا من نجاة وشفاء أفراد أسرهم الذين يتابعون العلاج بمصالح كورونا، كانت الأجنحة ممتلئة عن آخرها، والجميع يعيش على الأعصاب، لاسيما وأن الفيروس خطير وقاتل، وهو ما جعلنا نتألم من هذه الوضعية المحزنة. خوف وفزع وترقب وبعد انتهائنا من المحطة الأولى توجهنا بعدها إلى مستشفى «الكرمة» المتخصص هو الأخر في علاج «كورونا»، فرغم اختلاف المكان إلا أن القاسم المشترك بينه وبين مستشفى «النجمة» هو الارتفاع الكبير في عدد الإصابات بالوباء، وعدم قدرة المؤسسة الاستشفائية، على استيعاب المزيد من المرضى ما وضع المرافقين لهم، والأطباء في حيرة من أمرهم أمام الضغط الذي يشهده حاليا مستشفى الكرمة، حيث علمنا من البرفيسور موفق نجاة، المشرفة على الطاقم الطبي لعلاج مرضى «كورونا»، فإن عدد المرضى قارب ال 40 مريضا يوميا، إلا أن طاقمها الطبي تكفل بالجميع من خلال تقديم العناية الطبية اللازمة وتقسيم الأدوار، وعند اقترابنا من أحد الأطباء بالمستشفى، صرح لنا ان الوضع خطير جدا، في ظل التزايد اليومي لعدد الإصابات بالفيروس، وأن الوباء لم يقتصر على كبار السن فقط، وإنما جميع الفئات العمرية، إذ أن طريحي الفراش بالمستشفى يتراوح سنهم بين 30 و45 سنة، ما يدعو إلى القلق من تطور الوضعية الوبائية مستقبلا، والملاحظ أيضا أن جميع من هم في المؤسسة الاستشفائية في حالة خطيرة، ضف إلى ذلك أنهم لم يتلقوا التطعيم وهو الأمر الذي زاد من تأزم وضعيتهم الصحية، وأكد محدثنا أنه يستبعد تماما عودة سيناريو الموجة الثالثة، باعتبار أن المستشفى تم تجهيزه بمولد الأوكسجين الطبي، كما كانت لنا دردشة مع أحد المرافقين للمريضة المدعوة (س ع) التي كانت في حالة حرجة، حيث أكد لنا أن والدته البالغة من العمر 60 سنة تعاني صعوبة التنفس وقد تم تشخيص المرض وتبين أنها مصابة بالفيروس وبما أنها تعاني من ارتفاع الضغط الدموي، فحالتها جد حرجة كما تأسف على عدم تلقيها التلقيح بعدما لاحظ بعينه أن جميع المرضى الذين استفادوا من التطعيم، قد نجوا وتعافوا من الوباء، ونفس التصريح أدلت به إحدى المرافقات للمريض (ك. ع) التي قالت لنا إن الوضع الوبائي خطير وعلى الجميع الالتزام بالتدابير الوقائية على غرار ارتداء الكمامة واحترام التباعد الجسدي وتفادي أماكن الازدحام والضغط باعتباره هذه الأماكن بؤرة حقيقة للإصابة بالعدوى، مشيرة إلى أن والدها لم يستفد من التلقيح ما أدى إلى تأزم وضعيته الصحية وقد تم تحويله الى مصلحة الانعاش بالمستشفى الجامعي الدكتور بن زرجب، وخلال دردشتنا معها لم تتمالك هذه الاخيرة نفسها لتجهش بالبكاء خوفا على فقدان والدها. انعدام أجهزة الإنعاش يصعب المهمة وفي ذات السياق صرحت مديرة مستشفى الكرمة، البروفيسور زوبير صافية، أن الوضع الوبائي بالولاية خطير جدا، وعلى الجميع تدارك الأمر والالتزام بالوقاية لتفادي الإصابة بالعدوى وحسبها فإن مستشفى «الكرمة» لا يزال يفتقر إلى أجهزة الانعاش التي تعد مهمة لمزاولة العلاج، إذ يستلزم على الاطباء نقل المريض إلى مستشفى الدكتور بن زرجب بسيدي البشير، مؤكدة أنه خلال الاجتماع الأخير وعدت إدارة المستشفى بتركيب معدات الإنعاش في أقرب الآجال، تفاديا لعبء التنقل، هذا وأشادت محدثتنا بالدور الكبير، الذي يلعبه الطاقم الطبي بمستشفى الكرمة الساهر، على التكفل بعلاج المصابين بالفيروس، مشيرة إلى أن الجميع يبذل قصارى جهده من أجل إنقاذ حيا ة المواطنين، رغم الخطورة التي تترصدهم. وفي نفس السياق أشارت إلى أن الموجة الرابعة التي يجهل توقيت ذروتها لحد الساعة لم تكن بنفس نتائج الموجة الثالثة، التي استدعت جهودا مضاعفة، كما شددت بدورها على التلقيح باعتباره الإجراء الوقائي الوحيد لمنع تفشي الفيروس، مشيرة إلى أن حصر الوباء ليس مسؤولية الطبيب فقط وإنما المواطن الذي يجب أن يتحمل المسؤولية كاملة في ظل عدم التزام الكثير منهم بالتدابير الوقائية المتفق عليها، موضحة على ضرورة التكثيف من حملات التوعية والتحسيس التي باتت اليوم محتشمة ليست فقط في مجال التعقيم والتطهير وإنما تشجيع المواطنين على التلقيح، لاسيما كبار السن منهم المصابون بالأمراض المزمنة على غرار : الربو والضغط الدموي والحساسية وغيرها، ومن جهتها دعت المرافقين للمرضى إلى المستشفى بالالتزام بالقواعد الصحية المتفق عليها لان الوباء لا يزال قائما. المتحور «أوميكرون» أقل خطورة وسريع الانتشار ومن جهتها أكدت البروفسور موفق نجاة « أن الوضع الوبائي خطير جدا في ظل تصاعد منحى الوباء، موضحة أنه لا أحد يعلم النتائج المستقبلية لهذه الفيروسات المتحورة، ومدى خطورتها من حيث الانتشار أو الاصابة وماذا ستفسر عنها مستقبلا من أعراض جانبية وهل ستنتهي سلسلة المتحورات أم لا؟ مشيرة إلى أن المتحور الجديد «اوميكرون» هو الاكثر انتشارا من دالتا وأقل خطورة لكن مع هذا فالكل يجب أن يتجند من اجل الالتزام بالتدابير والوقائية المتفق عليه، كما دعت الجميع الى التلقيح لأنه السلاح الوحيد المتوفر حاليا، كما أكدت أنه بعدما كان مستشفى الكرمة يسجل حالة صفر من الاصابات، أصبح اليوم ممتلئا في ظل الاستهتار والتراخي الذي لوحظ عند الكثير من المواطنين، مؤكدة على أن الوقت الحالي يستدعي من الجميع التعايش مع الفيروس لكن بتدابير احترازية وفي مقدمتها ارتداء الكمامات واحترام مسافة الأمان