* المطالبة بتدعيم المستشفى بمختصين في الإنعاش * منع مرافقي المرضى من جلب قارورات الأوكجسين أطلق الطاقم الطبي وشبه الطبي، بالمؤسسة الاستشفائية العمومية بالكرمة، نداء استغاثة طلبا للدعم المادي والبشري، بعد حالة العجز والإرهاق، التي أصيب بها العاملون بهذه المؤسسة الصحية، لاسيما بعدما وصل المستشفى إلى طاقته القصوى، بمعدل 85 مريضا بعد أسبوع على افتتاحه، مع العلم أن هذا الأخير لا يتوفر إلا على 60 سريرا فقط، الأمر الذي جعل الطاقم الطبي العامل بمختلف مصالح المؤسسة، يوجه نداء استغاثة لتدعيمه بالمتطوعين القادرين على مد يد المساعدة للتكفل بالمرضى. وضعية كارثية وقفنا عليها خلال الزيارة الميدانية، التي قادتنا صباح أمس إلى مستشفى الكرمة المتخصص في علاج «كورونا»، حيث لاحظنا ضغطا كبيرا، ليس فقط من قبل المرضى الوافدين من كل جهات الولاية، وإنما حتى من أفراد عائلاتهم المرافقين لهم، والذين أصروا على البقاء بجانب مرضاهم، رغم خطورة العدوى بهذا الوباء، حسبما صرحت به البروفيسور موفق نجاة، التي أكدت أن الوضعية الوبائية بالولاية كارثية ومقلقة جدا، أمام عدم توفر العتاد الطبي، اللازم لعلاج «كورونا» بالمستشفى بعد دخوله حيز الخدمة الأسبوع الفارط، وحسبها فإن الطاقم الطبي المتواجد بالمستشفى عدده قليل جدا، وأصبح في ظل المعطيات داخل هذه المؤسسة، عاجزا على التكفل بالمرضى، الذين أصبح البعض منه يفترش الأرض، كما أكدت أن انعدام وحدة إنعاش متخصصة، وتدعيمها بعتاد طبي وأجهزة تنفس اصطناعي وطاقم بشري مختص، أضحى اليوم أكثر من ضرورة، ما فرض علينا في الوقت الحالي، اللجوء إلى تقنيات الإنعاش اليدوي، التي تعتبر متعبة جدا وغير فعالة، إلى حد بعيد، لمساعدة المرضى الموجودين في حالة حرجة، ما جعلهم يواجهون الموت المحقق، والأكثر من ذلك أن المؤسسة، ورغم ما تلقته من دعم عن طريق المحسنين، إلا أنها لا تزال تسجل نقصا في التجهيزات الطبية الضرورية، وأشارت البروفيسور موفق في هذا الإطار إلى حاجة مصالح «كوفيد» بالمستشفى إلى أجهزة قياس مزدوجة المدخل 15 - 15، بدلا من جهاز قياس بمدخل واحد 30، مطالبة بتوفير مثل هذه الأجهزة، التي تساهم بقدر كبير في تسهيل مهمة الطبيب للتكفل بالمريض. * اضطرابات في التزود بالأوكسجين الطبي أما فيما يتعلق بتموين المستشفى بمادة الأوكسجين، فإن المؤسسة تعرف بعض الاضطراب، إلا أن هذا الأخير متوفر في الوقت الحالي، كما أشارت ذات المتحدثة إلى أن سلوكيات بعض المرافقين، ممن يقومون باقتناء قارورات الأوكسجين، دون أن يطلب منهم ذلك هو ما يتسبب اليوم في أزمة الأوكسجين، بالوحدات الانتاجية فالجميع في حالة هلع ورعب، جعلت الكثير يقوم بتخزين هذه المادة حتى قبل أن يصاب بالوباء، والعديد من المرافقين قاموا باقتناء قارورات الأوكسجين، لمرضاهم دون أن نطلب منهم ذلك، وهو مناف لقوانين المستشفى التي تقوم بتوفير المادة للمرضى، ولحد الساعة الوضع متحكم فيه.
* انعدام تام للنظافة ومن جهة أخرى فإن المؤسسة لا تتوفر في الوقت الحالي، على شروط النظافة حيث أرجعته البروفسور موفق، بعدم تخصيص مناصب خاصة لأعوان النظافة بالمؤسسة، ما فرض في الوقت الحالي استقدام عاملات نظافة من المستشفى الجامعي الدكتور بن زرجب بسيدي البشير «بلاطو» سابقا، من وقت لآخر وهو أمر غير كاف بالنظر إلى العدد الكبير للمرضى، وهو ما نتج عنه انتشار الأوساخ في كل مكان، وحسبها فإن توفير عمال النظافة، من ضمن الأولويات للقضاء على الأوساخ المنتشرة، التي من شأنها المساعدة على تفشي الوباء، وعليه طالبت البروفيسور موفق، بضرورة أخذ هذا العامل، بعين الاعتبار مع مضاعفة المجهودات الخاصة من جانب تنظيف مختلف المصالح بمستشفى الكرمة * توجيه عشوائي للمصابين وفيما يخص مشكل الاكتظاظ فقد أرجعته أيضا البروفيسور موفق نجاة، إلى عمليات التوجيه العشوائية التي يقوم بها بعض الأطباء، على مستوى بعض المؤسسات الصحية الجوارية، إذ أصبحت جميع الحالات المشخصة، على أنها حالات «كوفيد 19» توجه إلى مستشفى الكرمة وفي الكثير من الأحيان، حتى بدون ملف طبي يسمح بهذا التشخيص بما في ذلك التحاليل ونتائج السكانير، وهو ما يتسبب اليوم في حالة الفوضى والاكتظاظ، وعليه لابد من وضع استراتجية خاصة لتوجيه المصابين، لتسهيل مهمة الطاقم الطبي الساهر على علاج مرضى «كوفيد». * كل المرضى لم يستفيدوا من اللقاح أما عن التقييم الأولي الذي أجراه الطاقم الطبي بمستشفى «الكرمة»، وعلى رأسه البروفيسور موفق نجاة، ومن خلال فحص ومتابعة العشرات من حالات «كوفيد 19» المستقبلة على مستوى المسشتفى، فإن كل المصابين داخل المستشفى، لم يستفيدوا من التلقيح وهو ما يؤكد أهمية تلقي التطعيم، لمنع تفشي العدوى ومقاومتها من قبل جسم الإنسان، وحسب ذات المتحدثة فإن المصابين الذين لم يستفيدوا من التطعيم، لاسيما كبار السن منهم المصابون بأمراض مزمنة على غرار : الحساسية والضغط الدموي والربو والسكري وغيرها، فإن حالاتهم قد تتأزم كثيرا بسبب عدم تلقيهم اللقاح ضد الوباء، الذي أصبح اليوم هو السبيل الوحيد للخروج من هذه الوضعية الصحية الاستثنائية، كما وجهت في ذات السياق نداء إلى جميع المواطنين بضرورة احترام القواعد الصحية المتفق عليها على غرار : ارتداء الكمامة واحترام التباعد الجسدي واستخدام المعقم وتفادي التجمعات التي تكون مصدرا للعدوى مشيرة الى ضرورة العودة إلى التدابير والإجراءات المتثملة في تعقيم الشوارع والمجمعات السكنية وتكثيف حملات التوعية والتحسيس، لأن الوضع الصحي بالولاية مقلق جدا والأطقم الطبية الساهرة على علاج «كورونا» متعبة ومنهارة، لكن مع هذا فقد أعطت محدثتنا جرعة من الأمل بقولها «أن العاملين بمستشفى الكرمة وخلال الاجتماعات الدورية التي نقوم بها عازمون على الانتصار على معركة الوباء وأنهم لن يستسلموا أمام هذا الوباء، إلا بالقضاء على الفيروس» .