- الجزائر تنجح في تبديد المخاوف وإقناع اللجنة الدولية - ندوة وهران حسمت مستقبل الألعاب - الملعب الأولمبي وقصر الرياضات يدخلان مرحلة التجارب بالرغم من فوز وهران بشرف تنظيم ألعاب البحر الأبيض المتوسط منذ عام 2015 بعد منافسة مع مدينة صفاقس التونسية، إلا أن السنة الفعلية التي كانت حاسمة في مصير هذه التظاهرة هي سنة 2021 حيث عرفت أحداثا متسارعة ما بين تزايد الإشاعات حول احتمال إلغائها أو سحب تنظيمها من الجزائر بسبب تأخر الأشغال وتطمينات السلطات المحلية حول جاهزية وهران في الموعد المحدد لتأخذ بعد ذلك المشاريع المخصصة لهذه الألعاب منحنى آخر بعدما أعطت السلطات الوطنية دفعة قوية وجديدة للتحضيرات، والتي أفضت إلى تسجيل تقدم قياسي في الأشغال واستدراك التأخر المسجل منذ سنوات وبالتالي حسم رسمي من قبل اللجنة الدولية للألعاب المتوسطية التي قطعت الشك باليقين من خلال إعلانها رسميا أن ألعاب البحر الأبيض المتوسط 2022 ستجرى بوهران من 25 جوان إلى 5 جويلية. وبالعودة إلى مسار التحضيرات الخاصة بألعاب البحر الأبيض المتوسط خلال سنة 2021، فمعلوم أن هذه الألعاب التي كانت مقررة خلال السنة الجارية تأجلت إلى 2022 بسبب تأجيل الألعاب الأولمبية لطوكيو 2020 إلى 2021 بداعي انتشار فيروس كورونا وتداعياته على كل المجالات، حيث قررت اللجنة الدولية للألعاب المتوسطية إرجاء طبعة وهران بسنة واحدة من أجل ضمان مشاركة بلدان الحوض المتوسط بأحسن رياضييها، كما أن هذا التأجيل خدم كثيرا الجانب الجزائري بما أن المنشآت الرياضية المبرمجة للألعاب لم تكن جاهزة تماما خلال سنة 2021 لعدة أسباب من بينها تأثير انتشار فيروس كورونا سنة 2020 على كل القطاعات من بينها قطاع البناء. تكثيف للاجتماعات والزيارات منذ أولى أيام السنة لاستدراك الوقت الضائع أولى الخطوات لإعطاء دفع جديد للتحضيرات خلال سنة 2021 تجسدت في تكثيف اللجنة التنظيمية لألعاب البحر الأبيض المتوسط وهران 2022 تحركاتها واجتماعاتها مع مختلف الوزارات والهيئات الحكومية التي لها ارتباط بالحدث، حيث شاركت اللجنة التنظيمية لألعاب وهران 2022 خلال جانفي من السنة الجارية في اجتماع تنسيقي على مدار يومين بالجزائر العاصمة يخص الإستعدادات للحدث الرياضي الدولي، والذي ضم أعضاء لجنة التنظيم، ووزارة الشباب والرياضة، ورؤساء لجان الإيواء والإطعام ، ومراسم الافتتاح والإختتام والأنشطة الثقافية والحرفية، والنقل، وكذلك رؤساء الأقسام الخاصة بهم، وكلها لجان تابعة للجنة التنظيمية. أما اليوم الثاني للاجتماع التنسيقي، فقد عرف مشاركة رؤساء لجان الصحافة والإعلام والاتصال ، والإدارة والمالية، والرعاية والتسويق والإشهار. وكان الأمين العام لوزارة الشباب والرياضة والأمين العام لوزارة السكن والعمران والمدينة قد حلا بوهران خلال جانفي 2021 في زيارة دامت 3 أيام تفقدا من خلالها مختلف المشاريع التي ستحتضن ألعاب 2022 على غرار ملعب كرة القدم 40.000 مقعد والقاعة متعددة الرياضات والمركز المائي، إلى جانب مشروع القرية المتوسطية. كما تفقدا الهياكل التي تعرف إعادة تأهيل في صورة قصر الرياضات حمو بوتليليس، ومركب الفروسية عنتر بن شداد، وهذه كانت أولى الخطوات التي مهدت لإعطاء دفع جديد وقوي للإستعدادات من أجل تفادي أي مفاجأة غير سارة. دفع قوي للمنشآت الجديدة والقديمة على غرار مشروع المركب الأولمبي الذي تكاد تكون ملاعبه جاهزة على غرار الملعب الأولمبي الذي احتضن حدثا تجريبيا تمثل في مباراة المنتخب الوطني لكرة القدم للمحليين أمام ليبيريا شهر جوان الفارط، فقد عرف مشروع القرية الأولمبية هو الآخر خلال سنة 2021 حركية كبيرة من حيث الأشغال، حيث أجريت عليه خلال السنة الجارية آخر الروتوشات خاصة على مستوى التهيئة الخارجية كحملات التشجير وغرس النباتات. كما عرفت المنشآت الرياضية القديمة دفعا حقيقيا هي الأخرى، على غرار قصر الرياضات حمو بوتليليس الذي خضع لعملية إعادة تهيئة واسعة، ليعاد افتتاحه رسميا بمناسبة إقامة مباراتي الكأس الممتازة لكرة اليد شهر أكتوبر الماضي، بين نادي الأبيار وبومرداس لدى الإناث، والساورة وسكيكدة لدى الذكور. وعلى غرار قصر الرياضات، خضعت مجموعة من المنشآت القديمة للتهيئة وإعادة التأهيل من بينها مركب التنس خليل حبيب (حي السلام السابقا) الذي سيفتتح رسميا نهاية الأسبوع الجاري بمناسبة دورة وطنية خاصة بالأشبال والأصاغر، ومركب الفروسية عنتر بن شداد، ومركز الرماية ببئر الجير الذي لم تنته به الأشغال بعد. ومعلوم أن قصر الرياضات حمو بوتليليس سيحتضن جزءا من منافسات ألعاب البحر الأبيض المتوسط 2022 من بينها الرياضات الجماعية ككرة اليد وكرة السلة حسبما كان مبرمجا مبدئيا. الدولة الجزائرية ترفع التحدي وتكسب الرهان ورفعت الدولة الجزائرية خلال السنة الجارية التحدي مرة أخرى من خلال تكثيفها للرقابة والمراقبة وضخ أموال إضافية لضمان إنهاء المشاريع قبل موعد ألعاب البحر الأبيض المتوسط 2022 بعدة أشهر، لتنجح إلى حد بعيد في ذلك، بما أنها تمكنت من إقناع اللجنة الدولية للألعاب المتوسطية من خلال نوعية المنشآت ووتيرة سير أشغالها، لتكون الدولة الجزائرية قد مرت رسميا إلى مرحلة أخرى من مراحل الإستعداد للألعاب المقررة رسميا بوهران من 25 جوان إلى 5 جويلية من العام الجديد، وهي مرحلة تسليم المشاريع والتفرغ للمنافسات التجريبية التي تعتبر محطة هامة لإصلاح العيوب التي قد تظهر واكتساب الخبرة من أجل الإستعداد الأمثل للحدث الدولي المتوسطي. واحتضنت وهران يومي 11 و12 ديسمبر الجاري ندوة رؤساء بعثات اللجان الأولمبية والمندوبين التقنيين للإتحادات الرياضية تحت إشراف اللجنة الدولية للألعاب المتوسطية، وذلك في إطار التحضير للطبعة ال19، حيث كانت هذه الندوة حاسمة بما أنها سمحت لضيوف وهران بزيارة مشاريع المنشآت الرياضية المعنية بألعاب وهران 2022 عن قرب، بعدما كانت اللجنة الدولية تترقب عن بعد من خلال وسائل التواصل الإجتماعي ووسائل الإعلام فقط، ما جعلها تبدي تخوفها عن عدم جاهزية المشاريع من خلال بيان نشرته على موقعها الرسمي، لكنها سرعان ما وقفت على حقيقة الميدان التي أظهرت واقعا مغايرا لما كانت تعتقده، ما جعل نائب رئيسها الأول برنار أمسالام يعلن من وهران، على هامش الندوة، أن ألعاب البحر المتوسط 2022 "ستقام بوهران من 25 جوان إلى 5 جويلية". تنصيب درواز محافظا للألعاب كما تميزت سنة 2021 بتنصيب محمد عزيز درواز محافظا رئيسا للجنة التنظيمية لألعاب البحر الأبيض المتوسط 2022، حيث أشرف الوزير الأول وزير المالية أيمن بن عبد الرحمان على العملية في الرابع من أكتوبر الفارط بوهران. وأقيمت مراسم التنصيب بقاعة المحاضرات التابعة للمركب الرياضي الجديد ببلڤايد (بئر الجير). وجاء تنصيب درواز محافظا رئيسا للجنة التنظيمية في إطار إعطاء نفس آخر للتحضيرات لما يتمتع به البطل الدولي السابق في كرة اليد من خبرة في الرياضة الجزائرية وتسييرها بما أنه كان وزيرا للشباب والرياضة.