لا تزال ندرة زيت المائدة ترهق سكان مستغانم منذ شهر بعدما غاب عن رفوف المحلات التجارية و أصبح الحصول على قارورة واحدة من سعة لتر واحد فقط ضرب من المستحيل و هو الوضع الذي تذمرت منه العائلات المستغانمية على اعتبار انه لم يحل هذا المشكل لحد أمس الأمر الذي دفع بالغالبية منهم إلى التوجه صوب المركز التجاري «أونو» من أجل الدخول في طابور طويل لعل و عسى يمكن لهم الظفر بما تيسر من هذه المادة الحيوية وسط أجواء وبائية لا ترحم و أضحى التباعد الجسدي أكثر من ضرورة لتفادي انتشار الفيروس. عائلات تتوجه إلى وهران لجلب الزيت في حين اهتدى آخرون إلى طريقة أخرى لجلب الزيت و ذلك إما التوجه إلى وهران بأنفسهم و اقتناء الزيت بعدما أدركوا أنه متوفر و بشكل عادي في هذه الولاية أو مطالبة أقاربهم يقطنون بالباهية لشراء عدد من القارورات و إرسالها إليهم بمستغانم عن طريق سيارات الأجرة العاملة بخط وهران- مستغانم و هو ما لوحظ بأحد سائقي الطاكسي و هو ينقل 10 قارورات من سعة 5 لتر من الزيت من محطة إيسطو بوهران باتجاه مستغانم. يحدث هذا، في الوقت الذي أقدم فيه 5 برلمانيين عن ولاية مستغانم على بعث مراسلة إلى وزير التجارة و ترقية الصادرات بتاريخ 28 ديسمبر المنقضي تحصلت «الجمهورية» على نسخة منها،أين رفعوا من خلالها انشغال سكان مستغانم بما وصفوها من «الظاهرة القديمة الجديدة» لمادة زيت المائدة المفقودة في المحلات التجارية والتي أدت وفق ما جاء في المراسلة إلى التجمهر الكثيف أمام المركز التجاري أونو، و البلاد تعاني من ارتفاع معدلات الإصابة بوباء كورونا و طالبوا الوزير بالتدخل لحل هذه الأزمة باتخاذ تدابير تحول دون استمرار ندرة الزيت مع فتح تحقيق حول ملابسات هذه القضية التي اجتاحت ولاية مستغانم وفق ما ينص عليه قانون الاحتكار والمضاربة. مديرية التجارة تنفي وجود أزمة من جهتها، سارعت مديرية التجارة لولاية مستغانم إلى إصدار بيانات عبر صفحاتها بمواقع التواصل الاجتماعي تؤكد من خلالها على أن مادة زيت المائدة متوفرة وبالشكل الكافي بالمركز التجاري اونو من قارورات ذات سعة 1 و 2 لتر وبالأسعار المقننة المتمثلة في 125 دج و 250 دج على التوالي و أنه حسبها لا يوجد ضغط أو ازدحام من اجل اقتناء هذه المادة و أضافت بأن مستودع التخزين الخاص بهذا المتجر به كميات معتبرة من زيت المائدة. موجهة نداء إلى السكان بعدم القلق و التهافت من أجل الحصول على الزيت وتجنب الانسياق وراء الإشاعات والمغالطات التي تؤدي إلى عدم استقرار السوق على حد وصفها. قبل أن يختم البيان بأنه تم ضخ كمية كبيرة من الزيت الغذائي قدرتها ذات المديرية ب42 ألف لتر وتم تسويقها بمحلات الجملة و من ثم التجزئة. و تؤكد ضخ أزيد من 47 ألف لتر و في البيان الثاني الذي تم نشره بعد يوم واحد من الأول، تم الإشارة إلى انه تم ضخ كميات من الزيت من نوع ايليو و عافية على مستوى مخازن و مستودعات هاتين العلامتين تقدر ب47370 لتر و أن دوائر الولاية استفادت من 33722 لتر و انه تم بيعها كلها. و رغم هذه التأكيدات من المديرية الولائية للتجارة، إلا أنه ما لوحظ وفق جولة قامت بها «الجمهورية» و رصدها لتصريحات عدد من التجار و السكان أن أزمة الزيت لم تحل و بقيت الندرة هي سيدة الموقف بمختلف المحلات التجارية.