تشهد حملة التلقيح ضد فيروس كورونا المستجد عبر مراكز التطعيم المسخرة للعملية بولاية غليزان بعد أكثر من 11 شهرا من انطلاقها ، عزوفا ملحوظا رغم الموجة الجديدة من الوباء التي تضرب البلاد ، مع ذروة تصاعد أعداد الإصابات و الوفيات بكوفيد -19 في الآونة الأخيرة . و في ضوء ذلك حذّر أطباء و مختصون من وتيرة التلقيح البطيئة التي ستؤدي لا محالة إلى تفشي الجائحة بسبب تردد المواطنين في أخذ اللقاح بالرغم من توفر عدد كبير من اللقاحات المضادة للفيروس، ليبلغ عدد المطعمين حتى الآن حوالي 150 ألف شخص مقابل حوالي 1 مليون نسمة بالولاية أي بلوغ حوالي نسبة 10 بالمائة من الفئة المستهدفة يقول الدكتور فاتح علي مختص علم الأوبئة و الطب الوقائي ، معتبرا نسبة التلقيح الحالية ضئيلة جدا مقارنة بالأهداف المسطرة لبلوغ من 70 إلى 80 بالمائة لتعزيز المناعة الجماعية . و بالمقابل تعكف المصالح المعنية على تسريع العملية ، في ظل ازدياد المخاوف من تفشي الوباء أثناء هذه الفترة ، كما أن حالات الإصابة مرشحة للارتفاع سيما مع ظهور المتحور «أوميكرون « و بات هو السائد حاليا من فيروس كورونا بسبب سرعة انتشاره رغم أنه يشكل أقل خطورة من سلالة «دالتا» و أكثر خطورة بالنسبة لغير الملقحين و خاصة كبار السن و ذوي الأمراض المزمنة . و لفت هذا المختص أن الفترة الحالية التي تتزامن مع فصل الشتاء، تعد من العوامل وراء الزيادة في حالات الإصابة بكوفيد-19 و كذلك العدوى بالإنفلونزا نظرا لأن أعراضهما متشابهة و يتم حاليا التكفل بعلاج جميع الأشخاص الذين أصيبوا بفيروس كورونا و هناك أقل من 40 حالة استدعت الإبقاء بالمستشفيات من يومين إلى ثلاثة أيام و أكثر بالنسبة لبعض الحالات الحرجة . و على صلة ، حذر محدثنا من ظهور حالات أخرى في حال استمرار عزوف المواطنين عن التطعيم ضد هذا المرض ، مشيرا إلى أن العملية لا زالت متواصلة . و في وقت مازال الوضع الوبائي الحالي لا يوصف بالمقلق بالولاية ، يوصي الدكتور فاتح علي رئيس مصلحة الوقاية بمديرية الصحة و السكان ، المواطنين إلى أخذ اللقاح و الجرعات الثالثة لتعزيز مناعتهم، حيث تم تخصيص جرعات كبيرة من مُختلف اللقاحات المضادة لكوفيد -19 حتى يتسنى تغطية أكبر عدد من المحصنين و توفير الوقاية الناجعة من مخاطر الإصابة بالوباء ، كما شدد رئيس مصلحة الوقاية على ضرورة تقرب السكان من المراكز الصحية و خارج هياكلها في مختلف أنحاء الولاية من أجل التلقيح بغية التصدي لهذا المرض الذي يصيب حتى الأطفال و يتعين الوقاية من العدوى بين جميع الفئات العمرية بما في ذلك النساء الحوامل و الأشخاص الذين يعانون من حالات صحية مزمنة . للإشارة فإن الولاية تحوز على آلاف الجرعات للتلقيح ضد كورونا من مختلف الأنواع في انتظار استجابة المواطنين لحملة التطعيم .