باتت فترة الميركاتو في بطولتي الرابطتين الأولى والثانية في الجزائر، سواء الصيفي أو الشتوي، تتميز بركود كبير نتيجة عدة أسباب على رأسها الديون الكبيرة المترتبة على عدد هائل من الفرق، ما جعل الهيئات المشرفة على كرة القدم تقرّر تطوير القوانين بمنع الأندية المدانة من عملية الاستقدامات. وهو ما جعل فرقا كبيرة تجد نفسها تدفع ثمن تراكم الديون غاليا ومجبرة على الاعتماد على تعدادها المتوفر أو ترقية الشباب. وجمود الميركاتو أصبح يميز خاصة فرق الناحية الغربية التي بلغ حجم ديونها قيما خيالية قاربت ال100 مليار سنتيم، هذه المرة بمجموع فرق الرابطتين الأولى والثانية، وأبرز هذه الفرق اتحاد بلعباس وسريع غليزان الذي بلغت ديونهما 23 مليار سنتيم ومولودية وهران التي بلغت قيمة ديونها 21 مليار سنتيم، نتيجة تراكمات السنوات الماضية والعشوائية التي طغت على عمل المسيرين في عمليات الاستقدامات والإمضاء للاعبين، والإفراط في صرف الأموال دون تخطيط أو ترشيد. ونتيجة هذه الوضعية، تصارع اليوم عدة فرق عريقة خطر النزول إن لم نقل الزوال، بالنظر إلى غياب كل مؤشرات انفراج الأزمة، حيث لا زالت إدارات الفرق المدانة تواصل الأخطاء نفسها بمجرد تلقيها مساعدات مالية من السلطات، لتبقى تتخبط في حلقة مفرغة وتجد نفسها مرة أخرى في قائمة الفرق الممنوعة من الانتدابات وهكذا دواليك. ففي الرابطة الأولى، تواجه فرق سريع غليزان ومولودية وهران شبح السقوط، حيث تتواجد على مقربة من دائرة الفرق المهددة بالنزول، وإذا لم تسدد ديونها أو على الأقل نصفها قبل نهاية الميركاتو الشتوي يوم 24 فيفري الجاري، فإنها لن تجري أي استقدامات لتضطر لإكمال الموسم بنفس التعداد، أما وداد تلمسان الذي يقبع في المركز الأخير، والذي يسير بخطى ثابتة نحو النزول، فلم تتمكن إدارته من تسديد ديونها أو نصفها رغم قلتها مقارنة بالأندية الجارة، حيث تبلغ قيمة ديون وداد تلمسان 5 ملايير سنتيم، ليجد الوداد نفسه ممنوعا من الانتدابات خلال الميركاتو الشتوي الحالي إذا لم تنفرج أزمته المالية. وفي الرابطة الثانية، تصارع جمعية وهران من أجل البقاء، حيث ورد اسمها هي الأخرى في قائمة الفرق الممنوعة من الاستقدامات، إذ بلغ حجم ديون النادي 3.5 مليار سنتيم وسدد منها 1 مليار إلى حد الآن، لكن الفريق قرّر عدم استقدام أي لاعب جديد. ويعد اتحاد بلعباس من أعلى الفرق من حيث حجم الديون حيث تخطت قيمتها 35 مليار سنتيم، ويصارع البقاء في الرابطة الثانية وتبدو وضعيته معقدة للغاية إذا تواصلت أزمته المالية وفشل في إجراء الاستقدامات. وكنتيجة عن الميركاتو الفاتر، أصبح اللاعبون يعزفون عن تغيير الأجواء بسبب تشابه مشاكل الفرق، فيما انعكست الوضعية بالإيجاب على الفئات الشابة، حيث أصبحت الفرق تستنجد بلاعبيها الشباب وتستثمر فيهم، في ظل خلو السوق من الأسماء النوعية.