اعتبر مدير الحريات والشؤون القانونية في وزارة الداخلية والجماعات المحلية السيد محمد طالبي أن أقرب حل بشان ورقة التصويت محل الخلاف حاليا مع اللجنة الوطنية لمراقبة الانتخابات هو استعمال"ورقة لكل قائمة" واصفا طلب اللجنة باعتماد "ورقة واحدة" تضم كل الاحزاب المشاركة في الاقتراع ب "غير الواقعي". وكانت اللجنة قد قررت أول أمس الخميس مواصلة تعليق نشاطها الى غدا الأحد المقبل احتجاجا على "اصرار" رفض الوزارة لمقترحاتها حسب رئيسها السيد محمد صديقي. وأوضح السيد طالبي في حديث نشرته أمس الجمعة جريدة الخبر أن اعتماد ورقة واحدة في الاقتراع المقدم من قبل لجنة مراقبة انتخابات 10 ماي المقبل "قد تعرض القوائم للإلغاء بالجملة في حالة أية تشويه لها" مشيرا الى ان هذا الاقتراح "لا يبدو واقعيا و لا قابلا للتجسيد". وأضاف ذات المسؤول أن وزير الداخلية السيد دحو ولد قابلية قد رد على طلب اللجنة بابداء ملاحظات أبرزها ان اعداد ورقة التصويت دون ذكر أسماء المترشحين وألقابهم " يتناقض وأحكام المادة 84 من قانون الإنتخابات". كما لفت الوزير -حسب السيد طالبي- انتباه اللجنة الى ان المادة المذكورة تحدد أن انتخاب المجلس الشعبي الوطني " يتم بطريقة الإقتراع النسبي على القائمة" كما تنص ايضا على ان "يسجل المترشحون بالترتيب في كل دائرة انتخابية في قوائم تشتمل على عدد المترشحين بقدر عدد المقاعد المطلوب شغلها". وأرجع السيد طالبي أسباب رفض الجهات المعنية مقترح "الورقة الواحدة" حسبما جاء في رد السيد ولد قابلية أيضا أن "الطباعة الجماعية لجميع المتنافسين على ورقة واحدة يتعارض مع أحكام المادة 52 من قانون الإنتخابات". كما أثار الوزير في رده على طلب اللجنة-- حسب السيد طالبي-- مجموعة من الاشكاليات التي تطرح في حالة اعتماد الورقة الواحدة ومن بينها "عدم السماح للناخب بممارسة اختياره الدستوري الحر بسبب عدم تمكنه من معرفة المترشحين" و كذا "عدم ملاءمة شكل الورقة المتضمن وضع علامة مع نمط الإقتراع النسبي على القائمة" الى جانب "عدم ملاءمة شكل الورقة من حيث الحجم مع أبعاد الظرف المستعمل و فتحة الصندوق الشفاف". و شكك مدير الحريات و الشؤون القانونية في وزارة الداخلية في أسباب اصرار البعض على استعمال الورقة الواحدة متسائلا "هل هي طريقة لإخفاء بعض الأسماء على المواطنين أم أن الهدف هو الغاء أكبر عدد ممكن من الأوراق". كما ذكر السيد طالبي عدة صعوبات تنجم عن استعمال الورقة الواحدة لاسيما عدم تمييز --كبار السن وفئات لا تجيد القراءة --بين الأحزاب في حالة اعتماد الورقة الواحدة خلال تشريعيات 10 ماي المقبل. واضاف ان الوزارة "مستعدة لتقبل أي اقتراح آخر يعطي الحل الأمثل لتسهيل العملية الإنتخابية ويريح الناخب و الأحزاب والمترشحين معا". ووصف ذات المسؤول مطالب اللجنة الوطنية لمراقبة الإنتخابات "بالإستفزازية والمبالغ فيها"وبعضها الآخر "بالهزيلة" مؤكدا أن وزارة الداخلية "التزمت حرفيا بما جاء في القانون حول الدعم اللوجيستي وفقا للمادة 87 التي لا تتكلم عن امتيازات لصالح الأشخاص". كما تساءل عن دواعي قرارات اللجنة المتكررة بتجميد نشاطها رغم استقبال الوزير لأعضائها و"استماعه باهتمام كبير لهم" والذين عبروا له بدورهم عن " قناعتهم" بفحوى هذا اللقاء . كما انتقد السيد طالبي طلب اللجنة من وزارة الداخلية من أجل "سفر بعض اعضائها الى خارج الوطن " مشيرا في هذا الصدد الى عدم وجود اي مادة قانونية تلزم الوزارة بدعم أي كان للذهاب الى الخارج . وأضاف انه في حالة حاجة اللجنة الوطنية لمراقبة الإنتخابات لأية استفسارات حول العملية الإنتخابية في الخارج يمكنها اللجوء الى وزارة الخارجية "لتوضح لها كل خطوة". كما أعرب مدير الحريات والشؤون القانونية عن امله في أن "تتجاوز اللجنة المطالب المادية التي قد تبعث اليأس في نفوس الناخبين و تتكفل فعلا بما أنيط بها من مهام لإنجاح الموعد الإنتخابي و تتعاون على شفافية و نزاهة الموعد الهام والمصيري المنتظر داخليا و خارجيا". المقترحات تهدف إلى إضفاء الشفافية وفي اتصال هاتفي اكد رئيس اللجنة الوطنية لمراقبة الإنتخابات السيد محمد صديقي (ممثل حزب عهد 54) لواج مواصلة تعليق نشاط اللجنة الى غاية الاحد المقبل الذي حدد كتاريخ للفصل في عملها . وأوضح السيد صديقي ان اللجنة التي تضم ممثلين عن مختلف التشكيلات السياسية "ستجتمع يوم الاحد المقبل للفصل في عدة نقاط هامة تتعلق بعملها "مشيرا الى ان المقترحات المرفوعة لوزارة الداخلية "التي قوبلت بالرفض ترمي الى تجسيد انتخابات شفافة دعا اليها رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة في اكثر من مناسبة". كما لوح رئيس اللجنة ب"اللجوء الى مراسلة رئيس الجمهورية للفصل في هذه الوضعية" في حال مواصلة إصرار وزارة الداخلية على رفض المقترحات المرفوعة اليها والمتعلقة خاصة باعتماد نظام الورقة الواحدة للتصويت تضم اسماء جميع الاحزاب السياسية. واكد السيد صديقي تمسكه بمقترح الورقة الواحدة باعتباره يشكل مطلب اغلبية التشكيلات السياسية التي ستدخل المعترك الانتخابي المقبل مشيرا الى انه "أثبت نجاحه عبر العديد من دول العالم التي اعتمدته". كما طالب نفس المتحدث الذي ابدى استعداده للحوار "الجاد والمسؤول "مع الوزارة الوصية "بصلاحيات واسعة للجنة وان تكون لها قرارات نافذة". يذكر ان اللجنة الوطنية لمراقبة الانتخابات التشريعية كانت قد اعلنت تجديد تجميد عملها لمدة 48 ساعة ابتداء من يوم الثلاثاء المنصرم بجميع فروعها "احتجاجا على عدم رد الهيئات الوصية عن الاخطارات الموجهة اليها". وتشمل لائحة الاخطارات المطالبة بانتداب اعضاء اللجان البلدية والولائية للتفرغ للمهام الموكلة اليهم و توفير الوسائل اللوجيستية لقيام اللجان بدورها كاملا. كما يطالب الاعضاء باعتماد اقتراح ورقة تصويت واحدة و توضيح كيفيات تطبيق المادة 3 من قانون الانتخابات المتعلقة بتمثيل المرأة في القوائم الانتخابية وكل الاقتراحات التي من شأنها تسهيل مهمة اللجنة . وقد استقبل وزير الداخلية والجماعات المحلية السيد دحو ولد قابلية يوم 26 مارس الجاري رئيس لجنة مراقبة الانتخابات التشريعية السيد محمد صديقي لبحث انشغالات اللجنة الوطنية وكيفية تسويتها ومعالجتها بصفة نهائية