* المعارضون يطعنون في مصداقية اللجنة ويطالبون باستبعادها تفاجأ أصحاب الجبة السوداء، بقرار اللجنة الإنتخابية، بتأجيل الانتخابات إلى الخميس المقبل بعد ساعة واحدة فقط من انطلاق العملية، وذلك بسبب اكتشاف أخطاء بورقة الاقتراع، في وقت امتلأ فيه مجلس قضاء الجزائر العاصمة، منذ الساعات الأولى، لصباح يوم الخميس الفارط، بجموع المحامين، الذين شرعوا في عملية الاقتراع في دورها الثاني. كانت الساعة تشير إلى التاسعة والربع صباحا، عندما شرع المحامون في عملية الانتخاب لتجديد أعضاء نقابة العاصمة، واختيار ال29 عضوا المتبقين بعد ما أفرز الدور الأول فوز النقيب السابق عبد المجيد سيليني، والأستاذ طاهر خيار، وبالرغم من جميع الانتقادات التي وجهت للدور الأول، وكذا تشكيك المعارضين في نزاهته وسعي العديد منهم، بهدف إلغاء نتائجه، إلا أن اللجنة المشرفة على الانتخابات رفضت ذلك، وقررت إجراء الدور الثاني في موعده. وحسب الأجواء التي وقفت عليها "الشروق"، فإنه ما لم يكن في الحسبان، هو تلك الأخطاء التي وقعت فيها الجنة المنظمة، التي اكتشفت بعد دخول العديد من المترشحين والناخبين للاقتراع، حذف أسماء ثلاثة محامين مترشحين من الورقة، وحدوث خلط بين أرقام المترشحين وأسمائهم، مما يجعل نتيجة التصويت خاطئة. وقد اضطر المنظمون إلى وقف الاقتراع حوالي الساعة العاشرة صباحا، وتأجيله إلى وقت لاحق، مما خلق استياء كبيرا لدى المترشحين خاصة وسط المعارضة، ووسط كل تلك الأجواء المشحونة بالتوتر التي طبعت يوم الخميس الفارط، كانت الشروق اليومي حاضرة لرصد جميع الانطباعات، حيث اعتبر المترشحون المحسوبون على جهة المعارضة، أن ما حدث مقصودا لجعلهم ينسحبون من الميدان قصد فتح المجال لقائمة سيليني. وبهذا الصدد، صرح الأستاذ نور الدين بن يسعد، المترشح في قائمة بوشاشي، بأنهم سيتخذون كامل الإجراءات حيال هذه المهزلة وسيطعنون في مصداقية اللجنة ويطالبون باستبدالها بأخرى، مؤكدا على أن جميع الملاحظين لسير الاقتراع من أقارب النقيب سيليني، مما يؤكد -حسبه- فرضية التزوير المسبق، كما إعتبر الأستاذ لخلف شريف، أن اللجنة غير مستقلة وتعمل تحت الضغوطات، وأن أغلب المترشحين سيسحبون الثقة منها، مضيفا رفقة الأستاذ يحياوي: بأنه لو أكملت اللجنة الحالية الإشراف على الانتخاب ستكون النتائج مهزلة ولا تشرف المهنة. وفي السياق ذاته، أعرب الأستاذ فريد بن بلقاسم، عن استيائه من الأوضاع التي آلت إليها المهنة قائلا: "ذهبت إلى اللجنة بنفسي وأخبرتهم بأن الوقت لايكفي لتحضير الدور الثاني وطلبت منهم التأجيل، غير أنهم أصروا على إجراء الانتخاب في موعده حتى وقعت تلك الأخطاء الفادحة"، قائلا: "عيب عليهم هذا الاستهتار"، وأكد بأن الدور الأول لم يكن نزيها وأن المعارضين قدموا احتجاجا ممضيا من قبل 21 شخصا، هم رؤساء لمختلف القوائم، مصادق عليه من قبل رئيس اللجنة، غير أن هاته الأخيرة رفضت في مداولاتها الطعون بدعوى أنها لم تقدم مكتوبة؟، وعلى هذا الأساس، دعا الأستاذ فريد بن بلقاسم، جميع المحامين للتحلي بالوعي من أجل إلغاء الانتخابات التي تبين -برأيه- منذ الوهلة الأولى بأنها ليست نزيهة. وبدوره أكد الأستاذ عقبة كلبوز، ممثل جماعة ال15 المرشحين للانتخابات، بأنه سيتخذ كل الإجراءات رفقة الأستاذ شاوي عبد الرزاق، لإيقاف "هذه المهزلة"، من خلال تقديم طعون في الغرفة الإدارية، بمجرد الانتهاء من الدور الثاني للوقوف على كل الخروفات التي عاينوها في مرحلة الاقتراع. أما الأستاذ عبلاوي محمد وهو نقيب سابق عبر عن أسفه لما آلت إليه المهنة معلقا على تصريحات النقيب سيليني للصحافة والتي قال فيها "سنوجه صفعة للمعارضة في الدور الثاني" بأنها لاتليق بمهنة المحامين وتدل على تدني-حسب الأستاذ عبلاوي- المستوى، خاصة ما ورد على لسان النقيب في جريدة ليبارتي "الكلاب تنبح والقافلة تمر". وفي المقابل لم يبدي المترشحون في قائمة النقيب، أي ملاحظات حول ما حدث واعتبروا أن الأخطاء التي وردت مطبعية ولن تؤثر على المسار الانتخابي. وحسب مصادر مقربة من بيت النقابة، فإن اللجنة المشرفة على الانتخابات تلقت عدة ضغوطات قبيل انطلاق الدور الثاني مما جعلها تقع في الأخطاء، حيث أسر لنا مصدر موثوق بأن رئيس اللجنة، الأستاذ بن بوعلي، أنه بعد نتائج الدور الأول قدم استقالته رفقة عضوين آخرين، غير أن النقيب تدارك الوضع في آخر لحظة، وأقنعهم بالعدول عن ذلك، وهو الأمر الذي حصل وأربك اللجنة في اليوم الأخير من التحضيرات. يحدث هذا، في الوقت الذي تأزمت فيه الأوضاع ببيت النقابة، فالمعارضون يلوحون باتخاذ كل الإجراءات لإيقاف ما أسموه بالمهزلة الانتخابية، وجماعة سيليني تحاول بكل الطرق إنهاء الانتخابات في موعدها. الهام بوثلجي