يعتبر حي الزيتون لمرفال حيا ينعم بالوداعة والسكينة، لكنه وكبعض الأحياء يحمل بعض المتشردين والمنحرفين والمتسولين وخصوصا المرضى عقليا، هؤلاء المرضى ورغم إكتساحهم للحي ونشرهم الرعب وسط المارة، إذ ما من أحد يمرّ أمام مريض عقليا إلا ويسمع كلاما بذيئا ويشاهد تصرفات مخجلة وفي بعض الأحيان يتحول هذا المريض الى عدواني يعتدي على المارة مستعملا أي شيء يقع بين يديه، قضيبا، حجارة وحتى العصي دون وعيه بالضرر والأذى الكبير الذي يسبب فيه. كما أصبح أغلبهم يجد في الملابسي تقييدا لحريته، حيث يتجرد منها نهائيا، وهو ما يثير خجل المارة ويربكهم، وأرجع بعض المتتبعين سبب الإنتشار الواسع لهؤلاء المرضى في أزقة هذا الحي الى نقص وإهمال عوائلهم لهم فسوء التغذية، وانعدام النظافة، ناهيك عن انعدام حسن المعاملة ما يدفع هؤلاء المرضى الى تفضيل الشارع بدل المنزل أو المستشفى وهو ما يتغاضى عنه الأولياء. من جهة أخرى يعتبر المرضى عقليا من المراهقين الذكور فضلا عن النساء خطرا آخر على السكان بسبب تعرضهم للإغتصاب من طرف المنحرفين ومنعدمي الضمير ما يزيد الأمر تعقيدا في ظروف جد مأساوية، فكيف يعيشون ويواجهون المجتمع ويندمجون فيه!؟ كل هذا بسبب ضعاف النفوس الذين يجدون الفرصة في التحرش بهم والإعتداء عليهم وإغتصابهم ليجدوا أنفسهم يسكنون الشوارع والأقبية والمحطات وغيرها، ما يمكن القول أنه وفي ظل نقص الرعاية الطبيبة والإجتماعية، فإنّهم يجنّون في مجتمع مجنون، ما يستدعي إلتفاتة ورعاية خاصة بهذه الفئة والتكفل بهم وخصوصا من طرف أسرهم لكونهم يحتاجون الى الحب والرعاية والحماية وإقناع الأولياء بالتعايش مع مرضهم بدل تجاهلهم.