يعد من أكثر المنشدين العرب إبداعا وتنوعا من حيث الكلمات والألحان ولد بمدينة دمشق في أحد أحيائها الشعبية ترعرع على سماع أعذب المديح من جدّه مسلم البيطار رحمه الله حفظ وردد وقلدّ جده في صغره وسرعان ما اكتشف فيه أهله موهبته وصوته الجميل فسار على درب عمالقة الانشاد الديني في سوري إنه المنشد العربي الاستاذ عماد رامي الذي أعطى للمديح لونا فنيا متميزا ولم تقتصر أعماله الفنية على جمهوره من المتدينين بل سارع الى استغلال وسائل التواصل المتعددة التي أفرزها التقدم التكنولوجي وقام بتوزيع الموسيقى المشرقية على كلمات هادفة التقى بالشيخ محمد متولي الشعراوي بمصر قبل وفاته بأشهر قليلة وتلقى منه الدعم والتشجيع المنتظر وطلب منه مواصلة رسالته الفنية الدينية وبدأ يسطع نجمه في سماء الإنشاد ومن سوريا تنقل تنقل الى لبنان ومنها الى الجزائر ومصر والولايات المتحدةالأمريكية وبريطانيا. انتخب سنة 2009 رئيسا لرابطة المنشدين بدمشق بعد المرحوم حمزة شكور له أشرطة عديدة ومتنوعة ومازالت أعماله تلقى رواجا كبيرا في مختلف الدول العربية والاسلامية، التقيناه في مسرح الهواء الطلق المرحوم حسني شقرون مؤخرا وكانت لنا معه هذه الدردشة القصيرة. * مرحبا بكم أستاذ عماد بيننا؟ أهلا وسهلا وبارك الله فيكم وفي الجزائر أرض البطولة والى كل طاقم وقراء جريدتكم «الجمهورية». * انطباع أولي عن وهران الباهية؟ «الباهية» إسم على مسمى ولم أكن أتوقع أن أجد وهران بهذا الجمال الطبيعي والمعماري ولم استغرب كرم سكانها لأنها معهد العروبة والإسلام. * هل من كلمة لمتتبعي هذا الفن الملتزم؟ أقول لكل متابعي الفن الملتزم بأننا نعمل على أن نكون دائما عند حسن ظنهم من خلال تقديم رسالة الانشاد الديني في أحسن صورها ونعمل على تقديم ماهو مفيد في انشادنا الهادف ومدحنا للحبيب المصطفى الرسول محمد ( صلى الله عليه وسلم) والابتهال الى الله عزّ وجل وإنشاء الله يصلكم كل جديدنا وأسمى ما في الوجود هو أن يصل مدحنا الى كل بيت مسلم أينما كان وليس فقط الى العائلة العربية فقط. * الإنشاد الديني كثرت من حوله الأقاويل المختلفة والفتاوى المتضاربة حول استعمال الآلات الموسيقية من عدمها وعن الإنشاد مكانة الكلمة الدينية في وسط نغم موسيقي صاخب؟ هناك أمر خلافي وعليك أن تأخذ بالفتوى التي تبيح لك الاستعانة بالإيقاع أو عليك أن تكتفي بالطبل والدف وما كان معمولا به في السابق وحقيقة لم يأت نص صريح يحرم الموسيقى وأنا شخصيا أخذت هذا الكلام من عند مشايخه ودكاترة معروفين في علوم الدين ومنهم الشيخ المرحوم متولي شعراوي واجتمعت به وكذلك التقيت بالدكتور القرضاوي وتحدثت معه عن هذا الأمر وأجازا استعمال الموسيقى في الإنشاد وأنا أخذت بالرأي المذكور وبالفتوى التي تبيح الموسيقى كاملة وحتى تكون الفائدة أكبر والإنشاد أعمق عندي شرائط و«سي دي هات» بالإيقاع وأخرى بدون موسيقى وعلى كل واحد أن يستمتع بما أقدمه والمهم أن نوصل رسالتنا الهادفة الى الجميع وأنا أخترم الرأي الآخر وأقدره. * دائما في هذا الجانب هناك موسيقى جاهزة وألحان ناجحة يستغلها بعض المنشدين ليضعوا عليها كلمات دينية وعبارات هادفة، برأيكم هل هذا تقصير من المنشد في البحث والاجتهاد عن إيجاد لحن ملائم أم هو ذكاء (فني) لاستقطاب المستمع عبر نغم معروف؟ هذا تحريف وتزييف وشخصيا لا أعتبره إنشادا ومهما فعل من يمزج الموسيقى الجاهزة بالكلمات فإنه لن يوفق في إبلاغ عباراته (الدينية) الى المستمع لأن أذن هذا الأخير تتأثر مباشرة باللحن والدندنة ولا تهتم بما يقال من كلام وأنا ضد فكرة جلب لحن أغنية ناجحة لمطرب عربي ما وتغيير كلماتها بدعوى تهذيبها، لكن هناك إمكانية لاستغلال ألحان أجنبية وتركية خصيصا لاستغلالها في الإنشاد الديني وهذا شيء ممكن لأن المستمع العربي قد يتأثر باللحن التركي المعروف لكن من دون حفظه لكلمات الأغنية الأصلية لأنه لا يتقنها وبإمكانه الاستماع للكلمات العربية (النص الإنشادي) الموضوعة ويبقى الأفضل هو أن يجتهد المنشد في خلق ألحان جادة وتحريك ملكة الإبداع بداخله أو الاستعانة بملحن ما يفهم في الإنشاد الديني ومقاصده. * وماذا عن الإنشاد الديني بالجزائر من خلال الفرق الفنية والأصوات الشبابية التي تعرفتم عليها؟ هناك أصوات واعدة وفرق إنشادية لها أعمال رائدة ورائعة والانشاد الديني في بلادكم يعرف تطورا مذهلا وإنتاجا وفيرا وكثرة الجمعيات والفرق الإنشادية وتوزعها على مختلف مناطق ربوع وطنكم الحبيب بعد إضافة نوعية للعمل الدعوي عبر رسالة الفن الملتزم وكل التقدير للعاملين والمبدعين في وهران وفي غيرها من المدن الأخرى. * يتحاشى العديد من المنشدين ذكر كلمة الفن أو تسميتهم بالفنانين هل الإنشاد فن أم لا؟ الفن كلمة معبرة لكل ماهو إبداع راق والمديح فن متكامل ولكن للاستعمال المفرط للكلمة في مجتمعاتنا حتى أنها أصبحت تقال على كل من حمل ميكروفون وقام بالتحدث أو الغناء أمام الشاشة أو الجماعة وبدون النظر الى ما يقدمه من عمل بناء أو مهدم للأخلاق، مع الاسم عبارة الفن أ و كلمة الفنان ترتبط حاليا في أذهان العديد منا بالغناء الهابط والصور السلبية التي يجسدها أشباه الفنانين لذلك يفضل أهل المديح عبارة الإنشاد وتسمية المنشد على الفن والفنانين. * في سجلكم العديد من الأشرطة والأقراص المضغوطة ومازال الى حد الآن أغلبها يحتل الصدارة لدى الجمهور ما السر في ذلك؟ لقد بدأت التسجيل في سن مبكر وفي مسيرة إنشادية وصلت الى أكثر من 3 عقود الأكيد هناك عدد لا يحصى من الأشرطة والألبومات ومنها ألبوم «هم قلبي» سنة 1987 وإخلاص في سنة 1991 وأسماء الله الحسنى سنة 1993 ويا رسول الله الشفاعة في نفس السنة وأسعد ليالي سنة 1995 وأعبدك ربي 1998 و في السنة الموالية إنشادنا وألبوم أعراس «أباهي الدنيا» وداعي السلام وأشوقاه، وفي بداية الألفية الثالثة سجلت لبيك أقصانا. وفي سنة 2001 أصدرت ألبومات «أقدار» وأسق العطشان و«الأقصى ينادينا» وأنا في رحابك وفي سنة 2003 ألبوم لحظة صفا بدون إيقاع ومحمد نبينا. وفي سنة 2005 « يا طيبة» و«رشو الورد» وهو ثاني ألبوم بدون إيقاع وتواصلت عملية إصدار الألبومات الى غاية هذه السنة وهناك أعمال أخرى سترى النور في المستقبل بألوان وألحان متعددة والتجديد في الإيقاع عامل مهم حتى لا يقع المستمع في الملل والرتابة. * عدوى الفن الهابط انتقلت الى المديح أيضا ولم يعد الانشاد مؤشرا لدى العديد من مؤديه، فوضى الإنشاد حقيقة وواقع حتى وإن لم يقر به العديد من صناعه؟ لا أظن أنه وصل الى حد المقارنة بالفن الهابط كما تفضلتم لكن ما يحصل في الانشاد هو أنه فن نظيف وكل واحد يدخل الى عالم المديح برغبة صادقة في نشر رسائل المحبة والسلام الأخلاق الفاضلة لكن لنقص الخبرة عند العديد منهم جعل الرسالة تكون شبه مبتورة والخلل يكمن في الإيقاع أو الأداء وأحيانا فيهما معا بالإضافة الى أن المنشد قدوة في المجتمع وهذا ما يحمله مسؤولية كبيرة ويفرض عليه انضباط تام عند الإنشاد أو خارجه. * كلمة أخيرة؟ شكرا لمحاوري ولكل الجمهور الجزائري المحب للمديح والملم بالإنشاد وبالمنشدين وكل عام والجزائر في سلام وأمان.