يعاني سعاة البريد من مشكل إيصال الرسائل لأصحابها بالأحياء الجديدة ، لاسيما في مناطق التوسع العمراني ، الذي تشهده وهران ، حيث أن أغلب الأحياء السكنية الجديدة، لا تزال بدون تسمية و لا عناوين ، كما أن العمارات في حد ذاتها لا تتوفر على صناديق البريد، و حتى أبواب الشقق لا تحمل تسمية أصحابها ، الأمر الذي صعّب مهمة سعاة البريد في أداء عملهم ، الذي لا يتوقف عند إيصال الرسائل فقط ، بل تسليم الحوالات المالية أيضا، و هو ما يدفع بالمواطنين في الكثير من الأحيان ، إلى الاحتجاج لدى مكاتب البريد عن تأخر وصول رسائلهم، التي عادة ما تعود من حيث جاءت بسبب الأسباب المذكورة ، لكن يبقى هذا المشكل غير مطروح بمدينة بوهران ، كون أن معظم أحيائها قديمة و عناوينها مضبوطة ، إذ يعمل حوالي 96 ساعي بريد بمركز التوزيع ، بمعدل ساعي بريد لكل حي و أحيانا اثنان كما هو الحال عليه في الأحياء الكبرى ، و هذا لتأمين توصيل الرسائل لأصحابها عبر كامل تراب المدينة ، في حين فإن سعاة البريد المتوزعين بالدوائر تابعين لمكاتب البريد المنتشرة بها ، و قد خرج السنة الفارطة 10 إلى التقاعد لكن تم تعويضهم تفاديا لأي عجز يمكنه أن يطرح المشاكل ، و في هذا السياق فان الإقبال على هذه المهنة يبقى محتشما من قبل الشباب ، إذ يتعين على الراغبين في مزاولة هذه المهنة ، إيداع طلباتهم لدى الوكالة الوطنية للتشغيل ، التي تتولى بدورها توجيه المترشحين إلى مركز التوزيع ، الذي يسهرعلى تكوينهم لمدة لا تقل عن 3 شهور ، من خلال خرجات ميدانية مع سعاة البريد ، حتى تكون لهم دراية كاملة بأسماء كل الأحياء و الشوارع والعناوين.