الضغط يولد ... «الرعاية الناقصة» - 84 استشارة يوميا ببن زرجب والمقيمون بكناستيل بحاجة إلى تكوين تشهد مختلف المصالح الاستشفائية المختصة في طب الأطفال اقبالا كبيرا خلال الفترة الأخيرة والتي يسجل فيها تزايد الاصابات بأمراض الأنف ، الحنجرة والقفص الصدري وكذا إصابات الرئة ولاسيما مرض الربو إذ تسير بعض الإحصائيات المسجلة بمختلف المصالح التي زرناها إلى تسجيل ما بين حالتين إلى ثلاث حالات يوميا زيادة على إجراء نحو ثلاث عمليات فحص لمصابين بالسرطان كل أسبوع ما يعكس وجود طلب كبير على الخدمات الصحية بالمصالح المختصة بطب الأطفال رغم وفرتها . خدمات بحاجة إلى إعادة نظر ومن ثمة يطرح التساؤل حول مستوى هذه الخدمات ومدى توفر الرعاية الصحية الكاملة والجيدة لضمان استمرار عمليات الفحص واحترام نظام المداومة الذي يجب أن يشرف عليه طبيب مختص وليس مقيم إضافة إلى توفر الأدوية ومختلف التحاليل التي قد يحتاج إليها الأطفال المرضى داخل المؤسسة الاستشفائية دون الاضطرار إلى إجرائها لدى الخواص خاصة خلال الفترات الليلية ناهيك عن خدمات الاستقبال والرعاية كتوفر الأسرة وتوجيه المريض توجيها حسنا ... للإجابة عن هذه الإشكالات توجهنا إلى بعض المصالح الإستشفائية المتخصصة في طب الأطفال بداية بمستشفى كنستال الذي وجدنا به توافدا كبيرا للمرضى لاسيما الأطفال الرضع الذين تعتبر إصابتهم بأمراض غير خطيرة حالات مستعجلة بالنظر إلى ضعف مقاومتهم لها ... استقبال هذا الطلب يتم استيعابه عن طريق المرور عبر مكاتب الفرز الصحي وهي عبارة عن مكاتب فحص طبي من قبل طبيب عام يحدد مدى خطورة الحالة وحاجة المريض لتوجيهه نحو طبيب مختص أو التكفل به عند هذه المرحلة فقط . 80 % من العلاج يحتاج فحصا متخصصا وهنا أكدت لنا انطباعات بعض الأطباء ممن كان لنا حديث معهم بأن نحو 80 % من الحالات التي تمر على هذه المكاتب لا تحتاج إلى مصالح طبية متخصصة في طب الأطفال ، إنما تتعلق بحالات مرضية عادية يمكن للطبيب العام الموجود بأي عيادة متعددة الخدمات التكفل بها فيما يفضل الأولياء عكس ذلك والتوجه إلى مستشفى كنستال الذي يعتبر مؤسسة استشفائية متخصصة من المفروض أن تستقبل الحالات المرضية التي يتطلب علاجها طبيب مختص في هذا المجال ... تسجيل هذا التوافد الكبير يؤثر حسب الأطباء على مستوى الخدمات المقدمة من خلال اضطرار الأولياء إلى الإنتظار في طوابير طويلة للمرور على الفحص الطبي العام تم الوصول إلى المكتب الطبي المتخصص ما قد يضر بالحالات المستعجلة التي يضطر المصاب بها إلى الانتظار وسط المرضى غير المستعجلة حالاتهم للحصول على فحص طبي متخصص ومن تم التوجه إلى الاستعجالات التي يبدأ منها التكفل الحقيقي بالمريض الذي تتطلب حالته فعلا الوصول إلى المصلحة . المرور عبر هذه المرحلة التي تتضمن إجراء فحصين : الأول لدى طبيب عام ثم طبيب مختص فالتوجه إلى مصلحة الاستعجالات وإن كان أمرا ايجابيا ساهم في تقليص الضغط الذي كان سيسجل على هذه المصلحة في حال عدم وجود مكاتب الفرز إلا أنه أمر قد يثير استياء أولياء المرضي في بعض الحالات المستعجلة والتي قد لا يسمح المرضى الآخرون بمرورها قبلهم بالنظر إلى كثرتهم داخل مكاتب الفحص ما يضطر بالطبيب أحيانا للتدخل لإدخال المريض والتكفل به مباشرة . طاقم غير متمرس بعد هذه المرحلة التي يبدأ فيها التكفل الحقيقي بالمريض بمصلحة الاستعجالات كشف التحقيق الذي قمنا به عن وجود استياء لدى الأولياء من مستوى الخدمات ليس لعدم وجود الأطباء أو عدم وجود تكفل جيد بهم وإنما من عدم تمرن بعض الأطباء المقيمين وضعف اكتسابهم للمهارات العلمية للكشف الصحيح أو المباشر للحالة المرضية حتى في حال وجود عوارض واضحة للإصابة ما قد يحمل المصاب مشقة البقاء لساعات ريتما يتم التأكد من كشف صحيح أو على الأقل تقريبي لاسيما في حال غياب الطبيب المشرف خلال أوقات المداومة أو انهماكه بحالة مرضية مستعصية ... التكفل بهذه الانشغالات يتم خلال برمجة فتح مصلحة استعجالات أخرى بهذه المؤسسة الاستشفائية تتوفر بها جميع الشروط والإمكانيات زيادة على انطلاق مشاريع لفتح مصالح متخصصة يمكن توجيه المرض لها كالمصلحة المتخصصة في طب الأنف الأذن والحنجرة التي تدعم بها المستشفى حسبما أكده لنا مدير هذه المؤسسة زيادة على مصلحة طب العيون وعدد كبير من المصالح المتخصصة التي يوجه إليها المرضى وفي حال الحاجة إلى عناية طبية متخصصة . 23 ألف حالة فحص مستعجلة إلى جانب مستشفى كنستال الذي يوفر متابعة صحية بجميع مراحلها من الفحص العادي إلى العملية الجراحية إن تطلبتها الحالة المرضية الموجودة نجد مصالح طب الأطفال بالمستشفى الجامعي سواء مصلحة الاستعجالات التي تستقبل يوميا عددا كبيرا من المرضى أو مصلحة الفحص الطبي التي ينظم نشاطها عن طريق الخضوع لمواعيد مسبقة أو عيادة جراحة الأطفال (سي سي أو) هذه الأخيرة التي تسجل أيضا اقبالا كبيرا عن طريق توجيه حالات مرضية نحوها للمتابعة الصحية وهو ما قدره البروفيسور المشرف عليها ب 23 ألف حالة فحص سنويا بقسم الاستعجالات و 12 ألف حالة فحص متابعة وذلك بمعدل نحو 84 حالة فحص يوميا فيما تم منذ بداية السنة إجراء 1160 عملية جراحية بهذه العيادة التي يشتكي بها المرضى أيضا من تأخر العمليات الجراحية الذي برره البروفيسور المسؤول عن المصلحة بمشاكل في التموين بالأدوية ولاسيما دواء «سيفو فلورال» إذ أن هذه الهيئة الصحية تجري يوميا نحو 12 عملية جراحية وهو عدد كبير يتطلب تموين مستمر بالأدوية من طرف الصيدلية المركزية للمستشفيات لذا فإن أي خلل أو تعطل وإن كان ظرفيا من شأنه التأثير على سير نشاط المصلحة ومن ثمة تلبية الطلب المسجل عليها عدا ذلك يلقى المرضى بها رعاية صحية جيدة حسبما أكده لنا عدد من أولياء المرضى خاصة المصابين بالسرطان وكذا بالتشوهات الخلقية والكسور وهي الحالات الأكثر تسجيلا . إجمالا ومن خلال التحقيق الذي أجريناه فإن الرعاية الصحية للأطفال بمختلف المؤسسات الإستشفائية وإن تعدت مشاكل عدة تتمثل أساسا في نقص الأدوية وقلة المصحات وعدم توفر الخدمات الصحية بشكل مستمر إلا أنها لا تزال تعرف نوع آخر من النقائص يمكن إجمالها أولا في الطوابير المسجلة نتيجة الضغط الذي تعرفه المؤسسات الاستشفائية وكذا في نقص كفاءة بعض الأطباء المقيمين الذين يشرفون على تقديم خدمات العلاج بالمستشفيات خاصة والتي تعرف كما سبق الذكر اقبالا كبيرا عليها لوجود فحوصات متخصصة بها عكس العيادات المتعددة الخدمات التي تقدم خدمات صحية في الطب العام فقط ...