لايزال زوار ولاية وهران وحتى بعض قاطنيها يتساءلون عن عودة الأمن بهذا القطب السياحي الذي يؤم إليه سنويا الملايين من السياح من داخل وخارج الوطن لاسيما وأنها تصدرت لعدة سنوات مضت المرتبة الثانية وطنيا بعد عنابة من حيث عدد جرائم القتل وبمجرد الحديث الى ضيوف الباهية أو من يودون قضاء عطلتهم السنوية بهذه المدينة الساحلية يسألونك عن أحيائها ما تزال تشهد اعتداءات وشجارات والملاحظ لدى هؤلاء أنهم حتى وإن لم تطأ أقدامهم تراب الولاية إلا أنهم يحفظون عن ظهر قلب أحياءها المعروفة بسخونتها، فتجدهم يتساءلون عن الحمري والدرب وسيدي الهواري بلاطو والمدينة الجديدة هل لا تزال هذه المناطق مسرحا لإعتداءات وجرائم قتل وهل هي حقا مناطق محرمة على الغرباء عن الولاية والملفت للإنتباه أن التجمعات السكانية الجديدة التي شهدت حالات اعتداء أضحت أيضا معروفة لدى هؤلاء الزوار خاصة أحياء الياسمين والنور والصباح وغيرها من مناطق شرق المدينة * تغطية أمنية واسعة ونظرا لارتفاع معدل الجريمة بعاصمة الغرب في وقت غير بعيد أقترن اسم الولاية بالضرب والاعتداؤ والسرقة وحتى الفتل ، الأمر الذي خلق الخوف من زيارتها كيف لا وهي التي احتلت المرتبة الثانية بعد عنابة من خلال عدد جرائم القتل وذلك عدة سنوات حتى أنه قيل آنذاك أن شوارع مدينة وهران تسكنها الأشباح مساءا ما يجعل المتجولين عرضة للإعتداء والسرقة . هذا الوضع غير المستقر بالمدينة لا يمكن لأحد نكرانه سواء كان من سكان الولاية أو زوارها لكنه أضحى من الماضي لأن التواجد المكثف لمصالح الأمن من درك وشرطة من خلال الدوريات الراجلة والمتنقلة وعمليات مداهمة أوكار الجريمة وضع حدا للمجرمين ودحض كل تحركاتهم لترهيب المواطن ..هذا الأخير أصبح هو أيضا عنصرا هاما في المعادلة الأمنية من خلال كسره لحاجز الصمت الرهيب إزاء المعتدين فكان وراء عدة عمليات ناجحة لمصالح الأمن في تفكيك شبكات الإجرام والإطاحة بأكبر العصابات التي كانت في وقت قريب تبث الرعب في نفوس سكان وهران وضيوفها وذلك من خلال الإتصال بالرقم الأخضر1548 والتبليغ عن تحركات المجرمين وحتى المشتبه فيهم. وأكدت مصادر مسؤولة من مديرية الأمن الولائي بوهران ل الجمهورية أن الولاية تعرف انخفاضا ملحوظا في معدل الجريمة سنة بعد سنة وذلك بفضل مجهودات أعوان الشرطة المتواجدين في كل مكان والمتوزعين حسب احتياجات كل منطقة وتطبيقا لخطط أمنية محكمة وناجحة مكنت من الحد من نشاط المجرمين فرادى وجماعات واستدلت مصادرنا في حديثها عن تراجع معدل الجريمة الى الريادة التي إحتلتها الباهية في المجال السياحي خلال الموسم الماضي وطنيا و ذلك من خلال عدد المصطافين الذين ارتادوا على شواطئها و أحياء مدينتها ليلا نهارا وهو ما يؤكد الأمن والآمان بهذه المنطقة الساحلية كونه العنصر المهم والاهم في جلب السياح المحليين والأجانب وعلى سبيل المثال لا الحصر ركزت ذات المصادر الأمنية على عدد القضايا التي عالجتها مختلف مصالح الشرطة خلال ديسمبر من السنة الفائتة حيث تشير الإحصائيات إلى تسجيل جريمتي قتل فقط الأولى تتعلق بالرعية الكامروني الذي تم سرقة هاتفه النقال والاعتداء عليه جسديا الى حد القتل وذلك بمنطقة الحاسي من قبل مجموعة من المجرمين تم توقيهم واحالتهم على العدالة بعد اعترافهم بالجريمة أما القضية الثانية قتتعلق بجريمة قتل راح ضحيتها ''ب.عشعاشي" صاحب مصنع العلكة نهج صوفي زوبيدة الذي وجد مقتولا بمكتبه حيث لاتزال تحريات الفرقة المختصة متواصلة لتحديد ملابسات القضية. إلى جانب ذلك سجلت مصالح الدرك أيضا جريمة قتل أخرى بحاسي بونيف حيث قتل زوج شابا بمطرقة وعثر على جثته بمسكن بالمنطقة بعد التحريات تم توقيف المشتبه فيهما وإحالتهما على العدالة. وقد تمكنت مصالح الشرطة المختصة خلال نفس الفترة من معالجة 107 قضية تتعلق بالضرب والجرح العمدي منها قضايا صحابها أضحايا اعتداءات لكن أغلبها حسب ذات المصادر الأمنية تتعلق بالشجارات بين الأصدقاء والجيران ولا علاقة لها بالإعتداء. كما تم أيضا معالجة 216 قضية سرقة منها تلك المتبوعة بالتهديد وعددها 23 قضية حيث تم إحالة 164 متورط على العدالة التي وضعت 110 منهم رهم الحبس المؤقت ، ووصل عدد القضايا المتعلقة حمل السلاح الأبيض المحضور إلى 40 قضية ما يؤكد حسب مصادرنا دائما المجهودات المبذولة من قبل الشرطة لدحض المجرمين. * تباين في الأرقام وفي الوقت الذي تشير فيه أرقام مصالح الشرطة الى تراجع مستويات الجريمة بوهران تذهب أرقام مصلحة الاستعجالات الطبية والجراحية بمستشفى بن زرجب إلى تأكيد ارتفاعها فحسب المكلف بالإعلام لدى هذا المركز الإستشفائي الجامعي فإن مصلحة الاستعجالات سجلت خلال سنة 2013 ما يصل إلى 927 ضحية للضرب والجرح العمدي نقلت إلى المصلحة وتلقت كل الإسعافات اللازمة علما أن ذات الجناح الاستشفائي سجل توافد 607 حالة مماثلة خلال سنة 2012 مما يؤكد ارتفاع عدد الضحايا إلى نحو 30 بالمائ. وفي ردّه عن سؤال الجمهورية حول تباين الأرقام بين المستشفى والمصالح الشرطة أرجع محدثنا السبب إلى عزوف الكثير من الضحايا عن التبليغ عن الحادث حتى إن كان الشجار بين أفراد العائلة أو الجيران ولا علاقة له بالاعتداء.