ساهمت المغياثية التي تهاطلت على مختلف جهات ولاية تلمسان خلال الأيام الأخيرة في ارتفاع منسوب المياه بالسدود الموزعة عبر الإقليم الإداري من الولاية والتي يصلها إلى خمسة سدود، ليصبح بذلك مجموع المياه المخزّنة بالسدود الخمسة أكثر من 350 مليون متر مكعب، مما ستسمح هذه الكمية من توسيع محيطات السقي الفلاحي مستقبلا، ويعتبر سد "بني بهدل" أحد أكبر سدود الولاية والذي تبلغ طاقته النظرية 56 مليون مكعب من بين السدود المستفيدة من هاته المياه، وأصبح حاليا يحوي على أكثر من 44 مليون متر مكعب من المياه التي تدعم بها نتيجة السيول وأيضا من الجبال المجاورة والتي اكتست بالثلوج, خاصة وأن هذا السد المتواجد جنوب الولاية وتحديدا في منطقة سبدو السهبية له أهمية قصوى حيث يضمن استغلاله في سقي مئات الهكتارات من الأراضي الفلاحية بالمنطقة السهبية من الولاية، ولم يكن سد سيدي "العبدلي" الذي تقدّر طاقة استعابه ب 110 مليون م3 أقل حظّا من سابقه، حيث يتوفّر الآن على 100 مليون متر مكعب وهو ما يضمن موسما فلاحيا معتبرا بالجهة لاسيما المنطقة الشمالية والشرقية من الولاية والمعروفة بإنتاجها الوفير من الحبوب بأنواعها لاسيما مساحات "عمير"، و"عين تالوت والمصنفة ضمن الزراعات الإستراتيجية وأيضا إنتاج الحمضيات بكل من بن سكران وشتوان، وهو ما ترك ارتياحا لدى فلاحي المنطقة الذين تشبّعت مزارعهم بالمياه، أما سد حمام "بوغرارة" والواقع في الجهة الغربية من الوطن والذي تقدر سعته ب 177 مليون متر مكعب، ويعتبر بذلك واحدا من أحدث السدود والانجازات الضخمة بالجزائر، فأصبح يحوي خلال هاته الفترة أكثر من 170 مليون مكعب، من طاقته الإجمالية وهو الآخر مرشح للارتفاع في احتياطه مقارنة بالوديان التي تصب فيه لاسيما "وادي التافنة" و"وادي المويلح" اللذان يضخان آلاف الأمتار المكعبة يوميا، نتيجة السيول وتدفقها من الجبال والمرتفعات وحتى الحواجز المائية الطبيعية، إضافة إلى المياه المخزنة في باطن الجبال والتي تتسرب هي الأخرى من المنحدرات مباشرة إلى السد، ومن جانب آخر فقد سجل سد "سكاك الجديد" والواقع ببلدية عين يوسف شمال الولاية نحو 25.5 مليون متر مكعب و هي نسبة امتلاء 100 بالمائة الأمر الذي استدعى تصريف كميات معتبرة من الفائض من هذا السد نحو "وادي التافنة"، ومنه إلى سد "بوغرارة"، كما أن كميات أخرى معتبرة تم استغلالها من قبل فلاحي الجهة لاسيما منتجي الزيتون، أما سد "المفروش" والذي يعتبر أقرب السدود إلى مدينة تلمسان، فقد وصل منسوبه إلى 14 مليون مكعب أي مائة بالمائة كطاقة قصوى، مما استدعى فتح حواجزه وبوابات الأمان خلال الاضطرابات الجوية الأخيرة لصرف الفائض من المياه مرورا بشلالات "الاوريت" عبر ممرات طبيعية ومنه إلى سد "بوغرارة"، كما كان لهذه الأمطار الأثر الإيجابي على المياه الجوفية التي ارتفع منسوبها بشكل محسوس الشيء الذي سمح بانتعاش العديد من الينابيع، إذ ستعمل هذه المياه الإضافية على تعزيز شبكة السقي الفلاحي بالولاية عن طريق تعبئة مياه السدود بعد دخول المحطتين لتحلية المياه (سوق الثلاثة وهنين) حيز الخدمة، حيث سمحت عملية استغلال المنشأتين في القضاء على العجز الذي كان مسجلا منذ سنين وسمح بتوفير المياه الصالحة للشرب بكميات كافية جعل الولاية في وضعية مريحة وتبدأ تدريجيا في تحويل مياه السدود إلى الري الفلاحي لتوسيع المساحات المسقية الثلاثة التي يعدها القطاع (الزوية ومغنية والحناية) المتربعة على مساحة تفوق 2500 هكتار. ومن جهة أخرى فقد تقرر نهائيا بولاية تلمسان توجيه مياه السدود الخمسة ببوغرارة و سكاك و سيدي العبدلي و المفروش و بن بهدل لفائدة السقس الفلاحي لأنه تم تحديد إكتفاء هام من المياه الصالحة للشرب إنطلاقا من محطتي تحلية مياه البحر لسوق الثلاثاء و تافسوت بهنين بمعدل ال400 ألف متر مكعب يوميا و التي ستمون جميع الجهات بدون إستثناء بالتراب الولائي ما أدى بمديرية الموارد المائية إلى تخصيص المياه المخزنة بذات الأحواض الكبيرة لإنعاش الزراعة بمساحة تقدر ب2500 هكتار تلتقي فيها محيطات مغنية و لحنايا و الزويا ببني بوسعيد و التي سيتم توفيرقرابة الثلاثة ملايين متر مكعب سنويا المتنشرة أيضا بالمناطق المعروفة بسعة زراعتها منذ امد كالفحول و الرمشي و عين يوسف و غيرها ممن لها باع طويل في دعم السوق المحلية والوطنية بالمنتوج الفلاحي المتنوع خضروات و فواكه كما هو الشأن لمحيطي مغنية و لحنايا. و ستعمل مياه السدود على إحياء مشروع سقي 7 ألاف هكتار و تطوير نمط الري الذي توقفت دراسته لعدة سنوات تعود لأواخر الثمانيات وتجمدت بفعل إنعدام السيولة المالية انذاك و مع بروز هذه السياسة الجديدة ستنتعش الأراضي البور بمختلف مزروعاتها و الأشجار المثمرة سيما وأن وزارة الفلاحة و التنمية الريفية أولت إهتماماً لدعم و إثراء الزراعة و حسب مصدرنا من المديرية فإن هذا المشروع الخاص بسبعة الاف هكتار ستتوزع بمقربة من سد بوغرارة إلى غاية رشقون ثم سد سكاك نحو سيدي العبدلي ضف إليها مشروع آخر إنتهت دراسته و سينطلق قريبا و يتعلق بشبكة السقي بدءا من ثلاثة سدود سكاك و سيدي العبدلي و بوغرارة في حين ستوجه مياه سد بني بهدل لبوحلو لإقتطاعها لمحيط مغنية التي يعلق عليه فلاحوها أمالا كبيرة للنهوض به من جديد . والجذير بالذكر أنّ مغياثية نهاية الأسبوع ساهمت في الرفع من الحجم المائي بنسبة مائة ٪ حسب السيد شريفي رئيس مصلحة بمديرية الموارد المائية بحيث قدرت طاقة سد بني بحدل46،75 مليون م3 و سد المفروش الذي يعد أصغر حوض وصل إمتلائه ل14 مليون م3 و سد بوغرارة بلغ سطحه ال175 مليون م3 أما سد سكاك فقد أضافت الأمطار له 25 مليون م3 و سد سيدي العبدلي إنتعش بمخزون يقدر ب105 مليون م3.