ساهمت المغياثية التي تهاطلت على مختلف جهات ولاية تلمسان خلال الأيام الأخيرة في ارتفاع منسوب المياه بالسدود الموزعة عبر الإقليم الإداري من الولاية والتي يصلها إلى ستة سدود أكثر من 67 مليون متر مكعب بسد "سيدي العبدلي". ويعتبر سد "بني بهدل" أحد أكبر سدود الولاية والذي تبلغ طاقته النظرية 56 مليون مكعب من بين السدود المستفيدة من هاته المياه، وأصبح حاليا يحوي على أكثر من 33 مليون متر مكعب من المياه التي تدعم بها نتيجة السيول وأيضا من الجبال المجاورة والتي اكتست بالثلوج والمنتظر أن تدعم مخزونه إلى أزيد من 40 مليون متر مكعب مع ذوبانها, خاصة وأن هذا السد المتواجد جنوب الولاية وتحديدا في منطقة سبدو السهبية له أهمية قصوى حيث يضمن تمويل ولايتي عين تموشنت ووهران إضافة إلى تلمسان، ناهيك عن استغلاله في سقي مئات الهكتارات من الأراضي الفلاحية بالمنطقة السهبية من الولاية، وضمان تزويد عشرات التجمعات السكانية بالجهة بالماء الشروب، ولم يكن سد سيدي "العبدلي" أقل حظا من سابقه، حيث استقرت الكمية المخزنة به إلى نحو 67 مليون متر مكعب بعد ما كان خلال الصائفة الماضية يحوي أقل من 30 مليون متر مكعب، وهو ما يضمن موسما فلاحيا معتبرا بالجهة لاسيما المنطقة الشمالية والشرقية من الولاية والمعروفة بإنتاجها الوفير من الحبوب بأنواعها لاسيما مساحات "عمير"، و"عين تالوت والمصنفة ضمن الزراعات الاستراتيجية وأيضا إنتاج الحمضيات بكل من بن سكران وشتوان، وهو ما ترك ارتياحا لدى فلاحي المنطقة الذين لازالوا يواصلون حملات الحرث والبذر في هاته المناطق بعد أن تشبعت مزارعهم بالمياه. أما سد حمام "بوغرارة" والواقع في الجهة الغربية من الوطن والذي تقدر سعته ب 177 مليون متر مكعب، ويعتبر بذلك واحدا من أحدث السدود والانجازات الضخمة بالجزائر، فأصبح يحوي خلال هاته الفترة أكثر من 63 مليون مكعب، وهو ما يعادل قرابة 40 بالمائة من طاقته الإجمالية وهو الآخر مرشح للارتفاع في احتياطه مقارنة بالوديان التي تصب فيه لاسيما "وادي التافنة" و"وادي المويلح" اللذان يضخان آلاف الأمتار المكعبة يوميا، نتيجة السيول وتدفق من الجبال والمرتفعات وحتى الحواجز المائية الطبيعية، إضافة إلى المياه المخزنة في باطن الجبال والتي تتسرب هي الأخرى إلى المنحدرات مباشرة إلى السد ومن جانب آخر فقد سجل سد "سكاك الجديد" والواقع ببلدية عين يوسف شمال الولاية نحو 25.5 مليون متر مكعب و هي نسبة امتلاء 100 بالمائة الأمر الذي استدعى تصريف كميات معتبرة من الفائض من هذا السد نحو "وادي التافنة"، ومنه إلى سد "بوغرارة"، كما أن كميات أخرى معتبرة تم استغلالها من قبل فلاحي الجهة لاسيما منتجي الزيتون الذي أجّلوا عمليات الجني لتمكين الأشجار المنتجة والموزعة على عشرات الهكتارات بالجهة بالتشبع بالمياه، مما ينعكس ايجابيا على حبات الزيتون أما سد "المفروش" والذي يعتبر أقرب السدود إلى مدينة تلمسان، فقد وصل منسوبه إلى أكثر من 13 مليون مكعب من أصل 14 مليون متر مكعب كطاقة قصوى مما استدعى فتح حواجزه وبوابات الأمان خلال الاضطرابات الجوية الأخيرة لصرف الفائض من المياه مرورا بشلالات "الاوريت" عبر ممرات طبيعية ومنه إلى سد "بوغرارة".