تحدث إبن الكاتب الجزائري مولود فرعون المغتال على يد لواس بتاريخ 15 مارس 1962 رفقة خمسة آخرين من رفقاء دربه عشية الإمضاء على إتفاقية إفيان بالعاصمة ، و رئيس مؤسسة مولود فرعون للثقافة والتربية المهندس علي فرعون بإسهاب في لقاء فكري على مستوى المركز الثقافي الجزائري بباريس عن أعمال الكاتب إبان الثورة الجزائرية ودوره التربوي الفعال في مساندة قضية وطنه مشيرا من خلال تدخله إلى مرجع الكاتب الفرنسي جوزي لنزيني المعنون ب " مولود فرعون الكاتب الملتزم" الذي تناول لأول مرة سيرة حياة المؤلف الجزائري والذي وصفها رئيس مؤسسة مولود فرعون بالأجمل . كما حظي اللقاء بإهتمام كبير من قبل الحضور الذين إحتضنهم المركز الثقافي الجزائري بباريس حيث أشاد رئيس مؤسسة مولود فرعون للثقافة و التربية علي فرعون بخصال الكاتب و عمله الإجتماعي التربوي وسط الطبقة الكادحة من الشعب الجزائري و كفاحه للإستعمار بأفكاره و طريقته التعليمية لجيل كامل وتفضليه البقاء إلى جانب شعبه الفقير و مساندته من خلال كتاباته الملتزمة التي كانت تنشر فضاعة وقمع المستعمر الفرنسي الغاشم ، كما أن فرنسا خيبت آماله و هو إبن مدرسة الجمهورية الفرنسية التي علمته قيم الحرية ، المساواة و الأخوة و جعلت منه أستاذا و مدير مدرسة في مرتبة مشرفة أنذاك إلا أن الفارق الكائن بين دراسة هذه القيم و أرض الواقع كان شاسعا بين ظلم الإستعمار و قمعه والتمييز والكراهية الفادحة التي زادت من تلطيخ سمعة المستعمر، ذاكرا من خلال ذلك أمثلة حية عن مولود فرعون الذي كان يسهر على إطعام عائلته الفقيرة و لم يكن أبدا من الإندماجيين في الجيش كما روجت له بعض الجمعيات الفرنسية و لطالما ناضل بريشته بقوة من أجل تحرير الجزائر . وخير دليل على ذلك يقول علي فرعون مؤلفاته العديدة التي قرأ منها العديد من المقاطع أمام الحضور أهمها الكتاب الأول الصادرسنة 1950 أربع سنوات قبل إندلاع الثورة التحريرية و تصادف هذه السنة الذكرى المائوية لصدوره الذي يحمل عنوان "إبن الفقير " الذي تناول فيه شخصيا سيرة حياته بالإضافة إلى مجموعة من المؤلفات "الأرض و الدم " و أيام بالقبائل "و" يوميات " هذا الأخير تناول فيه مولود فرعون حرب الجزائر بكل نزاهة و أمانة و أنه بمقدورنا محاربة المستعمر الفرنسي و إخراجه من الجزائر بعدما تم إحتلاله من قبل الألمان و ليس بالأمر المستحيل مستوحيا ذلك من تجربة الحرب العالمية الثانية. وأسهب رئيس مؤسسة مولود فرعون للثقافة و التربية علي فرعون في حديثه عن عمل مؤسسته المكونة من حوالي 50 إطارا جزائريا من أطباء و محامين و طلبة جامعيين وصحافيين و تجار و مقاولين التي تهتم حاليا بإعادة نشر جميع مراجع الكاتب الجزائري مولود فرعون وترجمتها إلى اللغة العربية و ذلك من أجل التعريف بالكاتب لدى الشباب الجزائري اليوم، كما خلقت المؤسسة مجموعة فوغولو للقراءة والكتابة داخل جميع المؤسسات المدرسية والجامعات ودور الثقافة والشباب بغية تشجيع الشباب الصاعد على الكتابة، الأمر الذي سمح بنشر مجلة أدبية تحمل نفس التسمية فوغولو ، فيما أعلن أيضا عن إطلاق مشروع إنجاز فيلم في الأفق عن حياة مولود فرعون . وتجدر الإشارة إلى أن اللقاء الفكري المحتضن من قبل المركز الثقافي الجزائري بباريس نشطه الصحفي والمخرج السينيمائي عبد الرزاق العربي شريف.