نعمل على أن نؤسّس فروعاً لمؤسسة «مولود فرعون» بكافة ولايات الوطن نشط أمس نجل الأديب مولود فرعون، بمقر جريدة «الجمهورية»، يوما دراسيا حول حياة والده الأدبية والإجتماعية والنضالية والسياسية وعرّف بمشروع مؤسسته للثقافة والتربية التي أنشأها في 28 ماي 2012 لحماية موروث أبيه الذي وصل العالمية. وقد كان اللقاء حميميا بمقر الجريدة، جمع رجال الثقافة والأدب والإعلام والمسْرح والشعر ومنتخبين وممثلين عن المجتمع المدني وعدد من المهتمين بحياة الشهيد مولود فرعون الذي اغتالته فرنسَا الإستعمارية في مارس 1962 لأنّّه حاربها بالقلم وباللغة الفرنسية وتُغنينا في هذا المقام مقولته الشهيرة:«أكْتُبُ بالفرنسية وأتكلّم بالفرنسية، لأقول للفرنسيين أنّي لسْتُ فرنسيًا». وقد شرح علي فرعون نجل صاحب رائعة «ابن الفقير» للحضور أدقّ التفاصيل والحيثيات التي رافقت مولود فرعون في كتاباته التي وصل صيتها كامل المعمورة، وفي مقدّمتها رواية «نجل الفقير» التّي عبّرت بمعمق وبصدق عن حياة الفقر والجوع والمعاناة التي عاشها الأديب الشهيد مولود فرعون، كما عاشها أغلبية الجزائريين في الفترة الإستعمارية التي عاث فيها الفرنسيون فسادًا وطغيانا بالأرض الجزائرية. ويكفي فخرًا أنّ رواية «نجل الفقير» قد تمّ ترجمتها إلى 20 لغة عالمية تَقَرَّب من خلالها الفضوليون من مولود فرعون الأديب والشهيد ابن الثورة الجزائرية الذي وُلِدَ عظيمًا من رحم المأساة والحاجة والبؤس. وقَدَّم نجل الأديب مولود فرعون في مئوية والده معلومات لأوّل مرّة للجزائريين حول رواية «حي الورود» التي رفض المستعمر الفرنسي الترخيص لإصدارها ونشرها، وأشاد بمساهمة المصريين في نشر أدب والده من خلال ترجمتهم ل «يومية مولود فرعون» قي 1963، وقد صدرت النسخة بالعربية في عدد من الصحف المصرية، كما تمّ طبعها بهذا البلد الشقيق في مؤلف يحمل ذات الإسم. وهو المؤلّف الذي تسعى مؤسسة «مولود فرعون للثقافة والتربية» لإعادة طبعه ونشره قبل شهر سبتمبر إحياء لمئوية الكاتب الراحل مولود فرعون. وفي سياق متصل كشف نجل الأديب مولود فرعون عن الملتقيات والأيام الدراسية والثقافية التي نُظّمت محليا وعالميا للإشادة بكتابات أبيه الأدبية والروائية، على غرار الأيام الدولية التي نظمتها وزارة الثقافة حول الحياة الأدبية للشهيد في 2012 والأسبوع الثقافي الذي نظّمه مهتمون بدولة اليابان إضافة إلى الأهمية الكبرى التي أعطيت لمولود فرعون ومؤلفاته خلال «سنة الجزائربفرنسا» في 2003-2004 .. وعدد من المشاركات واللقاءات التي غاصت في حياة أديب لم يكن إلاّ مولود فرعون الذي قال للمستعمر الفرنسي: «الجزائر نحن، وأنتم أجانب فوق أرضها».. ورفض طلب ديغول بتعينهِ ملحقا ثقافيا لفرنسابالولايات المتحدّة الأمريكية، مجيبا إياه «أنا مُرَبّى وفقط». وخاطب علي مولود فرعون الحضور بأهداف مؤسسته التي ينوي توسيع فروعها عبر مختلف ولايات القطر الجزائري، حيث أنشأ لحدّ الآن 15 جمعية، ينوي تدعيمها بوهران وسيدي بلعباس وباتنة والواد ومستغانم وسطيف وربما جميع الولايات من منطلق أنّ مولود فرعون كان مناضلا جزائريا دافع عن الجزائر وحارب الإستعمار الفرنسي الغاشم في جميع كتاباته، ومؤلفاته ورواياته ما جعلته مؤهلا للشهادة في سبيل الله والوطن. يذكر أنّ نجل الأديب مولود فرعون من الخبراء المطّلعين بخبايا القطاع الفلاحي بالجزائر حيث عمل مستشارا بوزارة الفلاحة لمدة فاقت 34 سنة، وهاهو بعد تقاعده يجمع قواه ومعارفه لحماية كنز والده الأدبي ونشر معانيه ورموزه وقيمه لدى الشباب الجزائري الذي هو بحاجة لأن ينهل من تُرات مولود فرعون ومولود معمري وكاتب ياسين ومحمّد ديب وآخرون الذين كما قال الناقد المسرحي والصحفي بوزيان بن عاشور قد أسّسوا وأرّخوا لهذه البلاد البطلة والعظيمة. يذكر أنّ ضيوف الجمهورية، عبّروا عن رضاهم وسرورهم بهذا اللقاء الذي أبَان الكثير من شخصية الأديب مولود فرعون وجاءت لمداخلات الإعلاميين والأدباء والنقاد والمهتمين متعطّشة لمعرفة المزيد عن صاحب رواية «نجل الفقير»، كما وعدوا بالإنخراط في فرع المؤسسة بوهران والمشاركة في تنشيط نواديها الأدبية والثقافية كنادي « فوغولو» الذي يعدُّ امتداداً لمشروع مولود فرعون الأب الأديب الراحل.