أدت تداعيات وفاة إمرأة صبيحة العيد بمعسكر بتسمم غذائي أصاب أفراد عائلتها إلى توقيف الطبيب المناوب بقسم الإستعجالات بمستشفى مسلم الطيب الذي قام بفحص الضحية لدى إنتقالها مع بقية المصابين إلى المستشفى وهم يشكون من أعراض التسمم الغذائي. وجاء توقيف الطبيب عن مهامه بعد أن حمله أهل الضحية مسؤولية وفاة إبنتهم البالغة من العمر 31 عاما بحجة أنه "إستسهل إصابتها ولم يدخلها المستشفى لتبقى تحت المراقبة الطبية وتتلقى العلاج المناسب" إذ تم تسريحها مع مصابة أخرى، لتضطر إلى العودة مجددا إلى المستشفى وقد تفاقمت إصابتها وتدهورت حالتها الصحية قبل أن تلفظ أنفاسها الأخيرة يوم عيد الفطر، حيث سارع أهلها إلى إيداع شكوى لدى مصالح الأمن وكذا وكيل الجمهورية لدى محكمة معسكر حسبما نقله عنهم بعض الإعلاميين يوم تشييع جنازة الضحية. وتعود وقائع هذه الحادثة الأليمة إلى يوم السابع سبتمبر الجاري عندما شعر العديد من أفراد عائلة " بن دحو" المقيمة بحي المحطة بمدينة معسكر بآلام بالجهاز الهضمي عقب وجبة الإفطار فانتقلوا إلى قسم الإستعجالات الطبية بمستشفى مسلم الطيب بمعسكر وبعد الفحص تم وضع 4 أطفال تتراوح أعمارهم بين 2 و 10 سنوات تحت المراقبة الطبية بمصلحة طب الأطفال، بينما أحيل مصاب آخر عمره 29 عاما على قسم الأمراض المعدية بمستشفى الدكتور خالد بمعسكر لتلقي العلاج أما المرأتان المصابتان بنفس الأعراض فقد تم تسريحهما . وقد تم نقل جثة الضحية إلى مستشفى أحمد مدغري بسعيدة لعرضها على الطبيب الشرعي وتحديد أسباب الوفاة ومصدر التسمم الذي يبقى مجهولا مع الإشتباه في عدم صلاحية بعض اللحوم المستهلكة في وجبة الإفطار ولا سيما منها "المرڤاز وسمك الطونة..." وقد أكد الدكتور زمولي جمال المعني بهذه القضية خبر توقيفه بقرار موقع من مدير المؤسسة الإستشفائية مسلم الطيب ومؤرخ في 13 سبتمبر الجاري، وذلك في إنتظار مثوله أمام لجنة الإنضباط الولائية بسبب " الإهمال" ورفض إدخال مريضة للمستشفى. وأوضح ذات الطبيب أن مصالح الشرطة قد إستدعته لسماع روايته للوقائع مثله مثل طبيبين آخرين إستقبلا هما أيضا المصابين بالتسمم الغذائي إلى جانب مدير المداومة، ملاحظا أنه فحص المريضة ووصف لها العلاج المناسب لحالتها معتبرا أنه قام بما رآه أنسب للمريضة بحكم تجربته في ممارسة مهنة الطب أي 22 عاما منها 14 عاما كطبيب في قسم الإستعجالات واصفا هذه المشكلة ضمن أخطار المهنة المحدقة بأي طبيب، وأن الخبرة الطبية ستظهر لا محالة الحقيقة.