تمر بعد غد خمس سنوات على إستفتاء ميثاق السلم والمصالحة الوطنية المصادف ل 29 سبتمبر من سنة 2005، حيث خرج الشعب الجزائري في ذلك اليوم التاريخي المشهود للتصويت وبقوة على مشروع رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة الذي جاء لبسط السلم والأمن عبر ربوع الوطن وهو ما تحقق بالفعل على أرض الواقع حيث عاد الإستقرار والطمأنينة في مختلف الولايات والبلديات والمداشر التي أحرقتها آلة الإرهاب الهمجي البربري، وتحركت دواليب العجلة الإقتصادية المعطلة بفعل أعمال الحرق والتخريب السادية اللاإنسانية كما دخلت بلادنا بسبب هذا الإرهاب في عزلة دولية تامة حيث ظلت الجزائر تصارع لوحدها الظاهرة الخطيرة على شعوب ودول العالم هذا دون أن ننسى مقتل العديد من المدنيين العزل وعناصر الأمن بمختلف أسلاكها المشتركة، ولكن وبفضل جهود الرجال ونضال النساء إستطاعت الجزائر أن تقف على قدميها بعد أن أثخنتها وأنهكتها قوى الشر والظلام الهمجية، حيث وفق إبنها المخلص عبد العزيز بوتفليقة في أن يعيد البسمة إلى العديد من الأسر والعائلات التي حطمها الإرهاب بفعل قانوني الوئام المدني وكذا ميثاق السلم والمصالحة الوطنية وهذا بشهادة العدو قبل الصديق حيث أجمع العالم كله على نجاح هاتين السياستين الرشيدتين في إسترجاع السلم والأمن عبر كامل ربوع الوطني بل وأن أسلوب الجزائر في مكافحته للإرهاب وتجفيف منابعه أضحى اليوم يدرس في أكبر الجامعات العالمية ويستشهد به في أغلب المنابر والمحافل الدولية، ولا جرم أن الجزائر بفضل هاتين السياستين السلميتين الرحيمتين، إستطاعت كذلك أن تعيد من جديد قطار التنمية المتوقف إلى سكته الحقيقية، حيث إنبعثت جميع المشاريع الإقتصادية المشلولة من الرماد وإنتعشت قطاعات الفلاحة والسياحة والصيد البحري والسكن والأشغال العمومية وكذا تشغيل الشباب وإعادة دمجه في الحياة الإجتماعية والمهنية إذ تم في العهدة الرئاسية الأولى للرئيس عبد العزيز بوتفليقة التركيز على الشق السياسي والأمني من خلال دعوة جميع الجماعات الإرهابية والدموية إلى ترك السلاح والعودة إلى جادة الصواب وهو ما تحقق له ذلك حيث بدأ العديد من الشباب المغرر بهم إلى النزول فرادى وجماعات من الجبال تاركين خلفهم سنوات من التضليل والزيف بالجنة الموعودة، ليعودوا إلى سبيل الرشاد في كنف عائلاتهم وأسرهم العزيزة الغالية هذا دون أن ننسى جولات الرئيس بوتفليقة عبر العالم والتي كان الەدف منها حسب تحليل العديد من المتابعين السياسيين تحريك وتفعيل السياسة الخارجية الجزائرية التي عطلتها العزلة الدولية المفروضة علينا بسبب تبعات الإرهاب الهمجي التدميري وهي المنهجية التي أتت أكلها، حيث أصبح صوت بلادنا مسموعا في معظم أقطار العالم ، وزالت تلك الغيوم السوداء التي كانت تغطى سماء بلادنا وأما في العهدة الثانية فقد قام رئيس الدولة بتغيير السياسة الداخلية حيث بدأ يهتم أكثر بإنعاش الإقتصاد الوطني وإصلاح هياكل الدولة وتعزيز قطاع العدالة والعمل على إيجاد الحلول لمختلف المشاكل التنموية المطروحة على غرار حل مشكل السكن وكذا محاربة البطالة وخلق مناصب الشغل بالإضافة إلى بعث القطاعات الأخرى المشلولة والمعطلة حيث وعد وأوفى بإنجاز العشرات الآلاف من الوحدات السكنية وتوظيف العديد من الشباب الكفء والمؤهل وشق الطرق وتشييد الجسور والسدود إلى غير ذلك من المشاريع التنموية الهامة هذه الخطة التنموية التي باشرها رئيس الجمهورية من 2005 إلى 2009 ساهمت في بعث جميع الورشات التنموية التي كانت متوقفة منذ سنوات وهو الأمر الذي دفع بالشعب الجزائري وكذا الكثير من التنظيمات السياسية الحزبية وكذا الثورية وحتى النقابية بمختلف مشاربها إلى دعوته للترشح لعهدة رئاسية ثالثة، وهو ما كان له ذلك ، حيث إنتخب عليه الشعب الجزائري في أفريل من سنة 2009 بالأغلبية الساحقة لتتواصل مسيرة البناء والتشييد في كنف من السلم والأمن والطمائنينة وعلى جميع الأصعدة ، حيث تحولت بلادنا وبقدرة قادر إلى ورشة تنموية كبيرة ومنبرا دوليا لتدعيم ومؤازرة القضايا العالمية العادلة على غرار موقفنا الثابت والأزلي فيما يتعلق بالوضع في الشرق الأوسط ومساندة الشعب الفلسطيني ودعمه في تأسيس دولته التي يناضل من أجلها هذا دون أن ننسى كذلك رفض كل أشكال الإحتلال الغاشم والعنصري في الأراضي الأفغانية وحتى العراقية واللبنانية وما تنظيم الندوة الدولية لحق الشعوب في المقاومة: حالة الشعب الصحراوي أول أمس وأمس الأحد لخير دليل على ذلك فهكذا إذن إسترجعت الجزائر هيبتها وأبهتها كدولة إفريقية وعربية إسلامية مهمة سواء على الصعيد القاري أو حتى على الصعيد العالمي بفضل ثمار سياستي الوئام المدني وكذا ميثاق السلم والمصالحة الوطنية، اللتين دفعت بلادنا وأخرجتها من عنق الزجاجة التي ظلت فيها مقيدة ولعدة سنوات