لا يمكن الحديث عن تاريخ المولودية دون أن ننسى صناع القرار لهذا الفريق و خيرة ما انجبت من لاعبين و مدربين و حتى مسيرين ، و لعل أبرزهم المردد لمقولة الشيخ الزموشي " مولودية نخلا و اللي يقيسها يخلا " الأب الروحي للحمري ، ألا و هو قاسم بليمام ، مهندس التتويجات و الألقاب للمولودية . من لا يعرف بليمام ؟ جيل برمته لم و لن ينسى هذا الاسم الذي أعاد المولودية إلى قسم النخبة بعد موسم واحد من السقوط ، أوفى بوعوده اتجاه الأنصار عندما أكد لهم بأن الحمري لن يعمر طويلاً في القسم الثاني و حدث ذلك بعد موسم واحد لم يكن يعلم فيه بليمام أنه سيكون الأخير له و هو على رأس المولودية ، و لم يكن يدرك بأن السفريات التي كان يقودها مع الفريق ستؤثر على صحته و ستطرحه فراشًا دون قيامً مرةً أخرى ، ليترك الفريق في جمعية عامة عقدها بمقر النادي بشارع عبان رمضان ، حينها قال بليمام لأعضاء الجمعية : " لم أعد كسابق عهدي ، و أحس بأن نحبي قد اقترب فأوصيكم بالمولودية و ستكون أمانة في رقابكم ، فلا تتركوها تعود لجحيم القسم الثاني " ، ليغادر الدنيا بعد ثلاثة أشهر صارع فيها المرض و كان تاريخ 26 سبتمبر موعد لقائه مع ربه ، لتمر علينا أربعة سنين و كأنها أمس على مغادرة قاسم بليمام و الأب الروحي لمولودية وهران الدنيا تاركًا من ورائه وصية ، و لكن وصيته لم تحترم لما أضحت عليه المولودية اليوم . من رئيس لجنة أنصار إلى "بوص" المولودية بليمام ابن حي الحمري ولد فيه و هو ما جعله يلتحق في صغره بفريق مولودية وهران في صنف الأشبال و الأواسط ، قبل أن تعتقله السلطات الاستعمارية في مرحلة الثورة التحريرية سنة 1956 في سجن الأصنام ، ليغادره سنة 1962 لينظم إلى صفوف الحماية المدنية في فرقة الغواصين ، ثم ينخرط في فريقه لجنة أنصار الحمري و التي كانت في سنوات الستينيات والسبعينيات تشكّل الدعم الوحيد لفرق كرة القدم في الجزائر ، ليلتحق سنة 1971 بمكتب المسير للفريق الذي توّج في تلك السنة بأول لقب. واستمر قاسم على لغاية 1977 ، و هي المرحلة التي عرفت فيها الرياضة الجزائرية بما يسمى الإصلاح الرياضي ، ليستعيد لنشاطه سنة 1987 كعضو فعال في لجنة الأنصار . وكان على ليمام الانتظار إلى غاية 1994 أين ترأس المولودية في مرحلة تعتبر مرحلة إزدهار نادي مولودية رغم الظروف التي صاحبت أوضاع البلاد إلا أن مولودية وهران كانت تدخل الفرحة و السعادة على أنصارها بتتويجات توقفت سنة 1996 ، كما تمكن قبلها بإحراز أربعة ألقاب عربية وكأس الجزائر وكأس الرابطة . وكان آخر لقاء للرئيس قاسم ليمام هي المواجهة التي جمعت فريقه بالخروب. فرغم التعب والمرض إلا أنه تنقل مع الفريق برّا قاطع ألف و 500 كلم متحديا كل شيء إلا القدر الذي ألم بع بعد ذلك الموسم ، وتبقى المقولة الثانية المشهورة التي كان يرددها دائما هي " المولودية حبي الأول والأخير'' . ذكائه وراء ثاني تتويج عربي بسوريا و من لا يتذكر رابطة أبطال العرب للأندية بسوريا عام 1998 و التي شهدت نباهة رئيس لفريقه قل ما أصبحنا نشاهدها الآن ، مولودية وهران توجت بثاني لقب عربي بعد مراوغة بليمام للمنظمين عندما تظاهر رفقاء بوكساسة حينها أنهم مصابون بتسمم غذائي ، حتى يتم تأجيل اللقاء ليوم أخر ، إذ رفض بليمام أن تلعب المواجهة النهائية 24 ساعة بعد لقاء النصف النهائي ، و احتكم لهذه الحيلة حتى تأجل المباراة ليومين إضافيين كلل بفوز المولودية بالتاج العربي .