شكوك حول تعرّض قاسم ليمام لتسمم فقدت الساحة الرياضية الجزائرية، مساء أمس الأول، اسما كبيرا، برحيل الرئيس السابق لنادي مولودية وهران المرحوم قاسم ليمام، بعد مرض فاجأه الصيف الماضي وهو بصدد التحضير لنقل فريقه إلى عالم الاحتراف. رحل قاسم، مساء الأحد إلى الاثنين الماضي، في حدود الساعة الثامنة بمصلحة الجراحة للمستشفى الجامعي لوهران، التي أجرى فيها عملية جراحية لم يتعاف منها. وكان الفقيد منذ انعزاله في بيته العائلي، في شهر جويلية الماضي عندما تمكّن منه المرض، محل حديث الأوساط الرياضية في وهران، وشاعت أخبار رحيله عدة مرات الشهر الجاري، إلا أن ذويه التزموا الصبر، وواجهوا محنة مرض الوالد والجد بشهامة. تعلق اسم الراحل قاسم بالفريق الأول في منطقة غرب البلاد، مولودية وهران، الذي منحه ما يقارب نصف قرن من حياته المليئة بالأحداث التي أسعدت مدينة وهران وجمهور المولودية في مختلف أنحاء الوطن. وكان المرحوم يعتز كثيرا بصورة فريقه في الحرم المكي الشريف، حين شاركت وفازت بالبطولة العربية التي أقيمت في المملكة العربية السعودية. عاد الراحل إلى مولودية وهران رغم تقدمه في العمر بعد أن ''سجل أول سقوط تاريخي إلى القسم الثاني منذ نشأته''، وعمره 69 سنة، ليعيده إلى حظيرة الكبار بعد موسم واحد. ليمام ابن حي الحمري الذي ولد فيه فريق المولودية، سنة 1946 بحضور أحد رواد الحركة الإصلاحية المرحوم الشيخ السعيد الزموشي، لعب له قاسم ليمام في صغره في صنف الأشبال والأواسط، قبل أن تعتقله السلطات الاستعمارية في مرحلة الثورة التحريرية، وتزج به في السجن أواخر سنة .1956 وقضى أغلبية سنوات الحبس في سجن الأصنام، ليغادره مع استقلال الجزائر سنة 1962 حيث انضم إلى المجاهدين الذين ساهموا في إعادة الأمن إلى مدينة وهران، التي شهدت حينها أحداثا دموية ارتكبها المتطرفون من المعمرين الفرنسيين. وانضم قاسم ليمام إلى صفوف الحماية المدنية في فرقة الغواصين، وكان من أمهر عناصرها وأشجعهم. وموازاة مع ذلك، انخرط في فريقه ونشط في لجنة الأنصار التي كانت في سنوات الستينيات والسبعينيات تشكّل الدعم الوحيد لفرق كرة القدم في الجزائر. ثم انتخب سنة 1971 في المكتب المسير للفريق الذي توّج في تلك السنة بأول لقب. واستمر قاسم على رأس النادي إلى غاية 1977 وهي المرحلة التي عرفت فيها الرياضة الجزائرية هيكلة وتنظيما جديدين، ليعود إليه سنة 1987 كعضو فعال في لجنة الأنصار . وكان على ليمام الانتظار إلى غاية 2000 حتى يتسلم رئاسة النادي من جديد. وهو الحلم الذي تحقق ليتألق الفريق في تلك المرحلة الصعبة التي مرت بها الجزائر، وتمكن من الفوز بأربعة ألقاب عربية وكأس الجزائر وكأس الرابطة. ويحتفظ الجميع للمرحوم بالعديد من الخصال حيث كان يعرف الكرة ويقرأ اللعب وأداء اللاعبين. وكان آخر ظهور للرئيس قاسم ليمام في المواجهة التي جمعت فريقه بالخروب. ورغم التعب والمرض إلا أنه تنقل مع الفريق برّا قاطعا ألف و500 كلم متحديا كل شيء لأن فريقه كان يلعب ورقة البقاء. وتبقى المقولة المشهورة التي كان يرددها دائما أن المولودية ''هي حبي الأول والأخير'' . حسب أبناء المرحوم شكوك حول تعرّض قاسم ليمام لتسمم أكد أبناء المرحوم قاسم ليمام، أن شكوكا كبيرة تنتابهم بأن والدهم كان ضحية تسمّم مصدره مجهول إلى حد الآن. واستند أبناء الراحل في ذلك إلى ''تأكيدات الأطباء الذين عالجوه في الأشهر الأخيرة، حيث أكدوا لنا أن والدنا يكون قد تناول مادة سامة أثّرت على صحته''، حسب أبناء الرئيس السابق لمولودية وهران قاسم ليمام. ويضيف أبناء المرحوم أن حالة والدهم الصحية بدأت تتدهور منذ تنقل فريق مولودية وهران إلى مدينة سطيف في مرحلة العودة من البطولة الوطنية لكرة القدم للموسم الماضي. وقال أفراد عائلة ليمام أنهم، سيتكفّلون بهذه المسألة بجدية بعد تشييع جثمان الراحل والانتهاء من مراسيم جنازتهًّ