* اللوبيات وضعت يدها على وسائل الإعلام * حرية التعبير حق مقدّس لكنه مسؤولية أمام المجتمع * الإشادة بما حققته الجزائر في إلغاء قانون تجريم الصحفي والمكاسب تواصلت أمس بالمسرح الجهوي عبد القادر علولة وهران سلسلة الدورات التكوينية الموجّهة للصحفيين والمراسلين المنظمة من طرف وزارة الإتصال منذ شهر جوان الماضي و هذه المرّة تمّت بالتنسيق مع جريدة الجمهورية وذلك من خلال ندوة جهوية نشطها الإعلامي محمد رضا النجار من تونس الشقيقة الذي اختار أخلاقيات المهنة ضمن السبق الصحفي والإثارة موضوعا للندوة التي حضرها وزير الإتصال حميد ڤرين وعدد من صحفيي وسائل الإعلام المكتوبة والمسموعة والسلطات المحلية حيث فاق عدد المشاركين المائة. وقد حاول رضا النجار خلال الحيّز الزمني الذي أتيح له أن يخوض في مجال أخلاقيات مهنة الصحفي و يذكّر بأبعادها الأساسية وضرورة أن تكون معيارا لهذه المهنة النبيلة التي تغيّرت ضوابطها بشكل كبير جدّا خصوصا مع الثورة الإعلامية التي نعيشها من خلال تكنولوجيات الإعلام الحديثة. فهذه المهنة يقول أصبحت رهينة تحولات ضخمة طرأت على الخبر في حدّ ذاته وكيفية استهلاكه و من ذلك مواقع التواصل الإجتماعي التي تنشر على مدار 24 ساعة في اليوم كمّا ضخما من الأخبار والمعلومات بالصوت والصورة ولجميع مستعملي الشبكة العنكبوتية الحق في بث الأخبار والصور دون ضوابط ولا احترام لكرامة الانسان فقد وصل الأمر إلى نشر مقاطع فيديو حقيقية لعمليات إعدام أو حالات احتضار دون أدنى مراعاة لحقوق الانسان. فالالتزام بأخلاقيات المهنة حسب رضا النجار أصبح اليوم صعبا جدّا بسبب الثورة الاعلامية التي أحدثتها تكنولوجيات التواصل من جهة واللوبيات التي تحاول وضع يدها على وسائل الإعلام ومن ذلك لوبيات الأثرياء لذلك أصبحت المهنة ضحية كل هذه المؤثرات وفقدت هويتها ومبادءها وأخلاقها. وأعطى المحاضر أمثلة عن بعض وسائل الإعلام التي حاولت أن تسيطر على الساحة من خلال نشر أخبار تخدم مصالح جهات معينة وكان الصحفي ضحية ذلك خصوصا في فترة الأزمات التي شهدتها بعض الدول العربية بما يسمّى بالربيع العربي فحدث خلال ذلك خلط بين العمل الصحفي الموضوعي المبني على ضوابط أخلاقية وإنسانية وثقافية وما هو مجرّد بحث عن السبق الصحفي عن طريق نقل خبر دون التأكد من صحّته أو بنقل صورة تنافي الأخلاقيات. وعقب المحاضرة أجاب النجار عن مجموعة من أسئلة الصحفيين بإسهاب معطيا الكثير من الأمثلة عن التجربة التونسية في بلوغ الاحترافية والتجربة الجزائرية التي أشاد بها وبالمبادرات التي تبنتها وزارة الإعلام في تنظيم المهنة عن طريق تسليم البطاقة المهنية للمحترفين و ارساء قواعد لضبط العمل الصحفي عن طريق سلطة الضبط ومجلس أخلاقيات المهنة، وتفاجأ عندما علم أمس بأن الجزائر قد ألغت قانون تجريم الصحفي منذ فترة. وللإشارة فإن الندوة افتتحها الرئيس المدير العام لجريدة الجمهورية بوزيان بن عاشور الذي قدّم لمحة عن سيرة الضيف و تطرق إلى أهمية مثل هذه الدورات التكوينية في إعادة إرساء ضوابط المهنة و قواعدها مشيرا إلى الأشواط التي قطعتها الصحافة الجزائرية والمراحل المأساوية التي مرّت بها بفقان خيرة صحفييها.