اختتمت الطبعة الثالثة لبانوراما الفيلم الثوري التي احتضنت فعالياتها دار الثقافة " ولد عبد الرحمان كاكي " بمستغانم بتكريم خاص لفقيد السينما الجزائرية المخرج "عبد الرزاق هلال "، وهو أحد مؤسسي هذه التظاهرة الفتية ، حيث حضرت الحفل الختامي زوجة وبنت المرحوم إلى جانب مجموعة رفقائه المخرجين على غرار " الغوتي بن ددوش " ، " رشيد بن علال" ، "مصطفى عبد الرحمن" ،" مهداوي" و الممثلة "آمال حيمر"، في المقابل تم إقصاء فيلم " الوهراني " من العرض لكونه يحمل الإساءة لرموز الوطن والمجاهدين . كما تميزت هذه الطبعة بنقاش هام ومثمر حول واقع السينما الجزائرية عموما و السينما الثورية على وجه التحديد من خلال الغوص في تجارب سينمائية لجيلين مختلفين من المبدعين ، جيل من المخرجين المخضرمين الذين عايشوا الثورة و حاولوا نقل على وجه السرعة والاستعجال ما يمكن أن يشكل القاعدة الإسمنتية لمشروع سينمائي يؤرخ للمسيرة للشعب الجزائري في صراعه المرير مع القوة الاستعمارية وآلة الإستدمار الفرنسي ، حيث وفق بانوراما الفيلم الثوري لمدينة مستغانم في الجمع بين الجيلين ، حيث حضر التظاهرة " الغوتي بن ددوش " الذي اعترف أن جيلهم كان يتحلى بالروح الحماسية رغم قلة الإمكانيات و محدودية التجربة، لأنه كانت هناك رغبة جامحة للمخرجين الشباب مباشرة بعد الاستقلال للتعريف بعظمة الثورة الجزائرية و من ذلك أبراز الهوية الوطنية ، أما الناقد السينمائي "الحاج بن صالح " ، فقد أكد على الروح الإبداعية التي يتحلى بها الجيل الجديد من السينمائيين الجزائريين من خلال محاولة تسليط الضوء على تاريخ الثورة وفق زاويا مختلفة ، في نفس السياق أكد أغلبية المتدخلين أن المخرج الراحل "عبد الرزاق هلال "ابن الأوراس الأشم الذي غيبه الموت عن الموعد السينمائي لمدينة مستغانم ، كان غزير الإنتاج السينمائي ، حيث ميز ذلك مسيرته الفنية خاصة في الجانب المتعلق بالذاكرة الثورية للشعب الجزائري على خلفية إدراكه العميق بأهمية الصورة في صناعة الرأي و ترسيخ الهوية الوطنية، كما أشاد إطارات مديرية الثقافة لولاية مستغانم بالدور الكبير الذي لعبه "عبد الرزاق هلال" في بعث بانوراما الفيلم الثوري والأيام الوطنية للفيلم الوثائقي و الفيلم القصير ، حيث ساهم بتجربته في تحويل هذا المشروع الثقافي إلى حقيقة ملموسة برفقة صديقه "مصطفى عبد الرحمن" والفنان " حليم رحموني" ومجموعة أخرى من الفنانين والمخرجين ، للعلم المشاركون في هذه الطبعة طالبوا بضرورة فتح نقاشات وحوارات حول واقع الأفلام السينمائية بالجزائر خاصة علاقتها بوسائل الأعلام وهذا قصد ترسيخ الروح الوطنية في نفوس الأجيال القادمة ، كما ألحوا على التشجيع قصد إنجاز أفلام ثورية جديدة في ظل توفر المعلومة وهذا حفاظا على التاريخ الثوري للجزائر وكذا محاربة الرداءة ، يتم هذا حسب المشاركين بإعطاء الفرصة لأهل الاختصاص وتشجيع المشاريع في هذا الإطار .