لا تزال ألمانيا تشعر بالخطأ التاريخي تجاه اليهود بفعل الترويج للكذبة التاريخية المتعلقة بالمحرقة المزعومة التي يكون أدولف هتلر قد ارتكبها في حق اليهود كما سوّق لذلك الكيان الصهيوني ليصور اليهود في خانة المظلومين الذين سُلبت منهم أرضهم و لابد أن يعودوا إليها لتبرير احتلال فلسطين و إلا كيف تُفسر اعاقة المستشارة الألمانية أنجيلا ميركيل لدول الاتحاد الأوربي ال 28 و استعمالها الفيتو في الاعتراف بدولة فلسطين ؟ و كانت المستشارة قد اعترفت بيهودية الدولة الاسرائيلية قبل أن يصادق الكنيست على المشروع ليصبح قرارا و بذلك تُعد أكثر الحكام الألمان اعترافا بإسرائيل. و قالت أن على الفلسطينيين و الإسرائيليين الذهاب إلى المفاوضات و الحل يكون ثنائيا. و رغم أن البرلمان الأوربي الذي كان مقررا له أن ينعقد في ستراسبورغ من أجل التصويت على مشروع القرار غير الملزم من أجل الاعتراف بدولة فلسطين إلا أن المستشارة الألمانية أبدت رفضها و تقرر تأجيل انعقاد الجلسات إلى 15 ديسمبر الداخل و بالتالي تقوية الموقف الإسرائيلي و الأمريكي الرافض لهذه الخطوة التي اعتبرها دعاة السلام تاريخية و رأى فيها السابحون في فلك اللوبيات الصهيونية خطاً تاريخيا . و قد لا يستغرب الموقف الألماني فقد عارضت ألمانيا في 2012 مشروع القانون الذي اقترح فلسطين دولة غير عضو في هيئة الاممالمتحدة و لكنها فشلت في حمل الدول الأوربية في أن تحذو حدوها كما فشلت في منع فلسطين من الدخول إلى منظمة الأممالمتحدة للتربية و العلوم و الثقافة( التونسكو) بل و راحت تقود حربا دبلوماسية لصالح الموقف الأمريكي و الاسرائيلي رغم أ نّ المستشارة الألمانية دائما تحاول تسويق خطاب السلام خاصة في ذكرى الإنزال في نورمندياو بالتالي لسنا نعرف إذا كان السلام في منطق المستشارة كل متكامل أم أجزاء تفصل حسب الطلب ؟؟ و غالبا أيضا ما عبّرت ألمانيا عن طريق مستشارتها عن استحالة استئناف المفاوضات بين الفلسطينيين و الإسرائيليين و وصفت كل الظروف بالصعبة و تحملت أن تلعب دورا أوربيا لصالح اسرائيل بل إن موقفا كهذا جعل الاتحاد الأوربي لا يقوى على الحديث بلسان واحد عندما يتعلق الأمر بالنزاعات في الشرق الأوسط و غالبا ما تصف ميركل العلاقة مع تل أبيب ب" العلاقة الخاصة " هذه العلاقة التي كانت واحدة من أهدافها الثلاثة قبل وصولها إلى الحكم في ألمانيا . و قد دعمت المستشارة الألمانية موقفها الرافض للاعتراف بالدولة الفلسطينية خلال مؤتمر صحفي عقدته ببرلين قالت فيه أنّ بلدها لا يعترف من جانب واحد بالدولة الفلسطينية لكن لماذا تعترف برلين بالدولة الاسرائيلية من جانب واحد ؟؟ بل و تلقت تل أبيب أكبر المساعدات الحربية الألمانية في عهد المستشارة ميركل التي أمدتها بأحدث طراز لغواصة " الدلفين " لحمل السلاح النووي في انتظار غواصتين في 2017 بالإضافة إلى صفقة أسلحة حربية متطورة بقيمة مليار أورو. و أكثر من ذلك ففي الوقت الذي رفض البرلمان الألماني الاجتياح الإسرائيلي في حربه على قطاع غزة قالت ميركل أن الإسرائيليين في حالة دفاع شرعي عن أنفسهم من الإرهاب .