محمد عيسى: الاسلام دين حياة وليس لسفك الدّماء انطلقت أمس بقصر المؤتمرات محمد بن أحمد بوهران أشغال الطبعة السادسة عشر للأسبوع الوطني للقرآن الكريم الذي تنظمه وزارة الشؤون الدينية و الأوقاف تحت الرعاية السامية لرئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة و ذلك بحضور 5 وزراء و هم كل من وزيرالشؤون الدينية و الأوقاف محمّد عيسى و وزير المجاهدين الطّيب زيتوني و الوزير المكلّف بالعلاقات مع البرلمان ماحي خليل و وزير الأشغال العمومية عبد القادر قاضي بالاضافة إلى الوزير السابق للشؤون الدينية أبو عبد اللّه غلام اللّه و صرّح محمّد عيسى أمس خلال افتتاحه لأشغال هذه التظاهرة العلمية و الدينية بأن وهران هي منارة العلم و الفقهاء و هي رمز الاعتدال و الثقافة و الحضارة و أرض القرآن و كان من المفروض أن ينتقل تنظيم الأسبوع الوطني إلى هذه الولاية منذ طبعاته الأولى لكن طبعة هذا العام أخذت بعدا جديدا بالنظر إلى عدد المشاركين الذي تجاوز 3 آلاف من مشايخ و علماء و مقرئين و أساتذة جامعيين و أئمة المساجد و الطلبة و المرشدات وغيرهم و صرّح الوزير أيضا بأن اختيار موضوع الملتقى العلمي "قيمة الحياة في القرآن الكريم " كان موفّقا فقد أصاب علماء المجلس العلمي فيه لأنه تزامن مع ما يعيشه العالم اليوم من إهانة للقرآن الكريم و استصغار لقيمة الحياة بشكل عام. و كتاب اللّه الحكيم أعطى قيمة كبيرة للحياة البشرية فقدّسها في حين أن الناس رخّصوها ولم يعد لها قيمة عندهم ،لكن اللّه عزّ و جلّ دعا الناس لما يحييهم فمن واجب الانسان الحفاظ على الحياة مهما كانت طبيعتها و تحدّث محمّد عيسى خلال افتتاح الملتقى عن بعض الاعلاميين الذين تاهوا في سوق المزايدات و تعمّدوا خلط المفاهيم التي لا تمث إلى الدين الاسلامي الحنيف بأي صلة فهم مجرّد أصوات تنعق و تستبيح أرواح الناس و دمائهم فأولئك قلّ زادهم العلمي و من الناس أيضا من يزعمون انتماءهم إلى الاسلام و يدعون إلى إهدار دماء المسلمين مثلهم و أن الجهاد فيهم حقّ فأولئك ضلّوا سبيلا يقول الوزير لأن الرسول صلّى اللّه عليه و سلّم عصم دماء و أموال أناس نطقوا بالشهادتين و اليوم يضيف تسفك دماء غزيرة باسم الاسلام و اللّه بريء منها و عليه دعا إلى تصحيح المفاهيم و الارتقاء بفكر الناس و بقيمة الحياة في مثل هذه الملتقيات العلمية و الدينية فالقصور في فهم الدّين الاسلامي الحنيف هو الذي أوصل الدول و المجتمعات إلى هذا الحال فلم يعد للحياة قيمة و انتهكت الحرمات و ارتكبت المحرّمات و شاعت الرّذيلة و أصبح الباطل فضيلة و بطولة و الحقّ مذلّة و في كلمته ذكّر والي وهران عبد الغني زعلان بالقيمة العلمية و الدينية لهذه التظاهرة التي تشرّفت وهران باحتضانها في ظرف تتصارع فيه الأمم و المجتمعات على قول سيّدنا محمّد صلّى اللّه عليه و سلّم " يوشك أن تتداعى عليكم الأمم كما تتداعى الأكلة على قصعتها" و مباشرة بعد افتتاح الأسبوع الوطني للقرآن نظّمت جلسات علمية نشّطها أساتذة جامعيون و منهم الأستاذ عثمان بلخير من جامعة تلمسان الذي تطرّق إلى معنى الحياة و المفاهيم المؤسسة له في القرآن الكريم و في الفترة المسائية انطلقت التصفيات النهائية للقرآن حفظا و ترتيلا و تفسيرا و هذا في ثلاث فروع و هي الحفظ الكامل مع التجويد و التفسير ثم الحفظ الكامل مع التجويد أما الفرع الثالث فيتضمن الحفظ فقط و ذلك لفئات أقل من 25 سنة و أقل من 15 سنة و قد حضر الافتتاح أيضا سفيرا إيران و البنين كما يشارك طيلة الملتقى المقرآن حسن فرّا من سوريا و محمّد عزّت من مصر و اللّذان سيساهمان في تنشيط العمل الجواري من خلال إلقاء دروس و محاضرات بالمساجد