أبرز وزير الشؤون الدينية والأوقاف، السيد محمد عيسى، أهمية الحياة في الدين الإسلامي، مشيرا إلى أن العيش بعيدا عن القرآن الكريم” موت لا نبض فيه”، في إشارة إلى ظاهرة الانتحار المتفشّية في مجتمعاتنا في الآونة الأخيرة، مضيفا أن مفهوم الجهاد قد تم تحويره، فبعد أن كان نبيلا أصبح اليوم مجرد سفك للدماء، في حين أن الله بريء من هذه الجرائم المرتكبة. وجاءت كلمة الوزير بمناسبة انطلاق الملتقى العلمي حول ”قيمة الحياة في القرآن الكريم”، الذي يندرج في إطار الأسبوع السادس عشر للقرآن الكريم الذي تحتضنه ولاية وهران، حيث ذكر أن ”ظاهرة الانتحار عن طريق إشعال النار في الجسد، وإزهاق روح الإنسان بيده والتي بات يروج لها منذ فترة هي جريمة في حق المجتمع والإنسانية والأخلاق والعقيدة الإسلامية”، مبرزا أن ”المحافظة على الحياة موجودة في قلب مقاصد الشريعة الإسلامية التي تكون فيها حياة الإنسان شيئا مقدسا”. وقال إن الانتحار لا يمكن تبريره بأي ظرف من الظروف سواء كانت اجتماعية أو سياسية أو اقتصادية، مذكّرا في هذا السياق بأن ”الانتحار حرام وصاحبه موعود بسوء العاقبة”. وأضاف أيضا أن ”المجتمع وبدل أن يشجب هذا الفعل ويجتهد في مجابهته نجد بالعكس من يباركه ويشجعه ويمجده، كما أن بعض المنابر الإعلامية تروجه وتجعله كمادة دسمة للمزايدات السياسية”، موضحا ”أن إشعال النار في الجسم ليس بطولة أو شجاعة، والمنتحرين ليسوا شهداء عند الله كما يريد البعض تبيانه”. ودعا الوزير بالمناسبة إلى ”مواجهة الخلط المتعمّد في فهم الدين”، مبرزا ”أن حكمة التشريع الإسلامي تنبذ التطرف والغلو والعنف أيا كان نوعه”، وتطرق من جهة أخرى إلى ظاهرة تكفير المسلمين، وجرائم الإبادة الجماعية التي تمارس في حق الشعوب باسم الدين والعرق وسفك دماء الناس بغير وجه حق. من جانبه أشار والي وهران السيد عبد الغاني زعلان، إلى موضوع صراع التيارات الفكرية التي تسعى اليوم للاستحواذ على عقول الشباب وتجنيدهم في أعمال إرهابية تسيء إلى الإسلام والمسلمين في العالم. أما سفير إيران بالجزائر، رضا أميري، فقد نفى وجود أي خلاف بين الشيعة والسنّة، معتبرا بأن الشقاق العقائدي اصطنع من قبل أعداء الوحدة الإسلامية الذين يهدفون إلى إحداث التفرقة والانقسام.وقد عرفت الجلسة الافتتاحية للأسبوع الوطني السادس عشر للقرآن الكريم، الذي ينظم للمرة الأولى بعاصمة الغرب الجزائري، حضور عدد من أعضاء الحكومة، إلى جانب عدد من سفراء الدول الإسلامية المعتمدين بالجزائر، وشيوخ وعلماء من مختلف أرجاء الوطن. يذكر أن هذه التظاهرة التي تدوم أربعة أيام تعرف تنظيم نشاطات متنوعة، منها المسابقة الوطنية لحفظ وتجويد وتفسير القرآن الكريم، فضلا عن معرض للمخطوط القرآني وأنشطة جوارية وبرنامج ثقافي. وطيلة المدّة التي سيستغرقها تنظيم هذا الأسبوع الوطني سيناقش الأساتذة الجامعيون وعلماء الفقه والشريعة وأئمة المساجد والمشايخ، مواضيع متعدّدة تهدف إلى إظهار قيمة الحياة الإنسانية مثلما جاء ذكره في كتاب اللّه الحكيم. وسيسلط الضوء بالمناسبة على جوانب متعددة من البعد القيمي للقرآن الكريم، لا سيما من ناحية حفظ النفس البشرية وإرساء مبادئ التعايش وثقافة السلم وقبول الآخر. كما سيتم التطرق أيضا إلى الكرامة الإنسانية في الإسلام، ومواضيع متصلة بالدين والحياة الاجتماعية كدور المؤسسات الصحية والأمنية في حماية الحياة الإنسانية والمواطنة وغيرها. كما ستنظم خلال الفترات المسائية مسابقة وطنية للقرآن الكريم في الحفظ والترتيل والتفسير بمشاركة 45 طالبا، بمعدل 15 متنافسا في كل فرع من الفروع الثلاثة للمسابقة التي تتراوح فيها أعمار المشاركين ما بين 15 -و25 سنة.