كان لبلدية مزغران ، وفي وقت ليس بالبعيد فريق رائد في رياضة كرة اليد وهو نادي وفاق مزغران لكرة اليد ، هذا النادي كان له باع طويل في البطولة الوطنية ، احتك بكبريات الفرق ، كانت له مكانة محترمة في الوسط الرياضي ، ضم عناصر من مختلف أرجاء الوطن ، أشرف على تدريبه مدربين كبار ، ناهيك عن الإنجازات التي حققها ، إلا أن الأقدار شاءت أن يختفي من الساحة دون سابق إنذار بسبب العجز المالي فتخلى عليه الكل و في وقت الحاجة ، بدأ ببلدية مزغران ثم الممونين والمحبين ، اللاعبون وبحسرة كبيرة غادروه ، اليوم يصنعون أفراح نوادي لم تكون معروفة قبل أن يتفكك وفاق مزغران لكرة اليد ، رغم هذا يرغبون في العودة إلى فريقهم ، ينتظرون فقط من يأخذ بيدهم ، جريدة الجمهورية اقتربت من أحد المسيرين السابقين بلميسوم منور الذي عايش مأساة اختفاء النادي وأجرت معه الحوار التالي . **************** *هل لك أن تعرف بنفسك للقراء الكرام ؟ بلميسوم منور المدعو نونو ، كنت رئيسا لفرع كرة اليد لوفاق مزغران أشبال ، أما السيد بلمغروزي مصطفى وهو مير مزغران آنذاك كان رئيس الأكابر قبل أن يختفي النادي من الساحة ، عايشت معه كل المراحل التي مر بها الفريق . *قدم للقراء الكرام نبذة تاريخ عن فريق كرة اليد بمزغران هذا النادي في الحقيقة ظهر خلال الموسم الرياضي 1986/1987 ، في أوج قوته كان يضم قبل اندثاره 130 رياضيا في كل الفئات ، أسسه كل من السادة بن عبدالله سيد أحمد ودبي بونوة عبدالقادر ، عرفوا كيف ينشؤوا فريقا محترما في وقت وجيز جدا ، حيث لعب هذا النادي من سنة 1986 إلى غاية 1999 في القسم الجهوي ( وهران ) ، ومن سنة 1999 إلى غاية 2012 لعب في القسم الممتاز إلى جانب فرق قوية جدا آنذاك على غرار مولودية الجزائر ، عين بنيان ، الأبيار ، الجزائر الوسطى ، مولودية وهران ، نادي سكيكدة وصلب عنابة ، كلها نزلت بهذا الملعب وكانت تقاوم من أجل الخروج سليمة وبنتيجة مرضية . *هل كنتم تعتمدون على اللاعبين المحليين أي أبناء مزغران ؟ لا أخفي عليك أن المنافسة كانت شديدة وقوية ، لذا كنا نستنجد بلاعبين من خارج الولاية ، مثلا استقدمنا كل من مخلوف عدة من مولودية وهران وهبة الحبي من عين بنيان وخليل وحميدة من وداد تلمسان و داودي بومدين من نادي وهران وآخرون لا أتذكر أسمائهم لعبوا لهذا النادي عندما كان في أوج عطائه ، حتى المدربين الكبار قدموا خدماتهم لوفاق مزغران لكرة اليد مثل بورايو الذي نكن له كل الإحترام والتقدير ، حيث كان له شرف تدريب الفريق الوطني الجزائري ، لك أن تتصور الوضعية المحترمة التي كان عليها هذا النادي في إحدى الأيام . *هل لك أن تذكر لنا أسباب توقف نادي وفاق مزغران لكرة اليد عن النشاط ؟ الأسباب عديدة لكنها كلها تصب في خانة واحدة وهي نقص الموارد المالية ، في سنة 2012 وهي السنة التي توقف هذا النادي عن النشاط منحتنا البلدية 300 مليون سنتيم ، كنا نعول على المستثمرين ، لكن ما حدث هو أننا لعبنا أربعة أو خمسة مقابلات ثم عجزنا عن استقطاب وجلب الأموال بعد نفاذ الحصة المالية التي كانت بحوزتنا ، مير البلدية السيد بلمغروزي مصطفى عجز عجزا كليا في جلب موارد مالية إضافية ، ما جعله ينسحب من رئاسة النادي فانسحب معه كل الطاقم الإداري والفني . *واللاعبون كيف كان مصيرهم ؟ اللاعبون كانوا في حيرة من أمرهم ، لكنهم في الأخير اهتدوا لفكرة أخرى وهي اللعب في فرق أخرى ، ونظرا لإمكانياتهم وقدراتهم في العطاء لم يجدوا أية صعوبة في الإلتحاق بالنوادي التي اختاروها ، حيث انضم كل من بوراس بلقاسم ، مفتاح عز الدين ، بن عصمان إلياس وشيباني حنيفي لنادي عين تادلس لكرة اليد ، أما اللاعبون الذين باتوا من تشكيلة بطيوة ( عين البية ) هم على التوالي بن علي عمار ، الأخوين إلحول توفيق و إلحول تواتي ، بن معروزي حسين وبن مغروزي محمد وأخيرا داديش . *بكل صراحة هل تفكرون في إعادة إحياء نادي وفاق مزغران لكرة اليد مبادرة إعادة إحياء هذا النادي الذي أدخل في وقت سابق الفرحة والبهجة لبلدية مزغران حسب ما أرى ليست في أجندة المسؤولين المحليين الحاليين لبلدية مزغران وهذا شيء مؤسف ، فبالرغم من أن اللاعبون يحبذون العودة إلى ناديهم وبيتهم الذي تربوا فيه وقدموا أحلى أيامهم إلا أنه يصعب في هذه الحالات عودة الفريق من جديد ، ما يخصني ، لا يمكنني العودة إلا من باب التطوع في حال أعيد إحياء النادي حتى تكون الأمور واضحة ، ليست لي أية نية في العودة لرئاسة هذا النادي ، لسبب واحد وهو أنني اليوم رئيس النادي الثاني لبلدية مزغران وهو آمال مزغران لكرة اليد *كلمة أخيرة في حال عجز المسؤولين إحياء الفرع القديم لكرة اليد هناك نادي بديل وهو آمال بلدية مزغران الذي يمكنه تعويض النقص الحاصل ، مزغران كما ترى هي خزان للاعبي كرة اليد والحمد لله .