تعتبر مغارات الزوانيف بولهاصة متاحف عذراء في قلب الطبيعة تروي لنا قصص الأجيال التي تواترت على المنطقة منذ مئات السنين وشواهد تاريخية والتي لاتزال تنبعث منها روائح الماضي المحملة بنكهات بارود بنادق الرجال الأحرار التي تحكي زمن النضال وعهد الأبطال الذين مروا بها أثناء حرب التحرير وحتى أيام بداية المقاومة الشعبية ،بعدما اتخذ منها معقلا سريا احتضن في جوفه الكثير من اجتماعات الثوار وسجن في طياته العديد من أسرار البواسل الذين عاصروا الحقبة الاستعمارية. هذا الحصن الثوري الذي يتصدر أعلى الجبل بمغاراته المصفوفة على طول قمته التي شهدت عبور رمز المقاومة الجزائرية الأمير عبد القادر وكانت مركزا لثوار المنطقة وجاراتها الأخرى، بعدما اتخذ منها ملجأ ومعقلا لمبيتهم و ملقى لعقد اجتماعاتهم السرية بعيدا عن أعين العدو الغاشم ،باعتبارها أراضي صعبة لخاصيتها الجبلية الوعرة المتميزة بصواعدها ونوازلها الصخرية ومسالكها الضيقة التي تحول دون الوصول إلى تلك المغارات المجهولة من طرف الكثيرين ،نظرا لنقص وعدم الاهتمام بهذا الجانب و نتيجة غياب الإرشاد السياحي الذي يعرف بشواهدنا الثورية ويساهم في إبراز الهوية الثقافية وبالمعالم التاريخية للجبل ،والدليل على ذلك هو تحول المنطقة لسنوات طويلة لمرمى للنفايات والقاذورات التي كانت مقصدا للكثير من شاحنات القمامة ، ليتم مؤخرا إعادة الاعتبار لها وتنظيف المغارات و ما حولها وتهيئة الطريق المؤدي لها مما يسهل الوصول إليها ، الشيء الذي سيساهم في المحافظة على قيمتها التاريخية خطوة من شانها تفعيل وتثمين الأبعاد السياحية المختلفة للمنطقة و لإبرازها.