من يعود إلى ماضي وسط مدينة وهران سيكتشف بأن لها خصوصيات عمرانية كثيرة ففي الأصل كانت عبارة عن مصبّ لخمس أودية باطنية و منها وادي الروينة الأكثر نشاطا و لتشييد مدينة على هذه التضاريس وجد المهندسون الفرنسيون إبّان الحقبة الاستعمارية تقنيات لحماية المباني من حركة المياه الباطنية فلم يتم اعتراض مجاريها و تركت على طبيعتها لكن وضعت فوقها شبكة من القنوات العملاقة على امتداد 84 كلم ،فمنها ما صنع بالصّخور و منها ما صنع من الإسمنت المسلّح حسب طبيعة التضاريس و نوعية الأرضية و لكي تبقى هذه المنشآت القاعدية لزمن طويل و لمنع صعود المياه وضع المهندسون منافذ بتلك القنوات لتصريف ما يفيض من مياه و بمرور الزّمن اهترأت هذه القنوات و انهارت أجزاء كثيرة منها و انسدّت بعض المنافذ ما أحدث خللا في عمليات التصريف و الأدهى أن بعض الأشغال الكبرى المنجزة في السنوات الأخيرة بوسط المدينة حوّلت مجاري المياه الباطنية بعيدا عن القنوات العملاقة مثلما حدث لوادي الروينة الذي أخد في الصّعود إلى السّطح و فجّر منابع كثيرة بشوارع خميستي و العربي بن مهيدي و حمّو بوتليليس و غيرها و يقول المختصّون بأن لا أحد يعلم أين حوّل مجرى وادي الروينة لذلك لا يمكننا معرفة من أين تأتي المياه التي ملأت الأقبية و غمرت بعض الآبار كما لا يوجد إحصاء للمباني المتضرّرة من ذلك لكن ما هو أكيد أن جلّ الأقبية أضحت اليوم مملوءة و من السّكان من استعملوا المضخّات لصرف المياه بعيدا