يشكو سكان بلدية باب العسة الواقعة أقصى الحدود الغربية لولاية تلمسان من انبعاث الروائح الكريهة و تصاعد الدخان المؤكسد الناتج عن حرق المزبلة العشوائية المتواجدة بأرض فلاحية منحدرة بإقليم ذات البلدية و التي أصبحت مجمّعا للقمامات امتعض منها مواطنو قريتي" بن كرامة" و" سلام" كلما قامت مصالح البلدية بحرق أكوام الأوساخ التي توسعت رقعتها بشكل فظيع بعدما تناثرت شتاتا وهذا ما جعلهم يطالبون بتحويلها لأنهم يعيشون في خطر بيئي أثّر كثيرا على صحتهم بسبب مكان تواجد المزبلة غير المناسب و الذي ينتظرون تحويله من قبل والي الولاية و مديرية البيئة للنظر في موقعها باعتبارها تجانب التجمعات السكانية الريفية التي لم تستطع مقاومة الروائح الكريهة رغم النداءات المتكررة بتعيين أرضية أخرى تضم مركز للردم التقني . و للوقوف على حجم المزبلة الضخمة التي تتخذها البلدية فضاء لرمي الأوساخ تنقلت "الجمهورية " في جولة قصيرة نهاية الأسبوع بدعوة من أعيانها لطرح هذا الإشكال على المسؤولين حيث اتضح بأن المزبلة تتربع على مساحة شاسعة قدرها 44 هكتار كانت تنعم بمئات الأشجار المثمرة"الزيتون" و حرقت بألسنة النيران الملتهبة القادمة من المزبلة و التي هلكت فيها العديد من خلايا النحل بسبب الدخان و حسب أعيان باب العسة أن الحل الوحيد لإنقاذهم من أضرار الروائح البحث عن موقع خارج البلدية و تعيينه لإنجاز مفرغة عمومية مراقبة خاصة و أنهم سمعوا عن مشروع في السنوات الماضية لكن تجمّد تماما مما يتطلب إحياءه في أقرب الآجال كون مكان المزبلة (القطعة الأرضية) ملك خاص لورثتة "كباب" و التي هي حاليا محل نزاع مع البلدية على مستوى العدالة بغية وقف عملية رمي الأوساخ طبقا لحكم قضائي فصلت فيه محكمة باب العسة العام الفارط (2014) و التي عيّنت خبير لتحديد الخسائر الناجمة عن نيران المزبلة التي بدأت تستقبل الأوساخ منذ 2006 و رغم أن هناك تنديدات متكررة من طرف السكان لكن لم تر هذه الجهة الحل الأمثل الذي يحمي طبيعة المنطقة و يقي صحة قاطنيها معا .أما بعض ممثلي أصحاب الأرض فأكدوا"للجريدة"_ يهمّنا أمام هذه الحالة البيئية التفكير في إيجاد بقعة تخصّص لمفرغة مرسّمة و ليس عشوائية تأتيها الكلاب المتشردة من كل حدب و صوب و التي تشكل خطرا على أبنائهم زيادة إلى خنقهم بالدخان الذي حوّل الإخضرار إلى سواد و أضاف ملاك الأرض" لا نريد تعويض مادي بقدر ما نسعى للحفاظ على التجمعات السكانية التي لن يهدأ لهم بال إلا إذا وضع حدّ ردعي للمزبلة سيما و أنها أدخلت نسبة كبيرة من المواطنين في خانة الإصابة بالأمراض المزمنة و يستنجدون بالسلطات الولائية للتدخل في أمرهم مادام المحكمة عينّت خبير و لحد الآن لم يتقدم خطوة لإعلان الحلّ و تساءلوا عن التماطل في قضية حرجة كهذه تحتاج لعجالة يتعلق مصيرها براحة نسمة هامة. أما السيد مروان عبد الناصر رئيس المجلس الشعبي البلدي لباب العسة خلال اتصال مباشر بمقر مكتبه رد" هذا الإشكال يعود للمجلس السابق الذي لم يتقص في ملكية الأرض و جعلها مزبلة ثابتة و قمنا بطلب مشروع من الولاية في 3 سنوات الأخيرة و رصد له غلاف مالي يبلغ 400 مليون سنتيم لإعادة تأهيل المزبلة ببناء سور واقي و طريق يسهل مرور شاحنات رفع القمامة و إلى أن اعترض طريقهم أصحاب الأرض لمنعهم من إنجاز الجدار حينها عرفنا أنها ملكية خاصة و رفعوا ضد البلدية قضية لإخلاء المفرغة العشوائية و استبدالها بجهة ثانية قائلا"مستعدون لتعويضهم ماليا وإبقائها في مكانها و على الورثة التفاهم في الأمر بما أن البلدية لا تحوز على خيار آخر يتعلق بأرض موازية . و يبقى على الوالي سوى بحث دراسة عمرانية مستعجلة لباب العسة لاحترام قواعد الرمي بأرض بور بدلا من استغلال مساحة فلاحية و التعدي على صحة الأفراد.