صار الميل إلى ارتداء الملابس التقليدية خلال السنوات الأخيرة من قبل الشباب الجزائري ملفتا للانتباه خاصة بالمناسبات كالأعراس و الأعياد و ذلك من باب التباهي و التفاخر، لاسيما إذا تعلق الأمر بكل " الجلابة " ، " البرنوس" ، " العمامة " و " العباية " التي تعد من أهم الألبسة التقليدية التي استطاعت أن تفرض نفسها وسط الزخم الهائل من الألبسة التي جلبتها رياح الموضة و غزت الأسواق بمختلف الأثمان حسب جودة القماش . و قد اعتادت الأسرة الجزائرية أن يرتدي الأب أو الجد "البرنوس" كموروث ثقافي يعتز به و يرتديه الابن الأكبر عند وفاة كبير الدار كرمز للاعتزاز و الفخر و يرمز للهيبة و القوة ، و هو من بين أبرز الملابس التقليدية ، و قد بلغ سعره بالأسواق الجزائرية حسب ما أفادنا به بعض الباعة من تيارت و بلعباس و وهران الذين صادفناهم بأحدى الوعدات حدود 15 مليون سنتيم ، و يذكر أنَه هناك بعض المناطق تتميز بإنتاجها لنوع من " البرانيس" الخاص بها ، ما أثرى الأسواق بالبرنوس الشاوي ، و الأغواطي و القبائلي و كذا الصحراوي .. و منه ما هو مصنوع من الوبر الخالص أو بالصوف . و بمثل هذه المادة تصنع الجلابة أو القشابية التي كانت مهددة بالانقراض ، لكنَها عادت للأسواق و صار الإقبال عليها عند اقتراب موسم البرد كبيرا من قبل االشيوخ و الشبان الذين باتوا يرتدونها فوق الملابس الرياضية و سراويل الجينز و الأحذية الرياضية أو الكلاسيكية دون الشعور بالخجل ، حيث تعززت الثقة بهذه الموروثات و صارت ملابسنا التقليدية رمزا للفخر و الأصالة ، كما أشار إليه محدثونا من التجار الذين ذكروا أنَ أسعار الجلابَة أو القشابية تتراوح ما بين 1600 دج و 12 ألف دج ، و غالبا ما ترافق " العمامة " الجلابةَ و يلَفها الكبار على الرؤوس بشكل متقن يرسم قبعة تحافظ على شكلها و لو بعد نزعها من على الرأس ، و نادرا ما يستعملها صغار السن بالمدن الكبرى لكنَها كثيرة الاستعمال من قبل الصغار و الكبار ببعض المدن مثل سعيدة، عين الصفراء، المشرية ، النعامة ، تيارت ، غليزان و البيض ... و هي من أبرز المدن التي لا تزال محافظة على هذه الموروثات للزي الجزائري الأصيل و قد تراوح سعرها ما بين 2400 دج و 7500دج للعمامة ،و قد ذكر لنا أيضا انَ ولاية وهران تأتي في مقدمة الولايات التي تنتج العمامة ويتم تسويقها الى مختلف الولايات.