أسدل الستار أمس بالقاعة الثقافية 11 الكائن مقرها بالعربي بن مهيدي بوهران على معرض الفنان التشكيلي " محمد عبد العزيز" بحضور عدد من المبدعين و متذوّقي الفن الجميل ، المعرض الذي ضمّ 15 لوحة عبّر عن قوة الألوان وحرية حركة الريشة، انطلاقا من فلسفة فنية اختارها محمد كتعبير عن أفكاره وهواجسه وتأملاته ، فمن خلال أعماله الجميلة استطاع أن يخط لنفسه بصمة واضحة، تاركا لوحاته تتوزع في طرقاتها الحلزونية، لتطلّ بحلّة المنمنمات من حيث امتلاء اللوحة بالعناصر وتوزيعها بشكل مدروس وإدخال العناصر الزخرفية النباتية المنحنية في أغلبها ، ومن أهم اللوحات التي لفتت انتباه الزائرين لوحة جسد الفرس الذي زينه الفنان بعدد جميل من الخطوط، لتظهر الفرس وكأنها تعدو، تصمت قليلا لتسمع وقع أقدامها يرتفع ، وفي أسفل اللوحة تتلاشى الخطوط لتعطي انطباعا بأن الأقدام تتحرك، وهو ما منح العمل الفني بعدا ثالثا وعمقا حقيقيا دون استخدام الظلال والنور في ذلك . من جهة أخرى استعمل الفنان الألوان الترابية المستعملة مستوحاة من البيئة الجزائرية بأرضها وصحرائها، وهي المناطق التي نلمس فيها روح الجزائر ، حيث نجد أنه وظف ألوانا شفافة إلى حدّ ما في الأجساد وتعتم في فضاء اللوحة الذي يبرز حينها ، وكأنه ظل ممتدا إلى كل العناصر، وعليه فإن تدرج الألوان وشفافيتها منح الأعمال انتماء للمدرسة الانطباعية. وفي هذا كشف " محمد عبد العزيز " في التصريح الذي خص به جريدة الجمهورية أنه فنان عصامي لم يلتحق بمدرسة الفنون التشكيلية ، إنما موهبته بدأت منذ الطفولة ، فهو من مواليد 3 جانفي 1975 بوهران ، اكتشف عشقه للألوان مع أول خربشاته البريئة لينمي موهبته بعدما أصبح يتحكم بالريشة و يتزود بالمعلومات عن طريق النت، كما أوضح أنه أنه تأثر كثيرا بلوحات " فينيست فان غوخ " التي ألهمته كثيرا و " اسياخم " الفنان العبقري الذي مات و الكثير يجهل قيمته الفنية ، كما أكّد على أن احتكاكه بالفنانين التشكيلين بوهران قليل جدا بسبب قلة المعارض الفردية أو الجماعية، و التي تنظم بعدد الأصابع في السنة الواحدة ، و أنه من المهم أن يعرف الفنان التشكيلي ما يريده، ليس على المستوى الفني المرتبط بامتلاك الأدوات وتراكم الخبرات فحسب، بل أيضاً على المستوى الفكري والفلسفي الذي يوثق علاقته كفنان مع ما يدور حوله اجتماعيا وإنسانيا، كما يجعله مدركا لمتغيرات الدور الذي يقوم به في هذا السياق الجمالي، والفنان الجزائري من هؤلاء الفنانين الذين يؤمنون بقيمة الفعل التشكيلي عندما يحمل فكرة أو قضية أو رؤية فلسفية، وأن يكرس اسمه كفنان يقدم تجربة مبنية على ركائز جمالية ناضجة و أن يدرك قيمة الفعل التشكيلي عندما يحمل فكرة أو قضية أو رؤية فلسفية لعلاقة الإنسان بالمجتمع أو بالكون.