لم تف الكمية المتساقطة على ولاية سيدي بلعباس أواخر شهر نوفمبر الماضي بالغرض في الشأن الفلاحي ونظرا لضآلتها بحيث لم تتجاوز ال17 ملم،وهو ما خلف نوعا من القلق في أوساط الفلاحين ومربي الماشية والوصاية على حد سواء،فقد أدت هذه الوضعية إلى التفكير في حلول أخرى لإنقاذ الموسم الفلاحي من الفشل،وكما ذكرنا فان مربي الماشية وخاصة الأبقار ليسوا بمنأى عن وضعية الجفاف فالأمر يهمهم كغيرهم من الفلاحين لأن الأمر يتعلق بتوفير العلف للأبقار. وفي هذا الشأن أكدت السيدة "فايزة بليلي" رئيسة مكتب مفتشية البيطرة بالمديرية الولائية للمصالح الفلاحية أن إنتاج مادة الحليب يتأثر أكيد بشح الأمطار باعتبار أن البقرة الحلوب تحتاج إلى كميات كافية من الغذاء حتى تستطيع أن تعطي حليبا مدرا،ولكن الأمل لا يزال قائما حسب محدثتنا في تحسن الأوضاع لأن البقرة تحتاج إلى الكلأ والحشائش خاصة في فصل الربيع الذي مازال يفصلنا عنه أكثر من شهرين وهي الفترة التي قد تتساقط فيها كميات كبيرة من الأمطار التي تساعد في نمو الحشائش التي تتغذى منها البقرة الحلوب ،وهو الأمر الذي يساهم أيضا في التقليل من اقتناء الموالين للأعلاف التي تشهد ارتفاعا باهظا في الأسعار تترواح بين 4000 و 4500 دج للقنطار الواحد حسب النوعية وهو المشكل الذي يؤرق الموالين كثيرا . هذا وأكدت السيدة "بليلي" في ذات الشأن أن 70 بالمئة من الموالين لا يملكون أراضي لتغذية أبقارهم،وهي المساحات التي يقوم الموال بغرسها ببذور "الفصة" و"السورقو" وغيرها من أجل توفير المادة الغذائية لرؤوس الأبقار ولكن في المقابل يجب أن تكون هذه الأراضي مسقية بالشكل الكافي حتى تعطي ثمارها،وذلك من خلال مياه الأمطار مياه السقي التكميلي،ولذلك فحتى مالكي هذه الأراضي بنسبة 30 بالمائة من مربي الأبقار والبالغ عددهم 20116 موال بالولاية ينتظرون الفرج وتساقط أمطار الخير من أجل توفير الكلأ لماشيتهم وعدم الاستنجاد بالخواص من أجل شراء الأعلاف التي تبقى باهضة الثمن. هذا وكشفت محدثتنا أن شهر أكتوبر الماضي شهد تراجعا في إنتاج الحليب مقارنة بشهر سبتمبر بحيث أنتجت 17000 بقرة حلوب 5 ملايين و600 لتر في حين في شهر سبتمبر أنتجت 17600 بقرة حلوب نفس الكمية المسجلة خلال شهر أكتوبر رغم أن الزيادة مست عدد رؤوس الأبقار المنتجة للحليب. هذا وصرحت السيدة "بليلي" أن الولاية تعتبر رائدة في مجال إنتاج مادة الحليب،وعملية تحويله وبسترته تتم بشكل جيد خاصة وأن الولاية تضم 8 ملبنات تتواجد بكل من بلديات الطابية،سيدي لحسن،حاسي زهانة ومقر عاصمة الولاية والتي تمون بحليب الأبقار البالغ عددها 17544 بقرة حلوب أغلبها من السلالات المحلية والتي تعد ثروة فلاحية هامة تضمها الولاية،وما ساعد على تكوينها الإستراتيجية المنتهجة من لدن الجهات المعنية التي دأبت على دعم 1900 مستثمرة فلاحية يتعلق نشاطها بتربية الأبقار والمواشي .