أكثر من 90 ألف حالةإصابة بداء الرّبو سجلت إلى غاية هذه السنة بولاية وهران حسب الإحصائيات التي جمعها الأطباء المختصون في الأمراض الصدرية هذا للعدد المرتفع من الإصابات يشمل مختلف شرائح المجتمع باختلاف أعمارهم صغارا كانوا أم كبارا، ويعد التدخين والتلوث البيئي من أهم الأسباب المؤدية إلى مثل هذه العاهات، علما أن مصلحة الأمراض الصدرية للمستشفى الجامعي لوهران قد سجلت ما بين 400 إلى 500 حالة جديدة سنويا لسرطان الرئة الذي لا يزال يحتل المرتبة الأولى بين السرطانات الأخرى بالجزائر منذ أكثر من عشر (10) سنوات. هذه الإحصائيات الخطيرة وغيرها ستكون محل نقاش كبير ما بين الأطباء والمختصين بالجزائر ونظرائهم من مختلف جامعات فرنسا مثل بوردو وليون وباريس وتولوز وغيرها وذلك من خلال الأيام الإعلامية الدولية للصحة والمحيط والعمل المنظمة منذ أول أمس بمركب الأندلسيات بولاية وهران. وحسب المنظمين فإن هذا الملتقى العلمي سيكون فرصة سانحة لمقارنة الأبحاث والدراسات والتجارب التي أعدها الخبراء الجزائريون والفرنسيون ، بحيث يقول البروفيسور زيان من مصلحة الأمراض الصدرية بمستشفى بن زرجب أن قطاع الصحة ببلادنا لا يملك إحصائيات صحيحة ومعطيات دقيقة حول واقع الصحة التنفسية بالجزائر، وهو أضحى يصعب عمل الباحثين والدارسين وفي نفس الوقت يدفعهم للتوسع في الأبحاث . وعليه يضيف البروفيسور سيتم عرض عدة دراسات ميدانية جديدة تدور في مجملها حول أربع محاور هامة وهي (الرّبو والمحيط) ، تقييم الأخطار المهنية، أخطار التسممات والتدخين اللا إرادي المعروف بالتدخين السلبي. أكثر من 250 مشارك سجلوا في هذا الملتقى الهام يشرفون على إلقاء 36 محاضرة شفوية وحوالي 30 عرضا بالوثائق في مختلف أجنحة فندق الأندلسيات . وتعد الدراسة التي أعدتها الفرقة الطبية لمصلحة الأمراض الصدرية بمستشفى بن زرجب بوهران حول واقع التدخين داخل هذه المؤسسة الصحية من أهم الدراسات لأنها تعكس واقعا سلبيا جدا، بحيث أظهرت الدراسة في آخر المطاف بأن أكثر من 30٪ من العمال مدخنين منهم رجال ونساء. ومن هنا جاءت فكرة خلق المستشفى بدون تدخين، فبفضل مبادرات الأطباء بمصلحة الأمراض الصدرية وعلى رأسهم الدكتور زيان تجسدت هذه الفكرة وأنجزت دراسة عرضت على إدارة مستشفى بن زرجب لتحقيق المشروع . وكمرحلة أولى في التجسيد سيتم تهيئة مساحة مخصصة للأشخاص المدخنين ، منع ذلك بالمساحات الأخرى وخاصة بالأجنحة الطبية والمصالح العلاجية. معطيات وإحصائيات أخرى أعدها مخبر البحث والصحة والمحيط منذ إعتماده رسميا في 2006، كما تبشر الأرقام الوطنية بأن نسبة الإصابة بداء الرّبو عند الكبار بلغت 1، 3 في حين سجلت نسبة 1، 4 عند الصغار والشباب. كما سيتحدث الأطباء والباحثون الجامعيون خلال هذا اللقاء أيضا عن الأخطار المهنية والمواد الملوثة للبيئة وأضرارها على صحة السكان.