أمسية أدبية، حملة تبرع بالدم وقرية التنمية بالحديقة المتوسطية انطلقت عصر أول أمس، من المقر الولائي للمنظمة الوطنية لأبناء الشهداء بوهران، فعاليات المهرجان السنوي الأول للتضامن مع فلسطين والقدس، حيث كانت المناسبة فرصة لاستذكار بطولات شهدائنا الأبرار الذين سقطوا في ميدان الشرف دفاعا عن حياض وطننا المفدى إبان الاحتلال الفرنسي لبلادنا، مثمنين في نفس الوقت النضال التاريخي والأسطوري للشعب الفلسطيني الذي يقاوم منذ أزيد من 68 سنة جبروت الصهاينة الغاصبين، وأشاد المتدخلون في حفل الافتتاح الرسمي، بمناسبة انطلاق هذا المهرجان التحسيسي، الذي تنظمه هيئة المتجمع المدني "متضامنون"، الوقفة البطولية للشعب الفلسطيني، الذي وبالرغم من سياسة القتل والإعدامات الميدانية، التي ترتكبها عصابات الجيش الصهيوني، إلا أنه لا يزال يقاوم ويكافح من أجل نيل استقلاله المشروع، مبرزين في مداخلاتهم، تطابق وتشابه أبعاد وأهداف الثورتين الجزائرية والفلسطينية، حيث أن كلا الشعبين يملكان نفس إرادة التحدي والصمود، وأثبتا عبر التاريخ رفضهما المطلق لسياستي الذل والهوان التي يريد الغزاة فرضها على الشعوب العربية التواقة إلى الحرية والاستقلال. وأوضح السيد عزوز أحمد، في كلمته الافتتاحية أن أبناء الشهداء كانوا دائما في طليعة التحديات التي عاشها الوطن في الماضي، وأنهم على استعداد تام لمواصلة رسالة الأجداد الخالدة، مبرزا التضحيات الجسام للشعب الجزائري، إبان الاستدمار الفرنسي لوطننا، داعيا إلى ضرورة مواصلة جهود دعم القضية الفلسطينية العادلة... وفي نفس المضمار، ثمن رئيس اتحاد الطلبة الفلسطينيينبوهران عبد الرحمن محمد، المواقف الثابتة للدولة والشعب الجزائري، تجاه القضية الفلسطينية، مضيفا أن هذا الأمر ليس غريبا على أمة تمكنت بفضل عزيمة شبابها وإرادة نسائها وشيوخها من قهر الاستدمار الفرنسي، الذي كان يملك أعتى قوة عسكرية وحربية آنذاك، مضيفا أن فلسطين ستنال حريتها بالرغم من الحصار والتجويع التي يطبقها المعتدون الصهاينة، ليتحدث بعدها الدكتور عبد الرزاق براهمي، رئيس جمعية "شباب وهران"، عن أهمية هذا المهرجان السنوي الأول التضامني مع فلسطين والفلسطينيين، مشيرا إلى أن هذا الحدث سيكون، فرصة لتجديد العهد وتأكيد مدى الروابط التاريخية والحضارية والدينية التي تجمع الجزائريين بأشقائهم في أرض المحشر والمنشر، وصرح المحافظ الولائي للكشافة الإسلامية الجزائرية بوهران بوعبد الله بن مسعود، أن التظاهرة التي تتزامن مع إحياء اليوم الوطني للشهيد، جاءت لتأكد للفلسطينيين أن الشعب الجزائري من خلاله نضاله ضد الاستدمار الفرنسي متضامن مع فلسطين في كفاحها المستميت لدحر الاحتلال الصهيوني، مضيفا أن المهرجان يمثل محطة من محطات التضامن وتعزيز روابط الأخوة والصداقة بين الشعبين الجزائري. ندوة أدبية بسينما الفتح وقبل ذلك واحتفاء بالمهرجان السنوي الأول للتضامن مع فلسطين والقدس، أقيم حفل أدبي وفني بمناسبة يوم الشهيد 18 فبراير بسينما الفتح بالتنسيق مع بلدية وهران والمكتبة الكاتدرائية "بختي بن عودة"، حيث تم بالمناسبة تنظيم قراءات أدبية لكل من "الشاعر محمد بلغالي والقاص روان علي شريف والدكتورة أم سهام والشاعرتين عائشة حجي وخلفة عائشة والأستاذ محمود بوزيد، تخللتها محاضرة للمحامي والمؤرخ عمر وادفل، فضلا عن مقاطع غنائية للمطربة صبرينة الجزائرية ومسرحية لفرقة "هاجر" الثقافية ومقطوعات من الأناشيد الوطنية التي أدتها براعم جمعية الإصلاح والإرشاد. كما نظمت هيئة "متضامنون" ظهيرة أمس الجمعة قرية التنمية بالحديقة المتوسطية، من تنشيط القائد غالم لعوج، بحضور الكثير من العائلات والأطفال، الذين عاشوا أمسية ملؤها الإبداع، الأشغال اليدوية المطالعة فضلا عن معارض فوتوغرافية تفضح العدو الصهيوني، دون أن ننسى تنظيم حملة تبرع بالدم بالجامع القطب عبد الحميد بن باديس في الصبيحة، ما يؤكد تضامن الشعب الجزائري عامة وسكان وهران، خاصة مع هذه القضية العادلة.