الصحراء الغربية المحتلة كلها مناجم غنية بالثروات الطبيعية التي عجلت قبل الاكتشاف بالاستعمار الإسباني ودفعته إلى البحث عن مستثمرين لاستغلالها ، وهو ما حدا به إلى البدء في استخراج فوسفات منجم بوكراع ، هذا المنجم الذي يحتوى على أكثر من 9 بالمائة من الاحتياط العالمي للفوسفات وحوالي 15 بالمائة من احتياط القارة الأفريقية كما أنه يعتبر أكبر منجم للفوسفات في العالم ويضع الصحراء الغربية في الترتيب الثالث بعد المغرب والولاياتالمتحدة. ولقد بدأ الإنتاج الصناعي للفوسفات في الصحراء الغربية في العام 1974 حيث ينقل المعدن على حزام يمتد على طول 100 كلم من منجم بوكراع إلى المحيط الأطلسي بحمولة قدرها 20 مليون طن في السنة ، وفي ضوء المعلومات القليلة المتوفرة فان الكميات المستخرجة من بوكراع سمحت لإسبانيا بأن تكون في قائمة الدول الأولى المنتجة والمصدرة للفوسفات والأهم من هذا كله أنه في فترة قصيرة استطاعت إسبانيا الحصول على دخل يفوق 660 مليون دولار بربح يصل إلى 70 بالمائة وقد ساعد في الحصول على هذا الربح الكبير عدة عوامل من بينها الدرجة العالية من الجودة (أحيانا تفوق 80 بالمائة ووجوده قريبا من سطح الأرض والقرب من ساحل المحيط الأطلسي. وقد احتفظت إسبانيا في صفقة تجارية مع المغرب لنفسها ب 35 بالمائة من أسهم شركة فوسبوكراع التي تدير الفوسفات الصحراوية للحفاظ على مصدر يمدها بالمادة الأولية من الفوسفات لحل مشكلة زراعة الحمضيات في جنوبها وإنتاج حامض الفوسفور الذي يحظى بطلب كبير في الأسواق العالمية. تصدير الفوسفات لأكبر شركات بورصات العالم و المغرب كمحتكر كبير للفوسفات لا يرغب في وجود منافس قوي كالصحراء الغربية وخصوصا عندما تكون ظروف هذا المنافس تساعده في تخفيض تكاليف الإنتاج وعرض نوعيات جيدة من الفوسفات في السوق الدولية. وكان هذا من بين الأسباب التي دفعت المغرب إلى غزو الصحراء الغربية لبسط سيطرته على منجم بوكراع متجاهلا كل القرارات الدولية الداعية لتقرير مصير الشعب الصحراوي وحقه في نيل الحرية والاستقلال. أما المحتل الجديد – المغرب - لجزء من الصحراء الغربية هو الآخر أحاط بالسرية التامة الإحصائيات المتعلقة باستخراج الفوسفات الصحراوي. ومهما حاول المغرب من كتم للحقائق فإن التقديرات المبنية على عدد من المعلومات والإحصائيات تؤكد أن النسبة المرتفعة للكميات المستخرجة من الفوسفات الصحراوي منذ 1987 في تزايد مستمر ضمن المجموع الإنتاجي للفوسفات المغربي والحقيقة التي لا يمكن تجاهلها تتمثل في الخطة المغربية الآنية ، التي تشير إلى استخراج حوالي 7 ملايين طن سنويا من الفوسفات من مناجم بوكراع، أي ما يعادل 35 بالمائة من المجموع العام لإنتاج الفوسفات في المغرب ، وهذه النسبة مرشحة أن تبلغ 10 ملايين طن سنويا، أي ما يقارب 50 بالمائة من مجموع إنتاجه . و بلغت مشتريات منتجات المغرب من الصحراء الغربية للعام 2013 عشر شركات و بلغت تم تحديد هويتها و موردين اثنين لايزالا مجهولين وتنتمي جميعها الى عشر بلدان . وتستحوذ شركتا "بوتاش كورب" من الولاياتالمتحدة و "ليفوسا "من ليتوانيا لوحدهما على نسبة 50 في المائة من المشتريات. و وصل الحجم الكامل للتصدير من الصحراء الغربية في العام 2013 إلى 2.2 مليون طن تم شحنها في 48 باخرة شحن بقيمة تقدر ب 330 مليون دولار وهو ما يفوق ما تم تصديره العام 2012 ب 400 الف طن . من بين العشر شركات المشار اليها والتي تم تحديدها كمستوردة للفوسفات في العام 2013 هناك ست شركات مدرجة بأسواق بورصات عالمية أو مسيطر على اغلبها.