يشكل الحج في الديانات السماوية الرحلة الروحية المجردة من المادة في طريق الإقبال على الله رهبة ورغبة وطلب التخلص من الخطايا وقد برمج معهد سرقينتس سلسلة محاضرات وموائد مستديرة حول هذا الموضوع للوقوف على القواسم المشتركة بين الحج في الاسلام والمسيحية وبدأت هذه السلسلة بإستعراض مسار القديس سان جاك الذي قدمه مدير المعهد السيد خبيير غالفان خويڤو مساء السبت. مسار القديس سان جاك دي كاسبوستيا (سان تياغو) الذي يبدأ من حدود فرنسا وينتهي في الكاتدرائية التي تحمل اسمه بڤاليس (اسبانيا) واحد من ضمن 3 سفريات حج في المسيحية بالإضافة إلى روما وبيت لحم في فلسطين هذا المسار مقدس يوديه المؤمنون وغير المؤمنين في رحلة روحية مجردة من كل نزعة مادية للإقبال على الله وطلب محو الدنوب . عُثر على قبر القديس في 813 وصار محج العديد من ناس يأتونه من كل أصقاع الأرض في حين أن المسار الممتد على 600 كلم يبدأ من حدود فرنسا ويتضمن 4 طرق رئيسية هي تور، فيزيلاي، بو، وآرل وبعد سقوط الأندلس وعودة اسبانيا إلى حضن المسيحية رسميا أعلن البابا ألكسندر السادس(1503-1492) القبر محجا للمسيحيين الكاتوليكيين وتم في 187 اعتماد هذه السفرية مسارا ثقافيا لأوروبا وفي 1998 إعتمدته منظمة اليونسكو ضمن التراث العالمي. وقد ظل هذا الحواري يعلم الناس التعاليم التي جاء بها سيدنا المسيح عليه السلام ويعظمهم في القرن الأول ميلادي إلى أن أعدمه الملك هيرود ونقله أتباعه في رحلة روحانية تقودها الملائكة فعبرت مضيق جبل طارق ثم سواحل ڤاليس حيث استقر نهائيا وفي 835 جزم الأسقف تيودومير كاهن (إيرا فلافيا) بأن هذا القبر في هذه المدينة هو فعلا لضريح هذا الحواري الذي رافق المسيح عليه السلام في وعظ الناس. وقد تدخل لإثراء النقاش العديد من الأساتذة والمثقفين ومن بينهم السيد بوطالب رئيس مؤسسة الأمير عبد القادر العائد مؤخرا من أداء مناسك الحج وقد شرح للحضور وقد كان ضمنهم إسبان كثير من الأمور المشتركة بين الحج في الاسلام والمسيحية لعل أهمها بالدرجة الأولى الإقبال على الله، التجرد من المادية التخلي عن كل هدف دنياوي عند التوجه إلى الله (والمطلوب فقط التخلص من الذنوب وبلوغ البنّة) ويشترك الحجان أيضا في المشي على الأقدام (التوجه إلى عرفات، السعي بين الصفا والمروة، الطواف ونفس الشيء، في المسيحية فالرحلة تكون على الأقدام وهناك بعض المؤمنين الذين يقبلون على الكاتدرائية المذكورة آنفا على الركبتين عندما تبقى لهم مسافة صغيرة وقد عبّر المتدخلون عن القواسم المشتركة بين الأداءين كمفتاح حوار بين الأديان السماوية والثقافات وهذا ما تسعى المراكز الثقافية لا سيما » سرفنتس« إلى تحقيقه وقد برمج محاضرة حول الحج في الاسلام يلقيها الأسبوع المقبل إمام جامع ڤمبيطا بوهران.