**مرضى القصور الكلوي بالشطية يعانون شهدت ولاية الشلف قفزة نوعية كبيرة في مجال الصحة بعد الإصلاحات التي شهدها القطاع خاصة في السنوات الأخيرة ، حيث تم إنجاز عدة هياكل صحية إلى جانب إعادة الاعتبار لبعض قاعات العلاج ، لكن يبقى نقص التأطير الطبي وتقاعس بعض المسؤولين والطوابير الطويلة تلازمه. فقاصدو المؤسسات الإستشفائية لم يلمسوا على أرض الواقع أي أثر يرفع من مستوى التكفل الصحي ، لاسيما في المدن الداخلية الكبرى، التي تحولت إلى عنوان لرداءة الخدمات الصحية ، تتحكم فيها المحسوبية ، هذا الوضع أصبحنا نراه ونشهده في معظم مستشفيات وطننا الحبيب ، مما جعل المرضى ينددون بصوت مرتفع وعالي ويعبرون عن مرض مستشفياتنا ، وحاجتها لإنهاء حالة الخلل والتراجع رغم مجهودات الدولة الكبيرة من أجل الرقي بهذا القطاع الحساس المهم الذي يستلزم تعاون الكل سواء عمال أو أطباء أو مواطنين أو جمعيات ، أثناء زيارتنا لبعض مستشفيات ولاية الشلف كمستشفى الشطية وقفنا حول واقع معاناة مرضى الفشل الكلوي والبالغ عددهم الإجمالي على مستوى ولاية الشلف حوالي 450 مريض ، حيث تقربنا من رئيس جمعية الأمل لمرضى القصور الكلوي الذي أكد لنا أن هذه الشريحة تعاني في صمت وسط انعدام التأطير الطبي المتخصص كأطباء القلب مثلا بالإضافة إلى بعد مسافات سكن المرضى عن الهياكل الصحية والمرتبطة ببرمجة حصص التصفية التي لا تخدم العديد من المرضى نظرا لنقص النقل ، بحيث انعكس سوء التسيير على المواطن الضعيف مما أوقع هؤلاء المرضى في مخالب المؤسسات الصحية الخاصة على غرار جراحة التوليد وأمراض النساء ،في وقت تتوفر المؤسسات الصحية العمومية على أطباء جراحين وتتوفر على أجهزة سكانير ، التي لا ينال خدمتها إلا المحظوظين من الأغنياء ، فيما يتوجه الفقراء إلى القطاع الخاص ، ناهيك عن سياسة البزنسة الطبية التي بات ينتهجها بعض الأطباء ، حيث يتم تحويل بعض المرضى الذين يعانون من أمراض مختلفة بحجة انعدام التجهيزات ، في حين توجد تجهيزات طبية حديثة سخرتها الدولة للغرض ذاته تقدر قيمتها بالملايير ، ومثال جيد على ذلك مستشفى "الأخوات باج" 240 سرير الذي جهز بأحدث الوسائل والعتاد ، حيث يعتبر صرح طبي ضخم ،لكن أغلبية مصالحه مغلقة ، أصبح يستعمل للإستعجالات الجراحية فقط .