*شاركت في إضراب الطعام رفقة المرحوم أحمد بن بلة ولدت المجاهدة فاطمة نعماوي واسمها الثوري جميلة في 12 جوان 1943 بمدينة البيض، وهي حاليا تعيش بحي سانت أوجان بوهران رفقة أولادها وأحفادها، ترعرعت وتربت بمدينة سعيدة رفقة عائلتها المتواضعة جدا خلال الفترة الإستعمارية ، تلقتا تعليمها في مدرسة جان دارك، ثم بمدرسة بول فار لتتحصل على شهادة التعلم المختص في التمريض . انضمت المجاهدة فاطمة إلي خلية جبهة التحرير من خلال عائلتها التي كان معظم أفرادها في الجهاد، حيث كانت تنقل عبر محفظتها المدرسية الأدوية والألبسة العسكرية و عمرها لم يتجاوز 15 ربيعا ، وفي هذا الصدد أوضحت السيدة نعماوي فاطمة في اللقاء الذي خصت به جريدة الجمهورية أنه العدو الفرنسي ألقى القبض عليها عندما كانت بمزرعة " حمدان علي ولاد لمكلخ " بضواحي سعيدة ، وبالتحديد من طرف الكومندو جورج في 7 ديسمبر 1959، أي 4 أشهر بعد زيارة الجنرال شارل ديغول لسعيدة وتكريمه لأعضاء الكومندو، موضحة أن أحد الحركى أرغم المجاهد محمد الشيخ على عض السكين مهدّدا إياه بإدخاله في خديه، أمام مرأى من قائد الكومندو جورج غريو، والكولونيل مارسيل بيجار الذي ألقى كلمة على سكان سعيدة قائلا: " الآن أستطيع مغادرة سعيدة بعد انتهاء مهمة القضاء على جيش التحرير" . ورغم أن فاطمة كانت قاصرا عند إلقاء القبض عليها، إلا أنّها لم تسلم من بطش المدعو عدّة صرصار، الذي جرّدها من ملابسها خلال وضعها في مركز تعذيب يقع بمدرسة المازوني، فلم تفد توسلاتها له ، ولا تذكيره بأنه هو من لقنها التمريض والإسعافات في الجبل قبل هروبه رفقة زوجته، حيث تم تعذيبها لمدة يومين من أجل الحصول على معلومات، إلا أنها صمدت أمام التنيكل، وراحت تسأل عن الإخوة الذين قبض عليهم ، فقيل لها أنهم عُذبوا كثيرا وتم إطلاق الكلاب عليهم ، وبعد أيام من الوحشية والقمع تقرر نقلها نحو سجن آخر، وأمر مسؤول السجن بمعالجتها، لأنها كانت تحمل شظايا قنبلة يدوية في رأسها طيلة مدة التعذيب ، وخلال المحاكمة –أضافت فاطمة -سألها القاضي عن دوافع التحاقها بالثورة رغم حيازتها على شهادة التعليم الابتدائي، فقالت له إنها تعلّمت في المدرسة الفرنسية كيف أن جان دارك ناضل من أجل تحرير بلده، فأرادت فعل الشيء نفسه لوطنها، فحكم عليها ب20 سنة سجنا نافذا، ومكثت 6 أشهر في سجن معسكر،قبل نقلها إلى وهران في شاحنة رفقة المناضل الطبيب ستيفانيني، ثم إلى سجن الحراش بالعاصمة . تدويل القضية واعتبرت فاطمة الدكتور ستيفانيني وجها فرنسيا إنسانيا وناطق باسم حقوق الإنسان وفلسفة الأنوار، من خلال وقوفه إلى جانب الثوار ورفضه تسليم الجرحى الذين كانوا تحت مسؤوليته بمستشفى سعيدة، ما كلفه متاعب كبيرة مع مسؤولي المكتب الثاني ، وحُكم عليه بالسجن لمدة 20 سنة كاملة ، وبعد فترة قضتها في سجن القصبة بوهران ، كشفت السيدة نعماوي أن السلطات الفرنسية حولتها نحو سجن الحراش مع رفيقتها زوبيدور حليمة المدعوة ب " ماما " ، وسويح الهواري ، ومن ثم ّ إلى سجن مرسيليا ، حيث التقت كل من دايا حسين ، مليكة قوريش؛ فتيحة بوسماحة ، وشاركت في إضراب الطعام لمدة 20 يوما رفقة المرحوم والرئيس السابق لدولة الجزائر المستقلة أحمد بن بلة، بالبرغم من أن الكثير منهم كانوا مرضى، إلا أنهم أبوا أخذ الدواء، وتم تدويل القضية وبالتالي الإفراج عنها سنة 1962 ، ليتم التكفل بها آنذاك بفرنسا وإبعادها عن أنظار البوليس الفرنسي . وفيما يخص عن علاقتها بأيقونة الجزائر جميلة بوحيرد التي تعرفت عليها في السجن، أوضحت السيدة فاطمة أنها كانت رمزا لكل نساء الجزائر اللائي كنّ يأخذن القوة منها لحظات العذاب الشديد والتنكيل الوحشي، مشيرة إلى أنها التقت أيضا سجينات جزائريات على غرار زهرة ظريف ، جميلة بوباشة ،فاطمة طنجاوي ، دانييل مين ،جاكلين قروج وأخريات، لتعود إلى أرض الوطن قبيل الاستقلال، ثم تنقلت نحو مدينة البيض، ومكثت هناك بمركز قيادة المجاهد مولاي براهيم لغاية الاستقلال، وأكلمت حياتها بعد ذلك كموظفة في مركز البريد والاتصال بسعيدة، وتزوجت لتنجب 6 أولاد، وهي وحاليا متقاعدة .