هل أكتب عن ما جرى طيلة أسبوع..؟، أم عن اختتام عاصمة الثقافة العربية قسنطينة، أم عن اختتام برامج المسرح الأسبوع القادم في المسرح الجهوي لسيرتا دائما ؟، أم أكتب عن قرار تحويل كونسرفتوار العاصمة، غلقه أو تحويله إلى وجهة أخرى.. ؟. طبعا لأني فهايمي أؤمن بالعدالة الاجتماعية وجب أن أقف عند براعة الشاب الذي بدأ يشيب في ديوان الثقافة والعرب.. و قالوا العرب قالوا ..، و أعني هنا سمير مفتاح الذي كان مفتاحا من مفاتيح تظاهرة لم تقدم ما كان منتظرا ، وبالنظر إلى ما حدث يمكن أن نقول أنها انتهت بما كان منتظرا، لكن الغريب فيما حدث وسيحدث قريبا جدا هو تداعي البعض من مسؤولي التظاهرة بمرضها و بالزردة ... و طبعا كل ممثل يرمي فشله على ممثل أخر، وعلى النص و الإخراج و الديكور و الإضاءة. من منع الجمهور من العرض.. ؟، من أفشل الإخراج وأضاع على الجزائر فرصة التطور على خشبة التظاهرات الكبرى..؟، و من جمع أفشل الممثلين على خشبة واحدة عنوانها الفشل..؟، أليس من الغريب العجيب المريب أيضا أن يظهر أخيرا " شخص " يقول أنه مكلف بالإعلام في التظاهرة ...؟ . ما حدث في الأسبوع الأخير أثبت أن المصنع لا يزال على وضعه، و أكد أن المستشفى سيظل مثلما كان و لن يتغير، ما حدث أكد للمرة المليون أن العلاقات و المؤسسات سيان في بلدي مسرحا ،رغم وجود عشرات العلوليين ممن يسعون لإنقاذ و حفظ وجه المصنع و المستشفى لأنهم منه و إليه، لأنهم يحيون فيه و ينتمون إليه بالفطرة، بالجغرافيا و التاريخ، بالبيولوجيا والجيولوجيا ... ما زال الفهايمي يفتش عن المثالية و الأخلاق و الكمال و العدالة الاجتماعية في عيون الجمهور المسافر إلى المسرح ..وهو يدخل غرفة "النائب المحترم " لمسرح قسنطينة بمسرح بشطارزي ؟؟؟. عرض لم يستقر على ريتم، مشاهد ترتفع و تنخفض رغم قوة النص ومحاولات الإخراج، لكن بعيدا عن النقد لعرض واقعي تسجيلي يرافع للأخلاق وينتقد التعليم، و يكشف الفساد المالي في البلديات و الدوائر و الولايات و في الإدارات، عرض فهايمي لأنه فتش عن الصواب في " مستنقع الذئاب " عنوان مسرحية لمسرح باتنة و أول إخراج للشاب فوزي بن ابراهيم ،عرض رغم غياب الجمهور إلأ أنه أضحك الحضور . الفهايمي ظل يردد دوما خطابا بسيطا، قد يكون سياسيا و اجتماعيا و ثقافيا ، لكنه أخلاقي في النهاية ، يقر بأن العالم قابل للتغيير، نعم آمن علولة و سيراط بالعدالة الاجتماعية والاشتراكية في زمن كانت تذكرة المسرح عام 1985 تساوي خمسة وعشرين دينارا، ومعها كان المسرح يساوي أكثر من تذكرة ، طبعا اليوم بدون تذاكر ولا يحضر الجمهور ، أما في زمن الفهايمية فلقد ظلت مشاعر الجمهور تهتز، يصفقون و ينهضون من على كراسيهم ، ليحوّلوا قاعة العرض إلى علبة إيطالية تستنكر كل شيء حتى عندما يجلد الفهايمي سيراط نفسه.