أنت الليلة وحدك داخل هذه الدار الواسعة الباردة كمألوف عادتك منكمشا في فراشك، تطلب الدفء و المتعة. أنت الليلة تقرأ في الداخل و الريح تزمجر في الخارج فيصطك منها الباب و يحدث صوتا عنيفا مزعجا كأن شخصا يريد أن يقتحم عليك الباب. أنت الليلة تقرأ فتأخذك متعة القراءة حول تلك السيدة صاحبة (( كوخ العم توم )) و كيف عانت المتاعب و المشقات لأجل كتابة قصتها الوحيدة و هي أم لستة أطفال ولديها من المشاغل في البيت ما يغني عن كتابة قصة. أنت الليلة تحاول أن تتفهم كيف جلبت هذه القصة لصاحبتها الشهرة و اهتمام الناس حتى صاروا يرددون كلما صادفوها في طريقهم (( ليباركك الله.. ليباركك الله )) . أنت الآن تعلم كيف أصبحت حكاية العم (( توم )) و الطفلة إيفا ناقوسا نبهت الأمريكيين بأن ثمة شيء ما قبيح الوجه يحدث في مجتمعهم.أنت الآن تتوقف عن القراءة للحظات بعدما هد التعب عينيك فتستمع إلى نباح ذلك الكلب الذي أصر على اختراق سكون الليل الذي يلف الكون من حولك عدا ذلك المصباح الصغير الذي وضعته جنبك ليساعدك على تحمل التعب و الغوص في متعة القراءة ، و لكن لا تلبث أن تستشعر إحساسا لذيذا يدفعك لتعاود القراءة مرة ثانية. أنت الآن تحس بطعم المتعة الفكرية يسري في جسدك بسرعة تيار كهربائي من قمة رأسك إلى أخمص قدميك فتأخذك البهجة و تساءل نفسك: ) لماذا لا أكون مثلها..أكتب وأحس بأنني أقدم شيئا للناس (