يحتضن رواق جريدة الجمهورية بالتنسيق مع جمعية الفضل بوهران أمسية أدبية يوم 18 ماي المقبل حيث تحتفي بذكرى رحيل الواحد و العشرين ، ومن خلال هذا الفضاء يوجه نادي الأدبي للجمهورية رسالة للأدباء و الكتاب الذين تزين حروفهم الإبداعية و دراساتهم الأكاديمية منارة الجريدة أسبوعيا ، أن يكتبوا حروفهم عن المفكر بختي بن عودة، ابن الجزائر الذي وقع قتيلا برصاص الغدر، فقبل عقدين من الزمن وتحديدا في 22 ماي عام 1995،.كان رحيله مأساة لزملائه بالجريدة و كل من عرفه من أصدقاءه ، فبختي في ذلك التاريخ المؤلم عمره لم يتجاوز ال 34 ، وقد انتهى لتوه من تحرير أطروحة جامعية متميزة في سياق شعبة النقد الحديث عن المشروع النقدي والفكري للمفكر وعالم الاجتماع والروائي المغربي الراحل عبد الكبير الخطيبي، وأصبح أستاذا بجامعة وهران علاوة على اضطلاعه بالمسؤولية داخل جمعية الجاحظية من خلال رئاسة تحرير مجلة التبيين التي كانت تصدرها الجمعية. كانت لغة بختي الأكاديمي المهتم بالحداثة المتسمة في آن بقوتها وسلاستها وقدرتها على الحجة والإقناع تثير الخوف والريبة. وكان اعتناق الرجل للمنجز الفلسفي التفكيكي للفيلسوف الفرنسي جاك دريدا وكان يحتفظ بعلاقة شخصية متينة به. فكتب معرفا الحداثة معرفا بأنه لحظة فكرية تخالف أهواء الهوية المطلقة وتراهن على العقلنة . فالحداثة تخرج الفرد من الفردانية إلى المواطنة، من السحري إلى الواقعي لتجعله مالكا للمصير والأصيل بوعي معاكس للمؤسسة . وكان للدور الذي اضطلع به الراحل بختي بمعية أسماء مضيئة أخرى من قبيل الراحل عمار بلحسن وأمين الزاوي وربيعة جلطي وعبد القادر علولة وبشير مفتي وسمير قسيمي أثر كبير في الارتقاء بقيمة الأدب الجزائري المكتوب بالعربية . لقد تمكن الراحل من خلال المواقع المتعددة التي كان يشتغل من خلالها وأقصد تخصيصا الترجمة والبحث الفكري والفلسفي والإبداع الشعري علاوة على الجاحظية ومجلة التبيين التي رأس تحريرها لفترة طويلة من تجسيد هذا الرهان الثقافي . ومن أجل هذا الرجل و قلمه الذي كتب في جريدة الجمهورية و تألقت أبحاثه و دراساته في الحداثة ، نرجو من خلال هذا المنبر أن يكتب أصدقاءه من الأدباء حروفهم من عدة زوايا تكون مجهولة بالنسبة للقراء على صفحات النادي الأدبي .