تعرف ولاية تيسمسيلت ضعفا كبيرا في الإنتاج الفلاحي المتنوع الخاص بشعبة زراعة الخضروات وذلك بسب اعتماد الفلاحين بنسبة 99 % على شعبة زراعة الحبوب في ظل انعدام غرف التخزين وحتى سوق للجملة. تعتمد ولاية تيسمسيلت في التزود بالخضروات على الولايات المجاورة بسبب عزوف الفلاحين بشكل كبيرعلى زراعة الخضروات وما يٌنتج منها حاليا ضئيل جدا يكاد لا يذكر موجه للاستهلاك الذاتي فقط، فمنتوجات هذه الشعبة التي تغرق أسواق الولاية على غرار البطاطا فتجلب من عين الدفلى والطماطم من مستغانم، وغيرها من الخضروات تجلب من الولايات الأخرى على غرار تيارت، ومعكسر والشلف ومستغانم وحتى من بسكرة والوادي. مما جعل ولاية تيسمسيلت تتذيل ترتيب الولايات في الإنتاج الفلاحي فأصبحت "ولاية مستهلكة بامتياز وتأكل مما ينتج الغير" رغم شاسعة مساحة الأراضي المخصصة للفلاحة والمقدرة ب 145456 هكتار إلا أن المٌستغل منها في حدود 68 %أغلبها موجهة لشعبة إنتاج الحبوب والأعلاف في حين أن المساحة المخصصة لزراعة الخضروات لم تتجاوز نسبة 0.42 بالمائة من المساحة المزروعة بمنتوج لم يتجاوز عتبة 100 ألف قنطار في الموسم الفلاحي الواحد على طول السنوات المتعاقبة، فعلى سبيل المثال بلغ إنتاج الخضروات خلال الموسم 2013 / 2014 حسب أرقام رسمية 90 ألف قنطار فقط منها البطاطا ب 12 ألف قنطار والبصل ب 40 ألف قنطار وإنتاج البقول الجافة بحوالي 5000 قنطار، وكلها موجه للاستهلاك الذاتي والأسري، وأرجع مختصون أسباب عزوف الفلاحين عن شعبة زراعة الخضروات إلى غياب ثقافة فلاحية وتوجهها بالأساس إلى زراعة الحبوب فقط، فنجد أن المساحة المزروعة بمحصول البطاطا لم تتجاوز 25 هكتار بكل الولاية وهو رقم بعيد جدا عن المأمول في ظل توفر بعض الإمكانيات، وأرجع "سيدي علي" مهندس فلاحي أن نقص التكوين لدى فلاحي المنطقة وجهلهم بالتقنيات والأساليب الحديثة التي تتطلب دراية كبيرة بالمجال من أجل تحصيل منتوج ذو نوعية وبوفرة هو أحد أسباب التي تنفر الفلاح التيسمسيلتي الذي يفضل زراعة الحبوب التي لا تتطلب دراية كبيرة بتقنيات الزراعة والسقي وطرق المعالجة بالإضافة إلى نقص موارد السقي وانعدام كلي لغرف التخزين والتبريد بالإضافة عدم توفر الولاية على سوق للبيع بالجملة.