عشر سنوات في الأقسام الدنيا هي ضريبة فريق غالي معسكر لتحقيق الصعود إلى الثاني المحترف، فبعد سنوات عجاف تمكن أحد أعرق الأندية بالجهة الغربية من تحقيق حلم عشاقه الذين سيتذكرون جيدًا موسم 2015 – 2016 الذي كان إستثنائيا وغير عادي، موسم إمتزجت فيه الأفراح والأحزان، الأمل والخيبة، الرجاء واليأس، وكان آخرها التوجس بعد الهزيمة التي تكبدها رفقاء عابد أمام الملاحق المباشر سريع واد ارهيو قبل جولة من إنتهاء بطولة الثاني الهاوي، وبعقر دياره تمالك الحزن أحفاد الامير ، ليتأجل موعد افتكاك تأشيرة الصعود إلى المباراة الأخيرة أمام صفاء خميس مليانة، ولتعود الغبطة لأنصار الغالية الذين عادوا إلى معسكر في موكب طويل من مدينة "بافروفيل" وهي التسمية القديمة لخميس مليانة إلى عاصمة الأمير عبد القادر مؤسسة الدولة الجزائرية، بعدما تأكدوا من أن الفريق رسَّم صعوده إلى الثاني المحترف. كتيبة المدرب يسعد حققت 18 فوزا منها 13 داخل الديار و5 خارج معاقل ملعب مفلاح عواد الذي كان فأل خير على فريق "الغاليا" التي لم تجد ضالتها في ملعب الوحدة الإفريقية الذي كان شاهدا على صعودها إلى القسم الأول خلال موسم 2003 – 2004. غالي معسكر ورغم ما عايشه من نكسات أدت به إلى التدحرج إلى الأقسام السفلى إلا أنه يبقى أحد أعرق وأكبر الأندية الجزائرية فأسماء من العيار الثقيل تركت بصماتها بنادي الغالية، فمن لا يعرف روميس ، بكّر ، نقوس ، بوطيش ،جاكر، تشيكو، بن مصابيح ،بياجي ،نكروف ،الأسطورة لخضر بلومي ،ماحي ،شيباني أيقونة الغالي والقائمة طويلة وكبيرة من لاعبين ساهموا في أن تكون الغالية رمز من رموز الكرة الجزائرية ، كيف لا وهو من الأوائل الذين شرفوا الراية الوطنية في المحافل الدولية، فيكفيه شرفًا أنه ثالث فريق جزائري يدرك الدور ربع النهائي لمنافسة رابطة أبطال إفريقيا بتسميتها القديمة سنة 1985 بعد موسم إستثنائي ثمن بنيل البطولة الوطنية التي كانت ثاني لقب لرفقاء بلومي بعد تتويج الغالية بكأس الجمهورية وتحت قيادة المدرب برحال مختار الذي دعم تشكيلته آنذاك بمبارك وبلكدروسي وحنكوش، ليبقى هدف خليلي أمام شبيبة القبائل في نهائي كأس الجزائر أغلى هدف لحد الآن لعشاق الغالي الذين يملكون ثلاثة ألقاب وطنية ومشاركتين إفريقيتين ، وليستحق أن يعود إلى قسم النخبة بعد سنوات من المعاناة والغرق في مستنقعات الأقسام الدنيا، وليكون الفرج بيد الرئيس صبحان بوشنتوف الذي أنقذ الفريق من السقوط إلى ما بين الرابطات قبل موسمين، و ها هو اليوم يضع حجر الأساس لبداية مشروع الصعود للرابطة الثانية الذي تحقق ومن ثمة بداية التخطيط لإدراك قسم النخبة وهي المكانة الحقيقية لفريق غالي معسكر في انتظار تقرب رجال الأعمال للمساهمة في إنجاح المشروع كما يقول المشرفون على النادي.