أحدتث قلة التساقطات المطرية التي ميزت أحوال الطقس طوال الموسم الفلاحي لهذه السنة بولاية مستغانم تأثيرات سلبية كبيرة على الإنتاج ، خصوصا زراعة الحبوب ، ما أدى إلى تناقص ملحوظ في إنتاج هذا المحصول ، ما ألحق خسائر معتبرة بالمستثمرين و المنتجين ، حيث دخلت حملة الحصاد مراحلها الحاسمة والنهائية ، فالمساحات المزروعة و المخصصة للحبوب قدرتها المصالح الوصية عند انطلاق حملة الحرث و البذر بما يقارب ال50 ألف هكتار و التي أخذت زراعة الشعير فيها حصة الأسد ، إلا أنه و للأسف كانت عرضة لتناقص الإنتاج نظرا لخطر الجفاف الذي ميز المنطقة ، بحيث لم يتجاوز معدل المغياثية لهذه السنة 120 ملم ، الأمر الذي أفضى إلى إتلاف السواد الأعظم من المساحة المزروعة ، ما دفع بالمنتجين تحويلها إلى كلأ بعدما تبين أن المنتوج عاجز عن النضج ، رغم هذه الانعكاسات السلبية انطلقت في منتصف شهر ماي الماضي حملة حصاد وجني المحاصيل الزراعية في ظل اتساع رقعة الاستياء وسط الفلاحين الذين لم يجدوا السبل المناسبة لسقي محاصيلهم في ظل صعوبة استخراج المياه الجوفية و غياب المشاريع الخاصة بسقي الأراضي الفلاحية ، حملة الحصاد التي انطلقت بشكل متقطع في ظل اضطرابات أحوال الطقس و تذبذب درجات الحرارة ، سوف لن تسفر حسب المتتبعين للشأن الفلاحي سوى عن جمع كميات محدودة من إنتاج الحبوب بالولاية ، حددها العارفون بالشأن الفلاحي ب 100 ألف قنطار ، وهذا بعدما كانت الولاية في السنوات القليلة الأخيرة يتجاوز إنتاجها المليون قنطار ، الفلاحون يتوقعون أن يتكبدوا خسائر كبيرة ، لذا أعرب الكثير منهم عن تذمره الشديد إزاء الوضعية التي يمرون بها ، خصوصا وان أغلبهم سيدفعون فاتورة الخسائر والإفلاس بمفردهم وذلك في غياب أساليب التأمين عن الأخطار و الكوارث على مستوى صناديق التأمين الفلاحي بفعل غياب التواصل بين الجانبين ( الفلاحين ، المنتجين والصناديق) ، بالإضافة إلى نقص التوعية والمرافقة وسط المزارعين التي تحول دون التفكير في القفزة النوعية التي ينتظرها الجميع في هذا القطاع الحيوي.