عاشت العائلات الوهرانية، سهرة أول أمس بمسرح الهواء الطلق حسني شقرون، سويعات شبابية خفيفة وأخرى طربية جميلة ومتميزة، برع فيها بالخصوص الفنان الكويتي يوسف العماني وبعده السوري حازم شريف الفائز بالطبعة الثالثة لمسابقة "أرب أيدل"، حيث وبالرغم من الحضور المحتشم للجمهور، عدا بعض السوريين المقيمين بوهران، صنع الفنان يوسف العماني الحدث، بإتقانه التام للهجة الجزائرية، وتأديته لبعض الأغاني التراثية المعروفة عندنا بل وإهدائه أغنية للجزائريين بعنوان "دزاير"، هذا الأمر أثلج كثيرا الحضور وصفق له كثيرا على هذا الصنيع الجميل، لاسيما بعد وضعه العلم الوطني فوق الراية السورية الشامخة، وقال بصوت عال، "الجزائر درع الأمة العربية دون منازع"، مؤكدا أنه يتمنى يوما رؤية سورية، العراق وفلسطين يعيشون في كنف السلم، الآمان والحرية، وقد برع المبدع الكويتي، بصوته الرخيم في تقديم باقة من الأغاني الكويتية الشهيرة في بلده، طالبا من الجمهور الحاضر ترديدها معه، مشكلا بذلك ديكورا جميلا، رفقة فرقته الموسيقية التي رافقته في هذه الجولة الفنية إلى وهران، ليغني لهم وصلات من الفن الجزائري العريق، على غرار "يا الرايح وين مسافر" للعملاق الراحل دحمان الحراشي، و"دور بيها يا شيباني" التي عادة ما تغنى في أعراسنا وحفلات زفافنا، ليؤكد بذلك علو كعبه وشغفه بالشعب الجزائري وجميع أنواع فنونه وعاداته وتقاليده التي يشتهر بها. ليصعد بعدها النجم السوري الصاعد حازم شريف، صاحب المرتبة الأولى في الطبعة الثالثة لمسابقة "أرب أيدل"، الذي بدوره قدم كوكتيلا من الفن السوري الأصيل، معيدا بعد المقاطع الموسيقية للفنان الكبير وأحد أعلام الموسيقى العربية محمد عبد الوهاب، وسط أهازيج وتصفيقات لبعض الشباب السوري الذي أبى إلا أن يحضر هذه السهرة الفنية الشبابية الخالصة، صانعا بذلك ثنائيا متميزا، إلى وقت متأخر من الليل، خصوصا وأن حازم شريف، قدم لهم بعض الأغاني التراثية الحلبية، ما جعل هذه السهرة مزيجا بين الفن العربي الكويتي والسوري، وعلى هامش الحفل أعرب الفنان حازم شريف، عن إعجابه الكبير بالجمهور الجزائري، مؤكدا أن جميع حفلاته التي أقامها لأول مرة في الجزائر كانت ناجحة بفضل الحضور والجمهور الذي يعشق الفن الطربي الأصيل. لكن تبقى النقطة السوداء هي غياب الجمهور، الذي اشتكى كما أكد لنا من ارتفاع تذاكر الدخول، مجددين طلبهم من إدارة الديوان الوطني للثقافة والإعلام بمراجعة أسعار التذاكر، حتى يتمكنوا من حضور هذه السهرات التي تم فيها جلب مطربين عرب بقيمة مالية كبيرة، لكن في غياب شبه كلي للجمهور، فمتى يحل الديوان هذه المشكلة التي أثرت سلبا على فعاليات هذا المهرجان الفني ؟