الجمهورية : لماذا الانقلاب على لأردوغان و لماذا فشل الانقلاب على أردوغان ؟ الدكتور عماد الدين الحمروني :على الأغلب أن محاولة الانقلاب وقعت من بعض العسكريين وبتأييد أمريكي وغربي للعديد من الأسباب داخلية وخارجية ، أمّا الداخلية فأهمها تأثيرات الملف الكردي وارتداداته على وحدة الأمة التركية وأيضا النزعة السلطوية القوية لأوردغان التي ظهرت حتى مع أصدقائه داخل حزبه الحاكم ، أمّا الخارجية فأوّلها فشل أوردغان وحزبه في المهمة التي أوكلت إليه من طرف أمريكا وبعض العرب وهي إسقاط النظام السوري خلال مدة وجيزة ، ثانيا دخول روسيا بقوة في المنطقة وتقدم حلفاء سورياإيران والمقاومة اللبنانية سوريا والحشد الشعبي عراقيا غيّر في موازين القوى لصالح روسيا وحلفائها . أما سبب فشل المحاولة الانقلابية فهو يعود أولا لضعف آداء الانقلابيين وفشلهم منذ الساعات الأولى ، تخلي أمريكا عن دعمها لهم بعد ثلاث أو أربع ساعات من بدايته وقرار الرئيس أوردغان بالمواجهة بعد أن حصل على دعم جيرانه إيران و روسيا 2 هل للمخابرات الورية مدعومة من إيران يد طولي في " الطبخة "؟ الدكتور عماد الدين الحمروني : إيرانوروسياوسوريا وقفوا ضد الانقلاب منذ اللحظات الأولى ، بشهادة الأتراك و الرئيس أوردغان . 3 هل الفشل عائد لقوة أردوغان أم سوء تقدير الانقلابيين ؟ سوء تقدير أمريكا التي لم تضع في الحسبان أن جيران تركيا سيقفون مع حكومة أنقرة و أن أنصار أوردغان كانوا جاهزين لمثل هذه الاحتمالات 4 هل تؤثر ردة فعل إردوعان العنيفة تجاه الانقلابيين على مسار مفاوضات الانضمام إلى الاتحاد الأوربي ( و قد رفعت أوربا و الولاياتالمتحدة في وجه أردوغان راية مراعاة حقوق الانسان ) ع د ح : موقع تركيا الجغرافي وتاريخها وتأثيرها في منطقة الشرق الأوسط وآسيا الوسطى يجعل استقرارها مصلحة للجميع ، وخاصة لأوروبا وروسيا وأيضا لحفظ مصالح الولاياتالمتحدة بالمنطقة. صحيح أن أوردغان الآن في حالة ضعف في نظر الخارج من خلال لاتعامله مع الانقلاب و الانقلابيين ولكن مازال يملك أوراقا قوية يستطيع بها قلب الموازين . أوروبا في حاجة لتركيا أكثر من أي وقت مضى وستستمر المفاوضات بشكل بطيء ولكن أوردغان هو الذي يملك المبادرة في هذا الملف. 5 هل ممكن أن يأتي الدستور الجديد الذي تقترحه الحكومة بشيء جديد ؟ ع د ح : أوردغان يضرب منافسيه وخصومه وأعدائه بقوة وهو الآن يخوض معركة حياة أو موت ، الدستور الجديد سيكون أول إنجازات أوردغان بعد المحاولة الانقلابية إن أستطاع حسم المعركة في الأشهر القادمة ، يمكن للدستور الجديد أن يغير العديد من الأشياء داخل تركيا ، سيكون ربما شبيه بالدستور الفرنسي ويعطي صلاحيات مهمة لرئيس الدولة ،سيعمل أوردغان على تعزيز سلطته وأيضا سيكافئ كل من وقف معه . 6 حملة تطهير واسعة باشرها أردوغان في الجيش ( من حيث حل بعض الهيئات الكبرى و ادماج أخرى وتوقيف قيادات عليا ) هل يؤثر ذلك على مكانة الجيش التركي و هو واحد من أقوى الجيوش في العالم و الحلف الأطلسي ؟ ع د ح : بالطبع سيؤثر كثيرا على دور الجيش في الحياة العامة ويُبعده عن التدخل في الشأن السياسي و لكن على مستوى البنية العسكرية والقدرات التقنية والقتالية فسيبقى قويا وفاعلا
7 تكالب ارهابي غير مسبوق على فرنسا ، يضرب في كل مكان و في كل المواعيد حتى الرمزية ( 14 جويلية ) ما قراءتك للوضع الأمني في فرنسا و ما هي التوقعات في ظل ما تصفه الجماعات الارهابية بالتدخل السافر لباريس في ليبيا و مالي ؟ ع د ح : الوضع الأمني بفرنسا معقّد ، فلم تتعرض فرنسا لهكذا هجمات على أرضها منذ نهاية الحرب العالمية الثانية وبهذا العدد الكبير من الضحايا . من يضرب فرنسا ؟ من يخطط لهذه الضربات الدقيقة ؟ من يختار التوقيت ؟ أسئلة كثيرة مطروحة وأكيد أن الدولة الفرنسية تعرف الكثيرممالانعرفه . المنفذون معروفون جماعات سلفية وهابية متطرفة مخترقة من طرف أجهزة إستخبارتية ، الأهداف : ضرب التواجد الإسلامي بأوروبا خاصة بفرنسا ، الضغط على الشارع الفرنسي لتغييرالخيارات السياسية وإيصال اليمين المتطرف للحكم ، إشغال الرأي العام الفرنسي عن قضاياه المصيرية . صحيح أن الحكومة الاشتراكية بفرنسا هي شريك أساسي للسعودية والإمارات وقطر الراعيين الأساسيين لكل الجماعات الوهابية بالعالم وخصوصا بسوريا والعراق وليبيا واليمن وبإفريقيا . هناك من يريد حرب كونية بين المسلمين والغرب لهذا للأسف ستستمر هذه الهجمات الإرهابية 8 هل تشغيل آلة توظيف مزيد من عناصر الأمن في فرنسا قد يؤتي ثماره داخليا أم على باريس إعادة صياغة سياستها الخارجية المفروضة عليها من باب منافسة الولاياتالمتحدة ؟ ع د ح : حكومة فالس فشلت اجتماعيا واقتصاديا وأمنيا ، أكيد أن على الحومة الفرنسية إيجاد حلول أمنية عاجلة من ضمنها تشكيل حرس وطني من الاحتياطيين والمدنيين لمساعدة قوى الأمن الداخلي مما من شأنه أن يطمئن المواطنين ولكن هذا غير كاف ، المهم هو إيجاد حلول اجتماعية وتشجيع ثقافة المودة والاحترام والحوار بين مكونات المجتمع الفرنسي والاهتمام بمسلمي فرنسا وحمايتهم من الاختراق الوهابي السلفي القوي إضافة إلى مراجعة سياسة فرنسا الخارجية التابعة بالمطلق لأمريكا . 9 المنطقة التي ذبح فيها الكاهن الفرنسي ليست ذات أهمية كبيرة في فرنسا مقارنة بغيرها لكن ضرب فيها الارهاب بعنف لماذا ؟ ع د ح : المنطقة هي قرية تابعة لمدينة روون بالنورماندي ، رمزية المكان "الكنيسة" والشخصية التي وقع عليها الاعتداء وسنّه " القس جاك هامل" 86 سنة ومنطقة النورماندي وهي منطقة كاثوليكية بامتياز ، كل هذا يدل أن المخطط والمدبر لا يمكن أن يكون شاب ذو سوابق عدلية أو شخص يقطن بالرقة أو الموصل. العملية الإرهابية بداخل الكنيسة خطّط لها بعناية فائقة لتحدث هزّ كبيرة داخل مسيحيي أوروبا وليس فقط فرنسا. المجتمع المسلم بفرنسا للأسف مخترق أمنيا وثقافيا ودينيا ، هو واقع تحت سيطرة الجماعات السلفية العنيفة والانعزالية وأيضا تحت حكم جماعة الإخوان المسلمين التي فشلت في حماية مسلمي فرنسا و أوروبا . 10 بعد كل هذه الأحداث في فرنسا ما مآل الاسلاموفوبيا في هذا البلد و ما مآل الاشتراكيين في الانتخابات المقبلة على ضوء الأحداث الأمنية الخطيرة و المتسارعة و النقد اللاذع الذي يواجهونه من اليمين و اليمين المتطرف ؟ ع د ح : نحن نشهد تمدّد ظاهرة " الإسلاموفوبيا" بعموم أوروبا و خاصة فرنسا منذ أكثر من ثلاث سنوات ، وهي تشتدّ الآن بعد الهجمات الإرهابية التي لا دخل للإسلام ولمسلمي أوروبا بها لا من قريب ولا من بعيد . هناك سيطرة كلية لجماعات صهيونية قوية على الإعلام بكل أصنافه بفرنسا ولهذا هم يستفيدون كثيرا من هذه الأعمال الوحشية ويعملون على ربطها بالدين الإسلامي ، بالمسلمين وبالمهاجرين ممّا يغذّي وينمّي مشاعر العداء ضدهم . هناك أزمة ثقة حقيقية اليوم بين الحومة والشعب الفرنسي من جهة وبين مسلمي فرنسا والدولة الفرنسية من جهة أخرى . إن المستفيد الوحيد من هذه الأعمال الإجرامية هما اليمين المتطرف والجماعات الصهيونية. اليسار فشل في الحكم ولا يملك شخصيات قوية قادرة على منافسة اليمين المتطرف بفرنسا ، لهذا ستكون المعركة الانتخابية صعبة جدا لليسار الفرنسي .