ما فتئت مصالح محافظة الغابات لسيدي بلعباس تسجل منذ حلول الصائفة الحالية وقبلها بأيام نشوب حرائق هنا وهناك عبر مناطق الولاية تعود أسبابها إلى عوامل مناخية منها بالخصوص الارتفاع الشديد لدرجة الحرارة وأيضا إلى عوامل بشرية منها رمي السجائر وترك النيران التي تعتمد عليها العائلات في طبخ المأكولات بوسط الغابات مشتعلة ناهيك عن عدم استعمال المزارعين للوسائل الواقية من الحرائق أثناء حملة الحصاد ... وقد أحصت المصالح ذاتها في هذه الفترة 160حريقا اندلعت في عدة مناطق غابية سيما في جنوب الولاية كمولاي سليسن وسيدي شعيب والضاية وتلاغ وزروالة ومزاورو أدت إلى التهام 2500 هكتار من الأحراش وأشجار الصنوبر الحلبي ..علما وأن غابتي الزقلة ببلدية مرين وقطارنة ببلدية سفيزف لحقتهما أضرارا جسيمة أكثر من غيرهما ولولا تجند أعوان الحماية المدنية ومصالح الغابات إلى جانب الرتل المتنقل مستخدمين الإمكانيات والوسائل اللازمة لكانت المساحات المتلفة أكبر بكثير مما هو مسجل . هذا ويعد الحريق الذي اندلع صبيحة يوم عيد الأضحى المبارك أي الاثنين المنصرم بغابة اللوزة هو أخر حريق سجل في هذه الصائفة لحد ألان إذ أتى على 52هكتارا من الأحراش والأدغال والصنوبر البحري وقد تمكن الأعوان من التحكم فيه و إخماده في مدة 24 ساعة. محافظ الغابات بوبكر شهبي الذي أمدنا بهذه المعطيات أكد أن المساحات الغابية الملتهمة بفعل الحرائق العام الفارط تعادل ضعف ما حصل في هذه الصائفة معتبرا ما حدث في تلك الفترة كارثة غير مسبوقة نظرا لتجاوز عدد الحرائق ال 300 .مشيرا في هذا الصدد إلى أن مصالحه سطرت برنامجا لغراسة الأشجار في المناطق العارية وأيضا في المواقع المتلفة سعيا منها لتدارك ما أتلفته النيران وقد تم في هذا الإطار تشجير250 هكتارا ببلدية تلاغ من خلال حملات تطوعية شارك فيها أفراد الجيش الوطني الشعبي مؤكدا أن حملات التحسيس تبقى ضرورية لأجل توعية المواطنين وخاصة السكان المجاورين للغابات للحفاظ على هذه الثروة وحمايتها.