أخرج من الدار بطريق البريد رقم 13.. ألتفت يمنة ويسرة و في قلبي لهفة وترقب، فتقابلني ديار ألفتها وتعودت عليها فألمح دار عمي علي الزيادي، وبجوارها كراج ماس سابقا ثم تليه زقاق عمي بوعمامة و لقجع لتنتهي السلسلة بدار علي ولد الجد فسقيفة النوار والمجذوب ودار بودو.. ينبعث الضوء الباهت من أعمدة الإنارة الخرسانية فيجدب نحوه خفافيش تقفز من مكان إلى مكان وتصطدم أحيانا بديار عمي ابراهيم القوراري و أولاد بن عبو و كراج قوسان سابقا.. أسرع الخطى وحب الإستطلاع ينتابني من قمة رأسي الى أخمص قدماي.. أرمق من بعيد جبل عنتره وهو يطل من عل فيلف المدينة بجناحيه.. أهرول مسرعا لأصل ساحة المدينة قرب بناية الدك ( الحبس سابقا ).. فيصيبني الوجوم وتأخذني الدهشة.. البلاسيطة عامرة بالغاشي وقد افترشوا الأرض المزفتة وتسلقوا الأشجار أمام شاحنة مقطورة ينتظرون بداية العرض.